الغليان الشعبي يعود للشارع الإيراني

احتجاجات عمالية بعد تأخر رواتبهم الضئيلة وعدم دفع أقساط التأمين تردي الأوضاع وعدم الاستجابة للمطالب الاجتماعية وراء الغضب الشعبي الفقر يأكل شريحة واسعة من الإيرانيين العاجزين عن تلبية احتياجاتهم معلمون يشكون من البطالة ومساهمون يرفعون شعار: «الموت لروحاني» الشارع الإيراني يقترب من الانفجار في وجه نظام عاجز عن الحلول
احتجاجات عمالية بعد تأخر رواتبهم الضئيلة وعدم دفع أقساط التأمين تردي الأوضاع وعدم الاستجابة للمطالب الاجتماعية وراء الغضب الشعبي الفقر يأكل شريحة واسعة من الإيرانيين العاجزين عن تلبية احتياجاتهم معلمون يشكون من البطالة ومساهمون يرفعون شعار: «الموت لروحاني» الشارع الإيراني يقترب من الانفجار في وجه نظام عاجز عن الحلول

الثلاثاء - 23 فبراير 2021

Tue - 23 Feb 2021

عاد الغليان من جديد إلى الشارع الإيراني، واندلعت احتجاجات عمالية في الأيام الماضية بسبب تأخر الرواتب وضعف الأجور وعدم دفع أقساط التأمين، ونظم عمال مترو طهران وإيلام للبتروكيماويات وقفات جماهيرية رفضا لأوضاعهم المتردية ومطالبهم الاجتماعية.

ونظم عمال الخط الخامس للمترو في طهران، احتجاجا أمس، على وقع التأخير في دفع أجورهم الضئيلة وأقساط التأمين لعدة أشهر، حسبما أفادت المعارضة الإيرانية، التي أكدت أن الفقر يأكل شريحة واسعة من الإيرانيين العاجزين عن تلبية احتياجاتهم.

ويعمل أكثر من 150 عاملا في الخط الخامس للمترو بين طهران وكرج، منهم 90 عاملا في وحدة الانضباط والباقي في صيانة خط المترو تحت مسؤولية شركة المقاولة، لكن لم تدفع رواتبهم لمدة 3 أشهر تقريبا وكذلك لم تدفع أقساط التأمين لهم لمدة 4 أشهر.

رواتب متأخرة

وفيما أكدت المعارضة الإيرانية أن آخر راتب تلقاه عمال مترو طهران كان في نوفمبر الماضي، ومن هذا التاريخ لم يحصلوا على رواتبهم، قالت «إن عمال مشروع إيلام للبتروكيماويات نظموا وقفة احتجاجية؛ اعتراضا على كيفية التوظيف».

وأفادت المعارضة الإيرانية بأن عمال المشروع وعددهم نحو 100 عامل نظموا احتجاجا ضد شروط إجراءات التوظيف، كما نظمت مجموعة من منتسبي الطوارئ الطبية المتعاقدين في مدينة مشهد، وقفة احتجاجية في حرم جامعة مشهد للعلوم الطبية، احتجاجا على عدم تنفيذ قانون تعزيز الإنتاجية الاستثنائي.

تظاهر المتقاعدين وأعلنت وسائل إعلام إيرانية قبل أيام عن تجمع مجموعات غفيرة من المتقاعدين في العاصمة طهران وعدد من المحافظات الأخرى احتجاجا على تدني الرواتب وعدم تلبية مطالبهم في ظل تردي الأوضاع المعيشية على وقع انهيار العملة وارتفاع التضخم، فيما تعيش إيران منذ سنوات أزمة اقتصادية خانقة سائرة نحو التفاقم.

وتتزايد الاحتجاجات على واقع الأزمة الاقتصادية القاسية والمعاناة اليومية التي يعيشها الإيرانيون، ما يعكس مدى تفاقم الغليان الشعبي وهو ما ينذر بانفجار الشارع في وجه السلطة والنظام في إيران.

وأفاد موقع (إيران إنترناشيونال عربي) أن عددا من المتقاعدين من منظمة التأمين الاجتماعي تجمعوا أمام مبنى المنظمة المذكورة في طهران وطالبوا بزيادة رواتبهم، فيما شهدت مدن أصفهان وأراك وخرم آباد وكرمانشاه تحركات احتجاجية مماثلة.

احترام كرامتهم

وأكدت ذات المصادر أن المحتجين طالبوا بزيادة الرواتب، بحيث تكون متساوية مع رواتب المتقاعدين الحكوميين والعسكريين، بالإضافة إلى توفير خدمات طبية مجانية وكافية، وزيادة خدمات الرفاهية واحترام كرامتهم.

