عدد من قادة دول مجموعة العشرين يشاركون في الفعالية المصاحبة لـ (G20) حول التأهب والتصدي للأوبئة

السبت - 21 نوفمبر 2020

Sat - 21 Nov 2020

شعار مكة
شعار مكة
أكد رئيس وزراء إيطاليا جوزيبي كونتي، أن المجتمع الدولي على مدى الأشهر القليلة الماضية واجه وباءً لم يسبق له مثيل خلال قرن من الزمن بسبب الآثار الصحية والاجتماعية والاقتصادية، مبيناً بأنه على الرغم من هذا الواقع المرير، إلا أن الخبر السار هو قدرتنا على تعزيز وتحقيق حشد دولي لمواجهة الوباء.

وأوضح في كلمته خلال الفعالية المصاحبة لقمة قادة دول مجموعة العشرين حول التأهب والتصدي للأوبئة، أن المجموعة قد اتخذت تدابير غير مسبوقة وأطلقت آلية سمحت بالوصول إلى نقاط تحول مهمة ومبادرة تسريع إتاحة أدوات مكافحة (كوفيد - 19)، مبيناً بأنها أحد نقاط التحول التي تهدف إلى ضمان الوصول الشامل والعادل للوسائل الشخصية والعلاج واللقاحات التي يجب الاستمرار في دعمها من خلال القيادة السياسية والمالية.

وقال رئيس وزراء إيطاليا: "هناك فجوات مالية كبيرة بحاجة إلى معالجة هذا الأمر، وسيتطلب أدوات ومسارات تمويل مبتكرة ومشاركة فاعلة للقطاع الخاص، ونحن بحاجة إلى استثمارات تهدف إلى تعزيز أنظمة الرعاية الصحية في جميع أنحاء العالم مع دعم المرونة البيئية والاجتماعية وتجنب المزيد من الاختلال الاقتصادي، وبحاجة إلى تعزيز التعاون مع المؤسسات متعددة الأطراف لجعلها أكثر فعالية بما في ذلك دعم منظمة الصحة العالمية".

وبين كونتي أن إيطاليا تعمل بشكل مكثف على تطوير الأدوات والآليات للتغلب على الوباء وتحسين التأهب العالمي بالبناء على هذه الجهود التي تقودها رئاسة المملكة لقمة قادة دول مجموعة العشرين، مفيدًا بأن إيطاليا قررت استضافة قمة الصحة العالمية العام المقبل بالتعاون مع المفوضية الأوروبية.

من جانبه أوضح ألبرتو فرنانديز رئيس جمهورية الأرجنتين أن جائحة كورونا كشفت نقاط ضعف الأنظمة الصحية في جميع أنحاء العالم، ومثلت فرصة فريدة لإعادة تعريف قيمة التضامن في المجتمعات.

وقال: "لقد عملنا في الأرجنتين على نهج شامل يضع حياة الناس في المقام الأول من خلال تنفيذ تدابير صحية واجتماعية واقتصادية مبكرة في الوقت المناسب مما جعل من الممكن زيادة قدرة النظام الصحي في جميع المحافظات، حيث تم بناء 12 مستشفى نموذجياً في وقت قياسي وأنشأنا صندوق الأسهم الوطني لضمان تغطية شاملة لجميع السكان، إلى جانب تطبيق نهج مشترك متعدد القطاعات لزيادة القدرات الإنتاجية وإعادة تحويل جزء من الصناعة لإنتاج معدات الحماية الشخصية".

وأكد رئيس جمهورية الأرجنتين أن بلاده تحافظ على التزام قوي بأي مبادرة إقليمية وعالمية تهدف إلى تسهيل الوصول الشامل للأدوية والعلاجات واللقاحات وضمان الوصول إلى هذه المنافع العامة العالمية، حيث تم تعزيز الأبحاث الوطنية حول العلاج مثل فرط المناعة واستخدام بلازما النقاهة واستخدام اللعاب لاستبدال المسحات والاختبار المصلي الذي يسمح لتحديد كمية الأجسام المضادة من بين أمور أخرى، كما تشارك الأرجنتين في دراسة منظمة الصحة العالمية من أجل العلاجات، إذ شاركت بنشاط في آلية covax الخاص بـ (كوفيد 19) للوصول إلى مسرع الأدوات (ACT-A).

