عودة بايدن للاتفاق النووي مع إيران مستحيلة

أينهورن: طهران تطالب بثمن باهظ وواشنطن ليست مستعدة لتقديم تعويضات
أينهورن: طهران تطالب بثمن باهظ وواشنطن ليست مستعدة لتقديم تعويضات

الأربعاء - 18 نوفمبر 2020

Wed - 18 Nov 2020








جو بايدن
جو بايدن
رغم أن الرئيس الأمريكي المنتخب وعد بالتحرك بسرعة للانضمام إلى الاتفاق النووي مع إيران الذي انسحب منه ترمب، في حال عادت طهران للامتثال إليه، إلا أن صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية ترى أن تنفيذ هذه الخطوة صعب، وربما يكون مستحيلا.

وقالت الصحيفة «إن الاتفاق النووي والطريقة التي كان يدار بها الملف الإيراني قبل تولي الرئيس دونالد ترمب، مستحيلة ومعقدة بسبب السياسة الأمريكية الإيرانية الحالية، حيث تقوم واشنطن بزيادة العقوبات الاقتصادية على طهران وبيع الأسلحة المتطورة لأعدائها التقليديين»، مضيفة «إنها سياسات يصعب على أي رئيس جديد التراجع عنها».. وفقا لقناة (الحرة).

وكشفت تقارير قبل أيام أن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ناقش مع كبار مساعديه للأمن القومي فكرة مهاجمة إيران بسبب تطوير أنشطتها النووية، فيما رفض البيت الأبيض ووزارة الدفاع التعليق على هذه الأنباء.

ضرب طهران

ونقلت نيويورك تايمز عن 4 مسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين، القول «إن الرئيس الأمريكي طلب من كبار مستشاريه معرفة ما إذا كانت لديه خيارات لاتخاذ إجراء عسكري ضد موقع نطنز النووي خلال الأسابيع المقبلة»، وهو الموقع الذي قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أخيرا إنه يشهد نشاطا نوويا متزايدا.








من جلسة الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران قبل سنوات                          (مكة)
من جلسة الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران قبل سنوات (مكة)



وأبلغت المصادر الصحيفة أن ترمب وجه هذا الطلب خلال اجتماع بالمكتب البيضاوي في البيت الأبيض، الخميس الماضي، قبل إعلان مفتشي الوكالة رصدهم زيادة كبيرة في مخزون إيران من المواد النووية.

وأعلن ترمب في مايو 2018 انسحاب بلاده من الاتفاق النووي المبرم مع إيران عام 2015، وإعادة العمل بالعقوبات المفروضة على طهران، ووصف الاتفاق النووي بالـ(كارثي).

الثمن باهظ

وفرض ترمب عقوبات اقتصادية على عشرات الأشخاص والشركات والكيانات الإيرانية، مما أدى لانهيار الاقتصاد والعملة الإيرانية، كما وقع ترمب نهاية سبتمبر الماضي مرسوما يجيز فرض عقوبات اقتصادية شديدة بحق أي بلد أو شركة أو فرد يسهم في تقديم وبيع ونقل أسلحة تقليدية إلى إيران.

وأكدت الصحيفة على أن إيران ستطالب بثمن باهظ للعودة إلى الاتفاق، بما في ذلك الرفع الفوري للعقوبات العقابية التي فرضتها إدارة ترمب وتعويضات بمليارات الدولارات، وتلك هي المطالب التي من غير المرجح أن يلبيها بايدن، خاصة في ظل معارضة الكونجرس القوية.

وحاول نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن يمرر إلى مستشاري بايدن عبر وسطاء إصرار طهران على عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق الإيراني دون قيد أو شرط قبل استئناف أي محادثات، بحسب دبلوماسيين إيرانيين.

تجميد الاتفاق

وأشار دبلوماسيون إلى أن إيران ليست معنية بالتجميد المؤقت ولن تتوقف في الوقت نفسه عن تخصيب اليورانيوم أو تقليص مخزونها الضخم، وأضافوا «إن إيران ستعود إلى الامتثال الكامل للاتفاق عندما تفعل الولايات المتحدة ذلك».

وفي الحملة الانتخابية، وصف بايدن قرار ترمب بالتخلي عن الصفقة بأنه (طائش)، وكتب في مقال افتتاحي لشبكة سي إن إن في سبتمبر «سأقدم لطهران طريقا موثوقا به للعودة إلى الدبلوماسية. إذا عادت إيران إلى الامتثال الصارم للاتفاق النووي، فإن الولايات المتحدة ستنضم إلى الاتفاقية كنقطة انطلاق لمفاوضات المتابعة»، لكنه شدد على أنه سيكون صارما مع إيران، وربط أي عودة محتملة إلى الاتفاق النووي، بعودة طهران لكامل التزاماتها.

وأعلنت وسائل إعلام أمريكية في الأسبوع الماضي فوز بايدن، ورحب روحاني بالمبادرة، واصفا إياها بأنها فرصة للولايات المتحدة للتعويض عن أخطائها السابقة والعودة إلى طريق الالتزام بالالتزامات الدولية.

توضيحات جديدة

وقال روبرت أينهورن، مفاوض الحد من الأسلحة النووية في معهد بروكينجز، «إن اختيار كلمة (تعويض) لم يكن عرضيا»، وأضاف «إن إيران تقول إنها تريد من واشنطن دفع مليارات الدولارات من الخسائر الاقتصادية التي تكبدتها عندما سحب ترمب الولايات المتحدة من الصفقة الإيرانية في 2018 وأعاد فرض العقوبات التي كانت قد رفعتها».

وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية خلال الأيام الماضية «إن مخزون إيران من اليورانيوم منخفض التخصيب تجاوز 12 مرة من الحد المسموح به منذ الاتفاق النووي عام 2015».

وطلبت الوكالة من إيران تقديم توضيحات جديدة حول موقع نووي مشتبه به، معتبرة أن المعلومات التي وفرتها (تفتقر للمصداقية)، وفق تقرير اطلعت عليه وكالة فرانس برس.

لا تعويضات

وأكد أينهورن على أن المفاوضين الإيرانيين يعرفون أن الولايات المتحدة لن تقدم تعويضات مالية، لكنهم قد يخوضون موقفا تفاوضيا صعبا، لاسيما بالنظر إلى ديناميكيات انتخاباتهم المقبلة.

وأشار إلى أن إيران لن تطالب فقط بإزالة العقوبات المتعلقة بالمجال النووي، ولكن أيضا تلك المفروضة بسبب انتهاكات حقوق الإنسان، وتطوير الصواريخ الباليستية ودعم الجماعات الإرهابية، وهو الأمر الذي قد تجد إدارة بايدن صعوبة في القيام به سياسيا وفنيا.