وتعيش طهران منذ عام 2018 الذي انسحبت فيه إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب وعاودت فرض عقوبات قاسية، أسوأ أزمة اقتصادية على الإطلاق تفاقمت أكثر منذ تفشي فيروس كورونا الذي أجبر السلطات على غلق البلاد لاحتوائه وهو ما أدى إلى تدهور الأوضاع وارتفاع نسب الفقر والبطالة وانهيار الريال الإيراني أمام ارتفاع أسعار المعيشة.

وفي إطار الاحتجاجات المتصاعدة أفادت تقارير باندلاع احتجاجات في المنظمات الدولية والصناعية الإيرانية تنديدا بأوضاع التوظيف وسوء الأحوال المعيشية، وتأخر الرواتب، حيث اندلعت 7 تجمعات احتجاجية خلال يومي الاثنين والثلاثاء، وفق (إيران إنترناشيونال عربي).

الموت لروحاني

ويشكو كثير من المعلمين في إيران من البطالة، فيما يحتج شق منهم ممن يعملون في مجال محو الأمية على عدم إصلاح وضعهم الوظيفي.

ونظم العديد من المساهمين الخاسرين في سوق البورصة الإيرانية أمام مبنى البورصة وقفة احتجاجية ورفعوا شعارات منددة من قبيل (في ذكرى الثورة، موائدنا خاوية)، و(الموت لروحاني).

في المقابل، نظم المعلمون المتعاقدون مع وزارة التربية والتعليم وعمال مصانع وشركات في محافظة مشهد، تحركات احتجاجية على أوضاعهم المعيشية وعدم تحقيق مطالبهم.

وبات الشارع الإيراني يشعر بالضيق من نظام عاجز عن حل الأزمات المتوالية، بل وسلطة منتجة للأزمات بسبب اعتمادها نهجا عدائيا أغلق على طهران منافذها التجارية.

تفاقم البطالةوبسبب عزلة إيران في المنطقة وانسداد منافذها التجارية وإجراءات الغلق لانتشار كورونا، انهار الريال الإيراني إلى أسوأ مستوياته مقابل الدولار، إلى جانب تفاقم البطالة ومعاناة كثير من القطاعات الحساسة كالصحة من نقص كبير، خصوصا في ظل تفشي (كوفيد 19).

وترجح الأزمات المتناثرة في إيران تعاظم الغليان الشعبي الذي يكبر ككرة النار، مهددا النظام الإيراني باحتجاجات قد لا تقوى على وأدها بالرصاص مثل المعتاد، حيث وثق للنظام الإيراني تمرسه في قمع الاحتجاجات المتكررة في كل موسم بالرصاص الحي والتفنن في تعذيب المتظاهرين المعتقلين.

وقد شهدت احتجاجات الوقود أواخر 2019 مقتل أكثر من 200 متظاهر برصاص الأمن الإيراني الذي قابل الاحتجاجات بأساليب قمع فظيعة.

غضب برلماني

ووصلت حالة الغضب إلى البرلمان في الأيام الماضية، حيث أثار اتفاق أبرم مطلع الأسبوع الجاري بشأن عمليات التفتيش النووي في إيران من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية احتجاجات من قبل المتشددين والمعارضة في البرلمان الإيراني.

وذكرت وكالة تسنيم للأنباء، أن مناقشة الميزانية توقفت أمس الأول، وتم عقد اجتماع مغلق بدلا من ذلك لمناقشة الاتفاقية مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وقال رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي بعد عودته من زيارة لطهران، «إن إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية توصلتا إلى اتفاق موقت بشأن استمرار عمليات التفتيش النووي الأحد ، لكن الوصول سيخفض.

وأعلنت طهران الأسبوع الماضي أنها ستحد من دخول مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في محاولة للضغط على الولايات المتحدة لرفع العقوبات والعودة إلى الاتفاق النووي.

تحذيرات خامنئيولدى سؤاله عما إذا كان سيظل قادرا على التحقق مما إذا كانت أنشطة إيران النووية سلمية بحتة، قال جروسي «ليس كما كنت من قبل ، ولكن بطريقة مرضية».

وحث المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي الحكومة والبرلمان الإيرانيين على حل خلافاتهما من خلال التعاون البناء.

وقال «إن إيران لن تغير موقفها بشأن برنامجها النووي، مضيفا أن طهران قد تشرع في تخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60% على أساس الحاجة المحلية، ولفت إلى أن طهران لن تسمح لنفسها بالخوف من الانتقادات المتغطرسة وغير العادلة للأمريكيين والأوروبيين، بل إنها سترفع مستوى تخصيب اليورانيوم إلى 60 % إذا لزم الأمر».