وكشف أنه تم تسديد دفعة مقدمة لشراء 9 ملايين جرعة لقاح لتغطية 10% من السكان بالتوازي، ويجري بالتزامن مع ذلك تطوير المرحلة الثالثة من التجربة السريرية لثلاثة لقاحات مرشحة في الأرجنتين وإنتاج اللقاح الذي طورته جامعة أكسفورد الذي سيتم توزيعه بشكل عاجل من 150 إلى 250 مليون جرعة إلى دول أمريكا اللاتينية.

وبين أهمية التعاون والتضامن بوصفهما العنصرين الأساسيين لمكافحة وباء كورونا، وأن هذه المعركة ليست مجرد مهمة للحكومات إنما مسؤولية المجتمع الدولي وتتطلب توقيع ميثاق تضامن عالمي.

وأكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن فايروس (كوفيد 19) لا يزال يمثل تحديًا للعالم أجمع ولمجموعة العشرين بشكل خاص، مبينًا بأن المجموعة منذ الأزمة الاقتصادية في 2008م وهي تواجه تحديات جمة وتسعى لصياغة أنجع الحلول المناسبة لها بتكتل دولي إزاء الأزمات.

وأفاد ماكرون بأن مجموعة العشرين يتحتم عليها اليوم المضي قدمًا لضمان استجابة دولية إزاء هذه الأزمة من خلال مناقشة المبادرات الهادفة إلى تحقيق السلامة الصحية لشعوب العالم.

وقال "إننا اليوم ناقشنا مبادرة (ACT-A) التي حصدت ما يقارب من 10 مليارات دولار منذ الانطلاق، وهذا يعد نجاحا وخطوة إلى الإمام من أجل تسريع وتيرة البحث والإنتاج التقني الصحي بالعالم، وهو ما يحذونا الأمل للحديث من أن ثمة لقاح سيكون متوفرًا قبل نهاية هذا العام وهو ما يعد أمرًا سابقًا من نوعه"، مشيرا إلى أهمية الاستعداد لاختبار مدى جاهزية إنتاج اللقاح على الساحة الدولية ليشمل الجميع، مشددًا على أهمية رسم سياسة واضحة وشفافة مبنية على التعاون الدولي تجاه كيفية الاستفادة من اللقاح.

وأكد أن دعائم الأمن الصحي بالمستقبل يتمثل في تعزيز المكاسب البحثية والإنتاجية للتكنولوجيا الصحية في الدول النامية لتحقيق مكاسب مشتركة بمختلف المجالات من خلال تقاسم المعرفة والخبرة وتشجيع الابتكار الصناعي لذلك يتوجب على مجموعة العشرين زيادة الاستثمار وتقديم المساعدات العامة ومساعدات التنمية في أنظمة الصحة الأولية وإعادة بنائها في الدول النامية.

وأبان بأن مجموعة العشرين التي تضم 90% من الاقتصاد العالمي لديها البيئة والمناخ القادر على إنتاج تقنية صحية ضد (كوفيد 19) على نطاق شامل وهو ما يحكم النتائج، داعيًا لتعزيز الشراكة الصناعية مع الدول النامية خاصةً في مثل هذه الظروف الاستثنائية التي يمر بها العالم.

واقترح الرئيس الفرنسي بناء منظومة تدفع بتوجيه جرعات اللقاح نحو البلدان الأقل نموًا لتحقيق مخرجات منظمة الصحة العالمية الداعية لعدالة توزيع اللقاح، مبينًا بأن منشأة كوفكس "COVAX" تتيح شراء جرعات من اللقاح نيابة عن الدول الأقل نموًا، حيث جرى جمع 4.9 مليارات دولار أمريكي في هذه المرحلة وما يزال هناك حاجة ملحة لمزيد من المساهمات والتبرعات.

وقدم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون شكره للمملكة العربية السعودية على استضافتها قمة مجموعة العشرين، مؤكدًا دعمه لإيطاليا برئاستها العام المقبل للمجموعة.

من جانبه أكدت مستشارة جمهورية ألمانيا الاتحادية أنجيلا ميركل، أن نقاش قضية التأهب للوباء والاستجابة لها أخذت في هذه القمة منحناً جديداً عن المناقشات الماضية من حيث الاستجابة الضرورية على مستوى العالم مثل أي تحدٍ دولي، مشيرة إلى أن وباء (كوفيد - 19) لا يمكن التغلب عليه إلا بجهود عالمية وتتحمل مجموعة العشرين مسؤولية تجاه ذلك.

