مأساة شهلا ونسرين تدمي قلوب الإيرانيين

الحرس الثوري رفض علاج جهانبين وتركها تعاني في السجن بسبب مطالبتها باستقالة خامنئي ستودة تواجه اضطهاد السلطة وتنتظر العودة للسجن لقضاء 28 عاما بسبب اتهامات مزورة
الحرس الثوري رفض علاج جهانبين وتركها تعاني في السجن بسبب مطالبتها باستقالة خامنئي ستودة تواجه اضطهاد السلطة وتنتظر العودة للسجن لقضاء 28 عاما بسبب اتهامات مزورة

السبت - 21 نوفمبر 2020

Sat - 21 Nov 2020

فيما رفض الحرس الثوري الإيراني الموافقة على علاج معارضة مريضة بعد صدور أمر تنفيذي بسجنها عقب مطالبتها باستقالة المرشد علي خامنئي، اشتدت صراخات المحامية الحقوقية نسرين ستودة التي أصيبت بفيروس كورونا داخل سجن قرشك، وما زالت تعيش معاناة طويلة؛ لتدمي القصتان قلوب ملايين الإيرانيين، وتكشفا فصلا جديدا من فصول قمع نظام الملالي وتنكيله بكل من يخالفه الرأي.

ولم يستجب النظام الإيراني لآلام الناشطة شهلا جهانبين ويؤخر سجنها حتى إجراء عملية جراحية في ظهرها، حسب ما أكد زوجها عباس وحيدان شاهرودي في لقاء مع (فويس أوف أمريكا)، مشيرا إلى أنه تم القبض عليها في سجن إيفين بعد استدعائها لتنفيذ أمر بالسجن رغم مطالباتها بتأخير حبسها حتى تنتهي من علاجها، وأشار إلى أن العملية الجراحية لزوجته تأجلت لأشهر بسبب معاناة البلاد من تفشي فيروس كورونا المستجد، فيما يرفض النظام منحها فرصة العلاج قبل تنفيذ العقوبة.

استقالة المرشد

واتهمت جهانبين ضمن 14 امرأة إيرانية بالإساءة لنظام الملالي بعد توقيعهن على خطاب يدعو المرشد الأعلى للاستقالة من منصبه عام 2019، مما أدى إلى اعتقالها، قبل أن يتم الإفراج عنها بكفالة في نوفمبر من العام الماضي، ويعد اعتقالها الأخير هو الثاني لها للسبب ذاته.

واعتبرت السلطات الإيرانية النساء اللواتي وقعن على الخطاب، قمن بنشر دعاية مناهضة للحكومة والتجمع والتآمر على الأمن القومي، حيث حكم على جهانبين بالسجن لمدة 30 شهرا بسبب مشاركتها في التوقيع على الخطاب الداعي لاستقالة المرشد الأعلى قبل أن يخفض مدة حكمها إلى 27 شهرا بسبب سجنها 3 أشهر في المرة الأولى.

وقالت جهانبين في مقابلة مع إذاعة صوت أمريكا الشهر الماضي «إنني لا أشعر بأي ندم على الرسالة» على الرغم من احتمال سجنها الوشيك، الذي سيؤدي إلى تفاقم محتمل في التهاب المفاصل، وهو مرض يصيب رقبتها وكتفيها، كما قالت «إنني واجهت خطر الإصابة بفيروس كورونا في السجن الإيراني» وقد انتقده نشطاء حقوقيون دوليون السجن ووصفوه بأنه غير صحي ومكتظ بالنزلاء.

تحرير إيران

في المقابل نشر زوجها شاهرودي تغريدة على موقع تويتر، أكد فيها أنه تحدث إلى زوجته عبر الهاتف بعد اعتقالها، حيث أخبرته أنها ما زالت تعاني من ألم شديد في كتفها وظهرها، كما قال للموقع الأمريكي «إن السبيل الوحيد للخروج من هذا النظام الاستبدادي هو إيجاد بديل قوي له، ولا يوجد بديل أقوى من أمة موحدة».

وأضاف «لن يساعدنا أحد في تحرير إيران من هذا النظام، نحن الوحيدون القادرون على فعل ذلك»، في إشارة إلى ضرورة توحد الشعب الإيراني ضد نظام الملالي الذي سلب الناس حقوقها، وأسهم في عزلة بلدتهم عن العالم.

معركة نسرين

وتعيش الناشطة والمحامية الحقوقية نسرين ستودة معاناة أخرى، رغم إفراج السلطات الإيرانية عنها في 7 نوفمبر الماضي، حيث أثبتت الفحوصات إصابتها بفيروس كورونا المستجد.

وقال زوجها رضا خندان لمجلة (التايم) الأمريكية، «إننا أدركنا أن زوجتي انتقل إليها الفيروس من داخل سجن قرشك الذي نقلت إليه الشهر الماضي»، ولم يجزم إذا كانت زوجته ستضرب عن الطعام بعد عودتها إلى السجن كما فعلت من قبل أم لا.

وأكد على أن التركيز الآن يكمن في شفاء زوجته، مضيفا «إنها بحاجة إلى بعض الوقت لاستعادة قوتها والتفكير في المستقبل. الأولوية حاليا لصحتها فقط».

وخاضت نسرين معركة طويلة للمطالبة بالإفراج عن سجناء الرأي من السجون الإيرانية على خلفية تفشي فيروس كورونا في البلاد التي تعاني أيضا من أزمات سياسية واقتصادية مختلفة.

كراهية النظام

وذكرت المجلة أن المحامية الإيرانية ممنوعة من القيام بأي نشاط حقوقي في الوقت الراهن، أو حتى الإدلاء بتصريحات لوسائل الإعلام، حيث هذا من شأنه أن يعيدها إلى السجن ويحرمها من العلاج.

وتواجه ستودة أحكاما مختلفة بالسجن تصل لأكثر من 30 عاما بتهم فضفاضة مثل: التحريض على كراهية النظام، والظهور أمام القضاء بدون حجاب إسلامي، والتشجيع على الفساد والدعارة.

وكانت هيئة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة (مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين) قد وصفت هذه العقوبة، بـ(انتقام الدولة من ستودة لعملها الدؤوب في الدفاع عن حقوق الإنسان).

ولطالما تفاخر المسؤولون الإيرانيون بإطلاق سراح آلاف النزلاء في السجون بعد الجائحة، إلا أن مراقبي حقوق الإنسان لم يتمكنوا فعليا من تأكيد هذه الأرقام بشكل مستقل.



معاناة نسرين ستودة:


  • تبلغ 57 عاما وتواجه فيروس كورونا المستجد.

  • تنتظر العودة إلى سجن قرشك خلال الأيام المقبلة.

  • سجنت منذ يونيو 2018.

  • دخلت المستشفى بعد إضرابها الثاني عن الطعام خلال أغسطس الماضي.

  • أضربت عن الطعام داخل السجن مرتين.

  • تواجه أحكاما بالسجن لمدة 30 عاما بسبب عدائها للنظام.