عبدالله قاسم العنزي

جريمة تجنيد الأطفال في النزاعات المسلحة

الاحد - 22 نوفمبر 2020

Sun - 22 Nov 2020

الطفل له خصوصية في المجتمع الإنساني، وقد حظي برعاية وحماية نتيجة تطور ثقافة المجتمع. لم تكن لحقوق الطفل أهمية تذكر في العهود القديمة، إلا أن حاجة الإنسان هي التي دفعته إلى إنشاء حقوق خاصة للطفل، وبالمناسبة يوم الجمعة الماضي الموافق 20 نوفمبر هو اليوم العالمي للطفل، تذكر فيه حقوق هذه الفئة الضعيفة في المجتمع، ومن المفترض أن تكون السمة الأساسية لهذا اليوم نبذ ثقافة العنف ضد الأطفال، فلهم ذوات يسكنها الأمل والمرح والطمأنينة وحب التساؤل والتطلع إلى التعلم بالإضافة إلى الطيبة والبراءة.

وأستفيد من هذه المناسبة بالحديث عن الطفل اليمني، الذي يحتاج إلى العناية والاهتمام من قبل المجتمع الدولي في ظل تعمد الميليشيات الحوثية تعطيل مدرسته، وتحويلها إلى ثكنة عسكرية وحرمانه أبسط حقوقه في التعليم واللعب والمرح والرفاهية.

ولك أن تتخيل - عزيزي القارئ - نحو ثمانية ملايين طفل في اليمن خارج المدرسة حرموا حق التعليم بسبب الحروب والنزاعات المسلحة داخل اليمن، حسبما بينه تقرير منظمة الأمم المتحدة للطفولة.

أضف إلى ذلك أن هذه الفئة البريئة باتت فريسة سهلة للتجنيد من قبل الميليشيات الحوثية، مقابل حصول ذويهم على وعود برواتب شهرية، وسبب موافقة أهالي الأطفال على تجنيد أبنائهم بالتأكيد يرجع للظروف المعيشية الصعبة في اليمن.

إن استغلال الأطفال في النزاعات المسلحة مجرم دوليا، وإذا انتقلنا إلى مسألة الأطفال الجنود في اليمن فإنها حالة تحتاج إلى دراسة واهتمام من قبل المنظمات الحقوقية والمجتمع الدولي، فكيف لطفل لم يتجاوز الخامسة عشرة من عمره أن يمارس صناعة العبوات الناسفة بطرق بدائية، وزرع الألغام، وغيرها من الأعمال التي نزعت منه براءته وطفولته!

يعد السماح للأطفال بالتطوع في أي جماعة مسلحة أو استخدامهم للمشاركة في العمليات القتالية جريمة حرب، وجريمة الحرب هي تلك الأفعال غير المشروعة التي ترتكب في زمن النزاع المسلح، وهذا المفهوم الموسع لجرائم الحرب، وهو ما نص عليه النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية في المادة 8 / 2 / ب / 26.

وبحسب التقارير المعلنة من المنظمات الحقوقية وسائل الإعلام جند الحوثيون 45000 طفل في اليمن وهذا انتهاك صريح للقانون الدولي وحقوق الإنسان وحقوق الطفل خاصة.

إن المملكة العربية السعودية تواصل جهودها من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في إعادة الأمل والأمان إلى الطفل اليمني، وأبرز المشروعات النوعية التي قدمها المركز إعادة تأهيل الأطفال الذين جندتهم ميليشيات الحوثي وزجت بهم في أتون الصراع المسلح ممن هم تحت سن الثامنة.

ويهدف المشروع إلى إعادة تأهيل عدد كبير من الأطفال المجندين والمتأثرين في النزاع المسلح باليمن، من خلال إدماجهم بالمجتمع وإلحاقهم بالمدارس ومتابعتهم إضافة إلى تأهيلهم نفسيا واجتماعيا، وإعداد دورات لهم ولأسرهم ليمارسوا حياتهم الطبيعية كأطفال في المجتمع.

expert_55@