إيران تنفذ أغرب إعدام في العالم

شنق جسد امرأة ميتة في سجن رجائي شهر سيئ السمعة
شنق جسد امرأة ميتة في سجن رجائي شهر سيئ السمعة

الأربعاء - 24 فبراير 2021

Wed - 24 Feb 2021

عززت إيران سجلها الحافل في القتل والإرهاب والعنف، بعدما نفذت أغرب عملية إعدام في العالم، عندما أقدمت على جريمة وحشية وأعدمت امرأة بعد وفاتها بنوبة قلبية.

وانتظرت زهرة إسماعيلي دورها في المشنقة قبل أيام، لإدانتها بقتل زوجها، لكنها سقطت ميتة إثر نوبة قلبية بعد إجبارها على مشاهدة 16 رجلا يشنقون أمامها، وفقا لرسالة من محاميها، أوميد مرادي، نشرتها صحيفة ذا تايمز البريطانية ومرصد حقوق الإنسان الإيراني.

ومارست سلطات سجن رجائي شهر سيئ السمعة في كرج، إحدى ضواحي العاصمة طهران، إحدى أبشع الجرائم، حيث قامت بشنق جثتها تنفيذا لطلب حماتها التي أرادت مشاهدتها، وهي مشنوقة، بحسب مرادي.

إعدام ميت

وقال مرادي «شنقوا جسدها الميت، وركلت والدة الضحية، فاطمة عسل ماهي، المقعد من تحت قدميها حتى تتمكن من رؤية جثة زوجة ابنها على حبل المشنقة لبضع ثوان».

ووفقا لقناة (الحرة) الأمريكية، أدينت زهرة الأم لطفلين، بقتل زوجها، علي رضا زماني، وهو مسؤول في وزارة المخابرات الإيرانية، لكن محاميها قال إنها أقدمت على قتله دفاعا عن نفسها وأطفالها وإنه كان يعاملهم بشكل عنيف.

وأكد مرصد حقوق الإنسان الإيراني أن زهرة واحدة من ثلاث نساء تم إعدامهن خلال الأسابيع القليلة الماضية، مما يرفع العدد الإجمالي إلى 114 امرأة في عهد الرئيس الإيراني، حسن روحاني، الذي بدأ في عام 2013.

100 انتظار

وجددت منظمة حقوق الإنسان في إيران، دعوتها لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة والمؤسسات الأخرى المدافعة عن حقوق الإنسان إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لإنقاذ حياة السجناء الإيرانيين المحكوم عليهم بالإعدام.

وذكرت المنظمة أن أكثر من مئة سجين ينتظرون حبل المشنقة في سجن زاهدان المركزي وحده، بما في ذلك الجرائم التي لا تنطوي على القتل العمد.

وقالت «يجب إحالة ملف انتهاكات النظام الإيراني لحقوق الإنسان إلى مجلس الأمن الدولي، ويجب أن يواجه قادة ومسؤولو النظام الإيراني العدالة، بعد أربعة عقود من ارتكاب جرائم ضد الإنسانية».

سجل دموي

وتملك إيران سجلا ملطخا بالدماء في مجال الإعدامات، وشهدت الفترة الماضية إعدام السياسي السني عبدالحميد مير بلوش زهي، بعد أن قدم كأحد المتهمين بـ»التشدد» وبقتل «اثنين من الحرس الثوري بالرصاص»، وقبلهم نفذ حكم الإعدام في بطل المصارعة نافيد أفكاري بسبب مشاركته في مظاهرات مناهضة للحكومة في 2018.

وجذبت قضية أفكاري أنظار العالم، بسبب إجباره على الإدلاء باعترافات تحت وطأة التعذيب الشديد، فيما يرجع البعض سبب إعدام الشاب، إلى مشاركته في المظاهرات المناهضة للنظام.

