مانع اليامي

اليمن.. تجدد الفرص وضرورة البناء على النجاحات

الأربعاء - 30 ديسمبر 2020

Wed - 30 Dec 2020

قلت في مقال سابق ما معناه أن عاصفة الأمل شكلت بقوة منذ انطلاقها 2015 أعظم فرصة لعقلاء اليمن، لدرء الشر عن وطنهم، وتمنيت مثل غيري استثمار اليمنيين هذه الفرصة لتخليص بلادهم من ويلات الانقلاب، وكان كل الخوف في المقابل أن تتحول المسألة بما فيها وعليها من مصالح لليمن الشقيق إلى نافذة مفتوحة على الاسترزاق أو تصفية الحسابات، وتذهب الأيام بالأرض والناس بعيدا عن الأمن والحياة المستقرة، ما يخلق بالتالي الفرص للتمدد الإيراني الفارسي، الذي لا يتباطأ في مد خيوطه على الأرض بعد أن مدها في بعض العقول، لتحقيق هدفه الموجه لإلغاء هوية اليمن العربية في أقل النتائج سوءا.

تساءلت أيضا وقتها بكل صراحة عن مستوى الميل لتطويل أمد الانقلاب على الحكومة الشرعية، وما إذا كان هناك من يفضل وجود غيره في معركة استعادة الدولة وتحقيق الأمن، ويبارك نزول سواه لأرض المعركة بالنيابة عنه، كانت الأسئلة وقتها كثيرة، وقد ارتبك المشهد اليمني في تقديرات البعض آنذاك، والسؤال المتجدد على أي حال هو: كيف يرى اليمني صورته في مرآة الواقع الآن؟

اليوم الفرص تتجدد وقد لا تتكرر، وكل شيء مرهون بحسن النيات وعظيم العزم، والعبرة في حسن توظيف الفرص على أساس تقديم المصلحة الوطنية على ما سواها، ويبقى الذي لا ريب فيه هو أن اليمن لبنة قوية في بنيان الوطن العربي، والشاهد أن المملكة العربية السعودية التي يهمها استقرار اليمن وازدهاره واستتباب أمنه دفعت بثقلها السياسي، وعمليا نجحت في التوفيق بين الأطراف اليمنية، وإلى ذلك وبرعاية السعودية اكتمل تشكيل الحكومة اليمنية – حكومة الكفاءات السياسية - المكونة من 24 وزيرا من الشمال والجنوب على ميزان مناصفة الحقائب الوزارية، إلى جنب انتهاء أي نوع من الإدارة الذاتية في جنوب البلاد، وفي الوقت نفسه توحيد القوات العسكرية وضمها لوزارة الدفاع، كل هذا يصب في مصلحة اليمن لا شك، ويشكل نجاحات تفرض الضرورة البناء عليها، نعم البناء عليها.

حسنا، ماذا بقي بعد كل هذه الفرص؟ الكرة في مرمى الحكومة، هذه هي الحقيقة، فهل سنرى بعد عودتها للعاصمة المؤقتة عدن تقدما على الأرض على يد أبناء اليمن أنفسهم حكومة وشعبا بعد اتفاق الرياض التاريخي المرحب به دوليا؟ الذي يهدف في كل تفاصيله إلى إعلاء مصالح اليمن وتحقيق تطلعات الشعب اليمني الذي بات من المفترض إدراكه جيدا لمخاطر تذويب هويته العربية وزعزعة أمنه على يد الميليشيات الحوثية ذراع إيران وآلة تحقيق أطماعها في المنطقة. هذا السؤال هو الخاتمة، وبكم يتجدد اللقاء.

[email protected]