عبدالله محمد الشهراني

مطار المؤسس.. جدران تحكي القصة

الأربعاء - 20 يناير 2021

Wed - 20 Jan 2021

افتتح مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، المطار الحلم الذي انتظره المواطن والمقيم والحاج والسائح ورجل الأعمال، تحفة معمارية مشرفة، اختير لها أحدث التقنيات وأفضل المواد.

مطار يحتوي على مرافق كثيرة وينقسم إلى مناطق متفرقة متباعدة، المشي لمسافات طويلة أمر ملموس بين صالاته وبواباته لمن خاض تجربة السفر مؤخرا، مسافة تصل إلى أكثر من 1.5 كلم مشيا على الأقدام حسب موقع السيارة وبوابة المغادرة.

وبحكم حداثة إنشائه، لا يزال منظر المطار من الداخل شبه خاو، أرضيات وجدران وأسقف - استخدم لها أفضل المواد - وحسب. لكن تلك المساحات والمسارات الطويلة من الطبيعي أن تحدث شيئا من الملل والتعب لمرتادي المطار بسبب المشي المتواصل والطويل.

من المعروف أن المطارات العالمية أصبحت تعتمد وبشكل كبير على مفهوم «تجربة المسافر»، أي إنها لم تعد تقدم الخدمات الأساسية فحسب، بل انتقلت إلى مرحلة جديدة إثرائية يستمتع فيها المسافر بكل التفاصيل المحيطة به، حيث تجد المطار - بشكل ما - يستقبل مستخدميه بحفاوة وسعادة ويودعهم بحزن واشتياق، وكأنه ينتظر عودتهم التالية، مطارات في العالم أصبحت مقاصد سياحية ولم تعد مجرد مرافق نقل جوي.

المقترح: لم لا تستغل هذه المسافات الطويلة بشكل يثري تجربة المسافر خلال مئات الأمتار التي يقطعها مشيا، أعلم أن هناك مساحات مخصصة على جدران أي مطار للإعلانات التي تقدم للمطار دخلا جيدا، لكن المؤكد أنه ليس ممكنا أن يكون كل متر مربع من تلك الجدران مخصصا للإعلانات، والفكرة هي أن نجعل المسافر - عبر استخدامنا للجدران - يعيش أحداث قصة ما، منذ لحظة خروجه من باب الطائرة إلى المنطقة التي تسبق الجوازات مرورا بمنطقة استلام الحقائب إلى بوابات الخروج، قصة تحكي نشأة الدولة مثلا.. تكون بدايتها من الثلاثينات الميلادية للمملكة، ونهايتها عند بوابات الخروج من المطار التي يفترض أن تعرض مخرجات رؤية المملكة 2030 «نيوم، البحر الأحمر، القدية.. إلخ «.

ومن الممكن أن تكون القصة عن تاريخ الطيران في المملكة، تحكي للمسافر كيف بدأ وصولا إلى الرؤية المستقبلية له. أو أن تروي القصة إحدى حكايات اكتشاف النفط في المملكة.

ومن الممكن أن نستعيض عن القصص بلوحات وصور، تعلق على الجدران بدورها لشخصيات سعودية كان لها أثر عظيم في تاريخ المملكة.

هذه الفكرة سوف تصنع أجواء من المتعة وتتيح لحظات من التأمل والاستكشاف، وتنقل المسافر من حالة التعب والإرهاق والملل بسبب المسافات الطويلة إلى خوض تجربة ثرية، يتعرف من خلالها - ولا سيما إن كان زائرا لبلادنا - على تاريخ المملكة ومستقبلها، ويتذكر إن كان مواطنا أو مقيما بعض القصص والشخصيات التي صنعت تاريخ هذه البلاد.

المطار هو بوابة الوطن، ومن خلاله نستطيع أن نشكل الانطباع الأول لدى زائريه.

ALSHAHRANI_1400@