الوليد السبيعي

مدننا والتخطيط العمراني

السبت - 14 نوفمبر 2020

Sat - 14 Nov 2020

مع جهود وزارة الصحة والوزارات الأخرى في تعزيز ثقافة الوعي بأهمية الحركة والعائد الكبير على صِحة الإنسان من ممارسة رياضة المشي وركوب الدراجات وغيرها من الرياضات، بدأنا نرى وعيا متناميا لدى أفراد المجتمع بأهمية رياضة المشي، بل لا تكاد تمر بشارع إلا وترى من يمارس هذه الرياضة الممتعة، إلا أن ممارسي هذه الرياضة يشتكون من البيئة العمرانية العشوائية لكثير من الشوارع مدننا، فالأرصفة غير مهيأة للسير عليها بشكل انسيابي، وعندما تسير في الشارع سترى العجب من طريقة تنفيذ الأرصفة، فجزء من الرصيف مستواه أعلى من الجزء الآخر، وجزء قد اعتدى عليه أحد المحلات وحوله إلى جلسة لعملائه وجزء قد غُيرت المواد المستخدمة ترصيفه لسيراميك ناعم لا يمكن السير عليه بأمان، ولا أعلم إن كانت أمانات المدن وبلدياتها الفرعية يرون تلك التجاوزات أم لا؟

ولا شك أنه يتبادر إلى ذهنك وأنت تسير بالشارع أن التخطيط العمراني لمدننا، لم يكن يأخذ في الاعتبار جانب السلامة المرورية للمشاة، فقد تضطر وأنت تسير على الرصيف إلى الدخول إلى طريق السيارات لأن الرصيف انقطع أو به حفرة أو حُوِّط عليه لصالح أحد المحلات التجارية، والأمر لا شك أصعب لو حاولت ممارسة رياضة الدراجات الهوائية لأن ممراتها غير متوفرة في أغلب طرقنا وشوارعنا، إن من أهم أهداف المخطط تحقيق العدل لأفراد المجتمع المتطلعين إلى بيئة عمرانية تزيدُ من جودة الحياة وتَشعرُ الإنسان بالانتماء لمدينته الراقية التي تحقق له حياة آمنة ومستقرة بها كل مقومات الراحة والسعادة، وتحقيق السلامة والصحة المستدامة أيضا، ونستبشر خيرا بكودنا الجديد عساه أن يحقق ما غاب عن بعض أمانات المدن وبلدياتها الفرعية.