دخيل سليمان المحمدي

سفراء الوسطية لتعزيز القيم الإسلامية

الاحد - 29 نوفمبر 2020

Sun - 29 Nov 2020

انطلاقا من قوله تعالى "كذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا" ولما يتميز به ديننا الإسلامي من وسطية واعتدال وتقييم الناس جمعيا بالعدل والمساواة، فهو دين السماحة واليسر يقوم على الوسطية في كل شيء ويحث على التوسط بجميع الأمور من غير إفراط ولا تفريط ولا غلو ولا تقصير، حيث نهج رسولنا الأمين صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله عليهم.

وهو المنطلق الذي تأسست عليه دولتنا بمبادئها الشرعية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله تعالى إلى يومنا هذا، لتصبح الوسطية رسالة وطن تقام على منهجها ونشرها الندوات والمؤتمرات والمبادرات.

ومنذ خمسة أعوام متتالية تقيم جامعة طيبة عديدا من الفعاليات لبرنامج الوسطية تحت عنوان (سفراء الوسطية)، بالتعاون مع مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني ومؤسسة سالم بن محفوظ الخيرية بمشاركة عدد من الجامعات السعودية، التي تسعى لنشر مفهوم الوسطية والاعتدال بين طلبة الجامعات.

فكان للحوار الحضاري عنوان في أول نسخة أقيمت لبرنامج سفراء الوسطية الذي نظمته جامعة طيبة بالتعاون مع شركائها، ليكون (مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر ووطن طموح) أيضا شعارا للبرنامج في نسخته الثانية، بهدف نشر مفهوم الوسطية والتوسط والاعتدال بين الطلبة، وشحذ طاقاتهم وقدراتهم للعطاء، وتقديم مبادرات تسهم في تعميق مفهوم الوسطية لديهم وتعزيز مبدأ الولاء والانتماء لوطنهم وولاة أمرهم.

واستهدف برنامج سفراء الوسطية في نسخته الثالثة تعميق وبناء الشخصية الشبابية الوسطية في الفكر والعمل والسلوك، وربط مفاهيم الوسطية بالتطبيق والتدريب على الحوار والإنصات إلى الآراء ومناقشتها، وتمكين الشباب من خلال أندية الريادة المجتمعية المتخصصة في نشر وتعزيز المفهوم الشمولي للتوسط والاعتدال، مما يحقق التآلف والتلاحم بينهم، ليكونوا نموذجا يحتذى به بالاعتدال بعيدا عن الغلو والتطرف في جميع تعاملاتهم، عملا بالقيم الإسلامية السمحة.

وتحت شعار رسل الخير، استهدف البرنامج في نسخته الرابعة تنمية الطلاب والطالبات على مفاهيم وأدوات "الصناعة الإعلامية من خلال الجلسات والدورات التدريبية، وورش العمل التي قدمها عدد من المتخصصين المحترفين في هذا المجال.

وها نحن نعيش هذه الأيام فعاليات النسخة الخامسة تحت شعار (فكر)، الذي دشنه الأمير فيصل بن سلمان أمير منطقة المدينة المنورة، بتنظيم رائع من جامعة طيبة بالتعاون مع مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، ومؤسسة سالم بن محفوظ الخيرية، حيث المناشط والفعاليات والبرامج والمبادرات وورش العمل والأعمال المجتمعية الجليلة.

وهذه النسخة تهدف إلى تسليط الضوء على أفضل الممارسات العالمية والتجارب العلمية والعملية، لإثراء المعرفة التخصصية في الأمن الفكري، وتقديم نماذج لمبادرات طلابية متميزة، والتعرف على أحدث التكنولوجيا والتجارب الناجحة حول قضايا الأمن الفكري في مجالات الأمن السيبراني، وتحقيق التعاون والتكامل بين الجامعات، وتعزيز روح المسؤولية المجتمعية لدى طلبة الجامعات من خلال مناقشة قضايا الأمن الفكري.

وأخيرا شكرا لأميرنا المحبوب على هذا الاهتمام المتواصل وشكرا لجامعة طيبة ممثلة برئيسها معالي الدكتور عبدالعزيز السراني ولمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني ولمؤسسة سالم بن محفوظ الخيرية ولجميع الجهات المشاركة من جامعات وكليات، على العمل المشترك والدؤوب في تحقيق نشر وسطية ديننا الإسلامي الحنيف، كما جاء في القرآن الكريم وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. وكل عام ونحن في تسامح ووسطية واعتدال.