علي المطوع

قمة العشرين في الذكرى السادسة

الاحد - 22 نوفمبر 2020

Sun - 22 Nov 2020

احتفل السعوديون في الأيام الماضية بالذكرى السادسة لبيعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ومن محاسن هذه الذكرى ومصادفاتها الجميلة أنها تأتي والسعودية تقود قمة العشرين، في سابقة هي الأولى لدولة عربية، وهذا يعكس أهمية بلادنا وثقة العالم في سياساتها الراسخة واقتصادها المتين.

تحضر هذه الذكرى في ظروف استثنائية كثيرة وكبيرة، لعل أكثرها جلاء وألما ما يمر به العالم اليوم من تبعات أزمة وباء كورونا المستجد، الذي غير العالم وأثر على كل مناحي الحياة ومناخاتها المتعددة في شتى المجالات وعلى جميع الصعد.

على الصعيد الداخلي، اتخذت الحكومة السعودية عديدا من الإجراءات الاستثنائية لمواجهة تبعات هذه الأزمة الصحية العالمية، إجراءات وصفها المسؤولون بالمؤلمة، لكنه الألم الذي لا بد منه للتعايش مع هذا الوباء ومحاولة الحد من تأثيراته الكارثية وآثاره الماضية قدما، تجاه أوضاع اقتصادية عالمية سلبية وغير مسبوقة، تجتاح العالم دولا ومجتمعات وأفرادا.

السعودية تعاملت مع الأزمة بمنتهى المسؤولية، والدليل أن دولا عظمى خسرت ثقة رجل الشارع البسيط، فحجم فقدان الوظائف يتزايد والبطالة أرقامها تتصاعد وعجز الموازنات أصبح معتادا للبسطاء قبل دهاقنة السياسة والاقتصاد، ولعل مؤشرات البطالة في الاقتصاد الأمريكي التي بلغت 42 مليون عاطل عن العمل في بداية الجائحة كفيلة بتجسيد الصورة المأساوية للأوضاع الاقتصادية في أقوى اقتصاد عالمي على الإطلاق، ومع ذلك الأوضاع الاقتصادية في السعودية مستقرة، والدولة تعي حجم مسؤولياتها تجاه المواطن، والأخير سيعلم ضرورة ما فعلته الدولة لضمان استقرار البلد وسيرورة الحياة، وفق هذا الظرف الاستثنائي الذي تعيشه السعودية كجزء من هذا العالم المأزوم اقتصاديا واجتماعيا بسبب هذه الجائحة غير المسبوقة في تاريخه الحديث.

وفي ظل هذه الظروف تبرز السعودية بوصفها قوة اقتصادية جبارة كونها في قلب العشرين عضوية ومكانة ومقومات سياسية واقتصادية، هذه المكانة تزيد من ثقة المواطن في اقتصاد بلده وفي السياسات التي ترسم للوصول إلى الأهداف النهائية لرؤية 2030، التي نعيش إرهاصاتها اليوم مفاهيم ومشاريع وبنى تحتية تهيئ البلد وإنسانه لمرحلة اقتصادية قادمة، يفترض كما أعلن أن يستغنى فيها عن النفط بوصفه موردا أساسا للخزينة العامة للدولة، ومع أن هذه الفكرة قد يشوبها شيء من الصعوبات والآلام إلا أنها تستحق التضحيات من الجميع، للوصول إلى ذلك الهدف المنشود الذي سيضمن للسعودية وشعبها مكانة متميزة متينة، تعكس حجم الطموحات ونتائج السياسات للعقد القادم وما بعده من تاريخ بلادنا وإنسانها.

السعودية قادت قمة العشرين والعالم ينتظر النتائج، وينظر إلى هذا التجمع بكثير من التفاؤل لحلحلة تبعات هذه الأزمة الصحية التي ألقت بظلالها القاتمة على اقتصادياته، وغيرت ملامح كثير من المجتمعات اجتماعيا واقتصاديا، والسعوديون ينظرون بكل فخر إلى هذا الحراك العالمي الذي تقوده بلادهم ليؤكد المؤكد، وهو أن السعودية عضو العشرين ستتعافى اقتصاديا وستعود بالعالم إلى رفاه اقتصادي مأمول متى ما تضافرت الجهود وصدقت النوايا من الجميع.

alaseery2@