معراج الندوي

موسم النظرة إلى العربية

السبت - 19 ديسمبر 2020

Sat - 19 Dec 2020

إن وظيفة اللغة الأساسية هي التعبير عن الأحاسيس والمشاعر، وتبليغ الآراء والأفكار، فاللغة بهذا الاعتبار وسيلة للتفاهم بين البشر، تمثل اللغة أداة لا غنى عنها للتعامل بها في حياتهم.

اللغة من أهم الوسائل الرئيسة للتواصل بين البشر على مر العصور، تحمل في طياتها معاني مختلفة، فهي التي لا يمكن فصلها عن الإنسان كونها ظاهرة فكرية مرتبطة به دون غيره من الكائنات الحية.

واللغة العربية لها أصالة وعراقة، حيث إنها الأقدم بين اللغات العالمية الحية، التي لا يمكن أن تنتهي كغيرها من اللغات القديمة التي اندثرت عبر آلاف السنين وتم استبدالها بلغات أخرى.

هناك تساؤلات كثيرة تثار حول اللغات القديمة، أين ذهبت اللغة الفرعونية واللغة القبطية وغيرهما كثير من اللغات الأخرى التي لا توجد اليوم إلا في كتب التراث؟ بينما اللغة العربية نشأت قبل كل تلك اللغات ولا تزال حية نشيطة متوراثة.

ظهر على وجه الأرض كثير من اللغات، ولكن مع مرور الزمن ذهبت كلها أدراج الرياح. أما اللغة العربية، فإنها حظيت بما لم تحظ به لغة أخرى من عوامل القوة والبقاء. وهي اللغة الوحيدة التي كتب لها البقاء والخلود.

اللغة العربية ثابتة في أصولها وجذورها متجددة بفضل مزاياها وخصائصها، ورغم صمودها الشديد عبر العصور والقرون، واجهت كثيرا من التغيرات التي طرأت عليها، ولكن هذه التغيرات لم تمسها بسوء، لأن في اللغة العربية كثيرا من اللين والتكيف لمواكبة كل الأحداث والعصور، وظلت العربية تسير سيرها الطبعي نحو التقدم والازدهار وتسهم في بناء الحضارات العالمية.

تمتاز اللغة العربية عن سائر اللغات بمكانة فريدة ومنزلة سامية، فهي لغة القرآن الكريم ووسيلة أداء الواجبات الدينية للمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.

بدأت اللغة العربية بكتاب الله مرحلة جديدة في حياتها الخالدة، وكأنما بلغت بآياته سر البقاء، واستمدت من كلماته شجاعة المواجهة وروح الثابت.

اللغة العربية ملكت مقومات ريادتها على مدى قرون وقرون، واستوعبت ثقافات وحضارات عريقة على مدى التاريخ، وحملت دوما كنوزا في كل أنواع المعارف والعلوم والثقافات. بقيت العربية كما كانت، راسخة مبنى ومعنى، قادرة على مواكبة الحضارة.

العربية ليست كأي لغة، اختارها الله تعالى من بين اللغات جميعا لتكون وعاء لكتابه الخالد القرآن الكريم، وهي محفوظة به إلى يوم الدين.