عبدالله الزرقي

«احنا عايزينك كدا»!

الخميس - 14 يناير 2021

Thu - 14 Jan 2021

كانا يتهامسان فيما بينهما فيما يخص لقاح كورونا، الأول مندفع وفرح لإيجاد ذلك اللقاح الذي سينقذ البشرية من وباء أوقف كل مظاهر الحياة، والثاني كان من أشد المعارضين لأخذ اللقاح.

سأل الأول الثاني: لماذا لا تريد أخذ اللقاح مع أنه خضع لتجارب علمية في شتى معامل ومراكز الأبحاث العلمية العالمية؟

أجابه: كيف لك أن تصدق أنه لقاح طبيعي؟ وكيف لك أن تقتنع بأن كورونا لم يتسرب إلا من مرقة خفاش مع رشة من البصل الأخضر وصلصة الصويا استلذ بها صيني في أقصى بقاع الدنيا، لينشر ذلك الوباء من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب، ومن شمال إلى جنوب الكرة الأرضية؟

ألا تعلم أنها مؤامرة كونية لتقليص عدد سكان الأرض وأننا مستهدفون بذلك؟ سأله صاحبه: وما وجه الاستهداف في ذلك؟ كيف؟ ولماذا؟ وما المقصود منه؟

أجابه بأننا مستهدفون بزوالنا لأننا أفضل أمة على الإطلاق وأننا أصحاب عقيدة وأننا وأننا.. إلخ. وأن اللقاح الآن هو للسيطرة علينا وعلى العالم من قبل الحكومة الخفية، بحيث يتم حقننا بمادة داخلها شرائح الكترونية يمكنها السيطرة علينا وعلى سلوكنا.

ما كان من صديقه إلا أن ضحك ضحكة ذات قهقهة عالية، سمعها كل من في المقهى الذي التقيا فيه، معقبا سائلا إياه: قل لي بالله عليك كيف يكون الاستهداف الذي تتخيله من قبل الحكومة الخفية؟

أجابه بلا تردد: سيتم حقننا بشرائح الكترونية تتحكم في سلوكنا وعقلنا، بحيث نصبح كالآلات التي يتحكم بها عن بعد، ونصبح خاضعين لكل الأوامر التي يتم تلقينها لنا، سنصبح كالروبوتات لا نحرك ساكنا إلا بإرادة الحكومة الخفية.

كان يقولها موقنا بنظرية المؤامرة الحقة، وكأن المعلومات التي وصلته فعلا حقيقية، وليست من تداول إشاعات سخيفة.

رد عليه صاحبه: وما الذي قدمته أنت للبشرية كي يسيطروا على عقلك؟ خاصة وأنت شخص استهلاكي بالدرجة الأولى.. سيارتك التي تركبها من صنع الحكومة الخفية (هذا إن افترضنا أن هناك حكومة خفية)، وعلاجك وأدوات ترفيهك، حتى خيط سروالك تستقدمه من غيرك، فلماذا يريدون السيطرة على عقلك؟

أخشى إن تم حقنك بالمادة التي تتكلم عنها أن تحدث طفرة جينية لديك ويشتغل ما بداخل جمجمتك فتنافسهم، فأنت على وضعك الحالي الخامة المطلوبة لهم وزيادة، وعلى قولة الإخوة المصريين «احنا عايزينك كدا».

استطرد صاحبه قائلا: فكرة ذكية أن يحقن بعض الناس في عقولهم، فهناك من يكسر القوانين ولا يحترم الذوق العام، وهناك من يعيش في غابة يسرق وينهب حتى أقرب الناس له، ومع ذلك يدعي الكمال والعصامية. وهناك من يعيث في الأرض فسادا، ولا يسلم من شره لا بشر ولا شجر ولا حتى حجر. ليتنا نستطيع التحكم بسلوكياتهم الإجرامية ومنع شرهم عن الناس، فيعيش الكوكب ومن فيه بسلام.

استطرد صديقه أيضا: هل أنت مؤمن بأن مصيرك وقدرك بيد الذي خلقك أم إن هناك قدرة فوق قدرة الله؟ هل تعتقد بأن أولئك الذين أخذوا اللقاح وعلى رأسهم وزراء ومسؤولون في حكومة بلدك سيسلمون عقولهم ومقدرات بلدانهم لفكرة غبية؟ ألا تؤمن بالعلم وهناك من درس واختبر وفحص ودقق وخلص إلى نتائج آمنة؟

ليتك تتوكل على الله وتأخذ لقاح كورونا بدلا من أن تحقن عقلك بترهات لا أصل لها.

unzorgi@