محمد الأحمدي

اصنع عادة للكتابة اليومية

الثلاثاء - 19 يناير 2021

Tue - 19 Jan 2021

سمعت كثيرا من الباحثين في مرحلة الكتابة عن الحالة المزاجية التي تصاحبهم في هذه المرحلة. يكررون القول بأنهم ينجزون كثيرا عندما تأتيهم الرغبة الجامحة في الكتابة. هذه أمثلة للعبارات التي تكررت على ألسنتهم عند تحدثهم عن طرق كتابتهم في سنة الكتابة «أنا أكتب أفضل عندما أشعر برغبة الكتابة، وأنا أنتظر حتى تتحسن قدرتي ومهاراتي على الكتابة، أو أنا أنتظر حتى يتحسن مزاجي للكتابة».

حقيقة هذه الفكرة تجعل الباحث في رحلة انتظار لتك الرغبة والشغف الذي قد يطول انتظاره، هذا إن أتت. وهنا يهمل الباحث عامل الوقت الذي يعتبر الفيصل في الأمر، فانتظار تحسن المزاج عملية متقلبة، وغير متنبأ بها، وتبقى أمنية غير واقعية. إن طلب العلى ليس بالتمني. ومن وجهة نظري يعتبر انتظار دافع الكتابة وتحسن المزاج ما هما إلا تدريب على الاسترخاء.

إذن، ما السبيل المفيد للتغلب على هذا التحدي؟

أجاب رالف كيز مؤلف كتاب The Writer’s Book of Hope عن سؤال: هل الكُتاب الجيدون ينتظرون الإلهام في الكتابة؟ بأن الروتين الكتابي هو الإلهام الحقيقي للكاتب، والصديق الأفضل في الإنجاز من الرغبة والشغف المنتظرة.

لم يعطِ كيز للمزاج دورا في الكتابة، بل وظف الحالة المزاجية لخدمة الكتابة بحيث تكتسي العبارات بالانفعالات والمشاعر. وهذا جيد في الكتابات غير الأكاديمية. أما الكتابات البحثية فهي كتابة منطقية مدعمة بالحجج والأدلة العلمية.

العادة في نظري سلوك متكرر موجه لتحقق إنجاز محدد، ومتفق في إطاره العام، ولكنه يختلف في حيثياته التفصيلية، ونقطة التركيز الدقيقة. فسلوك الإنسان لذات الطريق يوميا سيخلق لديه عادة يومية يمارسها دون عناء للوصل إلى وجهته.

ولكن لا تمنع ميزة العادة التي منحها الله للإنسان ليركز على مهام جديدة في الحياة، كالتأمل الذهني وإشغال الفكر بمهمة أكثر من مهمة تذكر الطريق الذي أصبح لا يستهلك الجهد.

صحيح، قد تتعرف على وجوه السالكين للطريق في وقت خروجك، وربما تحفظ أنواع وأرقام لوحات السيارات، هذه قدرات نشأت وتنامت بعدما اعتاد عقلك على صناعة العادة ليمنحك التركيز على تفاصيل أخرى.

يحدث ذات الأمر في العلمية البحثية، فصناعة عادة الكتابة اليومية ستمنحك التركيز على الحجج والأدلة، ومصادرها، وأسلوب الكتابة، والربط بين النصوص، الأفكار السابقة فيما كتبته سابقا أو ما كتبه غيرك، وسينمي لديك القدرة على تنمية التفكير التحليلي، والوقوف على العبارات، والاستنتاجات البحثية التي تثير الشك فيما تدعي، لأن عقلك تدرب على التركيز على التفاصيل. إنها منحة إن دامت معك خارج الموقف البحثي، واستفدت منها في الحياة اليومية حيث تعطي لتفاصيل معنى، فتفكر في الطرح الذي تسمعه، ثم تقرر متى تستمتع بالتلقي والمشاركة، ومن تستمتع بالإنصات.

لا شك بأن العادة الكتابية اليومية مهمة للباحث تدفعه للإنتاجية. وهذه خطوات أقترحها لتسهل مهمة صناعة العادة الكتابية اليومية، أكتبها وأنا أمارسها دون تفكير لأنها أصبحت عادة روتينية يومية:

1 - حدد المكان والزمان نفسيهما لممارسة الكتابة اليومية.

2 - هيئ المكان جيدا للتفكير والكتابة باختيار الأثاث المساعد للكتابة كطاولة الكتابة، وكرسي الجلوس لفترة طويلة، والإضاءة، والمستلزمات الكتابية.

3 - حدد عدد الكلمات اليومي المراد إنجازه للمهمة اليومية.

4 - حدد المصادر التي ستعتمد عليها في المهمة اليومية.

5 - حدد النقاط المهمة التي تتناولها في النص اليومي في هيكل التخطيط اليومي.

6 - اصنع جدول الإنجاز الأسبوعي المقترح.

7 - التزم بتنفيذ الخطة الأسبوعية مدة شهر على الأقل. وكافئ نفسك، وعاقبها إن لم تنجز خلال هذه المدة حتى تصنع عادة الشهر.

8 - تبنَّ طريقة لكتابة الملاحظات الأولية التي يسهل تحويلها لفقرة كاملة.

9 - اضبط خصائص المستند على المواصفات التي تحب أن تعمل عليها، كخط الكتابة، وحجمه، والمسافات. ربما هذه عادة سابقة فلا تصادمها حاليا بل استفد منها.

10 - رتب الأفكار والجمل الأولية ترتيبا منطقيا، ثم اعمل لاحقا على استخدام عبارات الربط.

11 - أنتج مسودتك الأولى في الساعة قبل الأخيرة من انتهاء العمل، ثم ركز في آخر ساعة قبل الانتهاء من تحسين ما كتبته.

12 - حاول أن تمهد للمهمة القادمة بكتابة الأفكار التي طرأت عليك أثناء كتابة الفقرة الحالية، بتدوينها في موقع الفقرة المحددة لليوم التالي.

@alahmadim2010