وبينت المستشارة ميركل بأن القمة أطلقت مبادرة تسريع إتاحة أدوات مكافحة (كوفيد - 19)، ومنشأة "كوفاكس" التي تعمل كمنصة عالمية فريدة، وتسهم في تطوير وإنتاج وتوزيع الأدوية ووسائل التشخيص واللقاحات، كما تهدف إلى توزيع ملياري جرعة من اللقاح بحلول نهاية 2021م، لافتة النظر إلى أنه جرى جمع ما يقارب 5 مليارات دولار أمريكي لهذه المبادرة، أسهمت فيها ألمانيا بأكثر من نصف مليار يورو.

من جانبه أكد فخامة الرئيس مون جاي إن رئيس جمهورية كوريا أهمية هذه الفعالية للمشاركة وتبادل التجارب الدولية في الاستجابة لفيروس كورونا.

وقال: "في بداية تفشي الوباء، سجلت كوريا ثاني أعلى نسبة إصابة بفيروس كورونا في العالم وجرى التغلب على الأزمة بفضل استجابة الشعب وتعاونهم مع التدابير المتخذة في مكافحة مثل هذه الأمراض المعدية عبر تطبيق الإجراءات الوقائية على المستوى الشخصي والاجتماعي، الأمر الذي مكّن من إجراء اختبارات لأعداد كبيرة خلال فترة زمنية قصيرة".

وأشار إلى إسهام تطبيقات الهواتف المختلفة في دعم الجهود لاحتواء الفيروس خاصة للأشخاص المتضررين في بعض المناطق، إلى جانب إسهامها في تقديم خدمات عدة للطاقم الطبي والعاملين في الخطوط الأمامية.

وأوضح الرئيس الكوري الجنوبي أن بلاده تعاملت مع جائحة كورونا من خلال منطلقات ترتكز حكومته عليها (الانفتاح، والشفافية، والديمقراطية) من حيث إحاطة الشعب بالمستجدات اليومية وإجراء الاختبارات التشخيصية السريعة ووقف انتشار الفيروس بالتحقيق الوبائي، فضلاً عن فرض القيود على حركة الأشخاص المصابين والسلع عبر الحدود بتطبيق "إجراءات الدخول الخاصة".

وبين بأن الجهود التي اتخذتها بلاده شملت تدابير رقابية وقائية معززة للأشخاص الأكثر ضعفًا بما فيهم نزلاء مرافق رعاية المسنين، وكذلك إسهام "صندوق الطوارئ" في دعم الأعمال الصغيرة والفئات الاجتماعية المتأثرة من الجائحة.

وأكد الرئيس الكوري أن بلاده ستعمل بالشراكة مع المجتمع الدولي للحد الكامل لوباء فيروس كورونا، ومن خلال جهودها ضمن منظمة الصحة العالمية لضمان الوصول العادل إلى اللقاحات بالانضمام إلى منشأة Covax، إلى جانب تعزيز التعاون مع المعهد الدولي للقاحات، وسنوسع نطاق المساعدة الإنسانية.

وشدد الرئيس الكوري الجنوبي على أن التعافي الاقتصادي العالمي السريع هو تحدٍ آخر لعودة الانتعاش الاقتصادي.

من جانبه أوضح سيريل رامافوزا رئيس جمهورية جنوب إفريقيا أن جائحة كورونا لا يزال لها تأثير غير مسبوق على صحة الإنسان والمجتمعات والاقتصادات في عدد من بلدان العالم، مؤكدًا أنه رغم تحسن الإصابات العالمية المتزايدة يجب التطلع إلى انتعاش اقتصادي شامل لكي لا يؤثر على مسيرة الدول.

وأكد التزام الأعضاء في القمة الاستثنائية لقادة مجموعة العشرين في مارس هذا العام بتعزيز القدرات الوطنية والإقليمية والعالمية للاستجابة بفعالية مع الأوبئة المستقبلية، مبينًا أنه تم إنشاء صندوق استجابة (كوفيد - 19) في القارة الأفريقية لتعبئة الموارد للاستجابة القارية ودعم الانتعاش، مؤكداً إطلاق منصة إمداد طبية أفريقية لضمان الوصول العادل إلى المعدات والإمدادات الطبية، إضافة للمشاركة في تشكيل الوصول إلى لقاح لـ (كوفيد - 19)، كونها شبكة عالمية لضمان الوصول إلى اللقاحات والعلاجات والتشخيصات لجميع من يحتاجون إليها.