وشهدت إيران احتجاجات ضد تردي الأوضاع الاقتصادية في 2018 ردت عليها السلطات بقمع شديد، واعتقلت أعدادا كبيرة من الغاضبين الذين وصفتهم بمثيري الشغب.

قتل زام

وفجع العالم والشعب الإيراني في بداية ديسمبر الماضي، بتنفيذ حكم الإعدام بحق صحفي معارض بارز اعتقلته طهران العام الماضي خلال ما وصفته طهران بعملية للمخابرات بعد أن قضى سنوات في منفاه بفرنسا.

وأُعدم روح الله زام، الذي يتابع قناته أمد نيوز أكثر من مليون متابع على إحدى وسائل التواصل الاجتماعي، بعد اتهامه بالتحريض على العنف في احتجاجات مناهضة للحكومة عام 2017. وأكد مركز «IranHrdc» لحقوق الإنسان أن هناك 123 حالة إعدام في إيران موثقة بالاسم ووقت تنفيذ الحكم خلال عام 2020 الماضي.

مواجهة الضغط

وكشفت قناة الحرة الأمريكية أن إيران تلجأ لعقوبات الإعدام قضائيا، عندما يزيد الضغط عليها من الخارج، وقال المحلل السياسي أحمد فاروق «كلما زاد الضغط من الخارج، يبدأ النظام الإيراني في التشدد وإصدار عقوبات رادعة، بمعنى أن حملة الضغط الأقصى (العقوبات الأمريكية على إيران) كان من توابعها زيادة الإعدامات».

وأضاف «ربما لا يكون هناك زيادة في معدلات الإعدام عن العام الماضي، لكن الإعدامات في الفترة الماضية كانت لأسباب مختلفة، مثل السياسي البلوشي، ونافيد أفكاري، بسبب احتجاجات نوفمبر، ونفس الشيء في قضية روح الله زام».

رسالة للخارج

وأكد المحلل السياسي إلى أن «إيران تنظر إلى الإعدامات كأنها رسالة للخارج والداخل، خاصة في حالة روح الله زام، وخلال العام الماضي، تم إلقاء القبض على أشخاص، ادعت إيران أنهم يتبعون لحركات مسلحة مناهضة للنظام، مثل حبيب أسيود، وجمشيد شرمهت».

يذكر أن إيران شهدت في عام 1988 إعدامات جماعية بفتوى صادرة عن مرشد الثورة آنذاك، روح الله الخميني، والتي راح ضحيتها الآلاف من السجناء السياسيين المعارضين، ومن بينهم أطفال لم يتعدوا الـ16 من أعمارهم.

الأولى عالميا

وأكدت منظمة العفو الدولية (أمنيستي) في تقريرها السنوي حول الإعدامات، أن إيران تتصدر دول العالم في تنفيذ أحكام الإعدام، وتشكل 51% من الإعدامات في العالم و60% من مجموع عمليات الإعدام المؤكد تنفيذها في منطقة الشرق الأوسط.

وذكر التقرير أنه بنهاية عام 2017، وصل عدد البلدان التي قامت بإلغاء العقوبة في القانون بالنسبة لجميع الجرائم إلى 106 بلدان (أي غالبية دول العالم)، بينما وصل عدد البلدان التي ألغت العقوبة في القانون أو لم تنفذها في الواقع الفعلي إلى 142 بلدا (أي أكثر من ثلثي عدد دول العالم).

وعلم عن قيام 23 بلدا بتنفيذ عمليات إعدام، منها إيران التي أعدمت نحو 507 أشخاص، بينهم نحو 5 كانوا دون سن 18 عاما وقت ارتكاب الجرائم.

أرقام صادمة

114 امرأة أعدمن في عهد روحاني

100 امرأة ينتظرن حبل المشنقة

17 إعداما في يوم واحد

51 % من إعدامات العالم تتم بإيران

60 % من الإعدامات في الشرق الأوسط بإيران

1 إعدام كل أربع ساعات.. المعدل الإيراني