وعبر الرئيس سيريل رامافوزا عن سعادته بإجماع دول مجموعة العشرين على أنه عند الوصول إلى لقاح فعال للفيروس سيكون عالمياً وعادلاً ومنصفاً، مبينًا التزام قادة مجموعة العشرين بالاستثمار في عمل مسرعات فجوة التمويل الفوري البالغة 4.5 مليارات دولار والتي ستنقذ الأرواح على الفور، كما أنها تضع الأساس اللازم لتوفير اللقاح في جميع أنحاء العالم، إضافة لتوفير طريقة للخروج من هذه الأزمة العالمية والاقتصادية والبشرية.

وأعرب عن تطلعه إلى قيام دول مجموعة العشرين والشركاء الدوليين والمؤسسات المالية الدولية للعمل مع الدول الإفريقية لمساعدتها في إعادة بناء اقتصادها، مشيرًا إلى أن الاتحاد الأفريقي اقترح عددا من الإجراءات كتخفيف الديون والفوائد والمدفوعات المؤجلة حتى يكون الاتحاد مستعداً للمستقبل، وأنه يجب الاستثمار في التمويل والبحوث، وتعزيز البنية التحتية الصحية والأنظمة الصحية في الاتحاد الأفريقي.

وأشار إلى أن الالتزام المستمر لمجموعة العشرين بتمويل التغطية الصحية الشاملة في البلدان النامية، والإسراع في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة يعزز قدرة جميع البلدان على تحمل آثار الأزمات في المستقبل بشكل أفضل.

كما أكد أنه يجب أن يشتمل ذلك على خطوات عملية لتعزيز الإدماج الاقتصادي التي هي حالياً من بين أكثر الفئات تعرضاً لمثل هذه الاضطراب الاجتماعي والاقتصادي، مبينًا بأن الوباء أظهر الترابط العالمي من خلال التعاون والتضامن الذي يضمن صحة ورفاهية البشرية في المستقبل.

من جانبه أكدت رئيسة مجلس إدارة التحالف العالمي للتحصين واللقاحات "جافي" الدكتورة نجوزي أوكونجو إيويالا، أن قمة مجموعة العشرين منحت الفرصة هذا العام لقادة العالم في مجموعة العشرين للعمل المشترك في مواجهة (كوفيد - 19) كان أبرزها التمويل المالي ودعم البلدان الأكثر ضرراً.

وعدّت جهود دول المجموعة في إتاحة أدوات مكافحة (كوفيد 19) وتسريعها، منهجاً عالمياً شاملاً يمكن من معالجة الأسباب جذريا. منذ إبريل الماضي، وقالت: "أسهم مسرع الإتاحة بدعم الجهود الصحية العالمية عززها التزام قادة مجموعة العشرين باستثمار 4.6 مليارات دولار للتمويل الفوري بما يساعد على حماية الأرواح وتأمين أدوات مكافحة (كوفيد - 19) في دول العالم من خلال هذا التمويل والالتزام المشترك باتفاق التحفيز المستقبلي لتعبئة 24 مليار دولار اللازمة في عام 2021 لأدوات (كوفيد 19) المطلوبة عالميا.

وقالت: "تعمل مجموعة العشرين وفق أسس لإنهاء هذا الوباء عبر منشأة COVAX لتوفير اللقاح وتأمين وصوله إلى أعلى نسبة من سكان العالم، حيث تسعى هذه المنصة إلى توفير ملياري جرعة أولية بحلول نهاية عام 2021م".

وأضافت: "وصولاً للحماية سيكون هناك طلب كبير على هذه اللقاحات وهذا يجعل الوصول المنصف والعادل أكثر أهمية"، مشيرة إلى تحقيقه عبر آلية دعم البلدان ذات الدخل المنخفض والتزام السوق المسبق mc التابع للتحالف العالمي للقاحات والتحصين، وجرى دعمه بملياري دولار وفق حاجات التحالف لعام 2020م.

وقالت رئيسة مجلس إدارة جافي: "الآن نحن بحاجة إلى قادة مجموعة العشرين وشركائها لضمان الحصول على 5 مليارات دولار إضافية لتمكين المتضررين في دول العالم الفقيرة من الحصول على هذه اللقاحات".