عبدالله محمد الشهراني

بوينج 737 وiphone12 وعاطف

الأربعاء - 28 أكتوبر 2020

Wed - 28 Oct 2020

في مسرحية «العيال كبرت» كُلف عاطف - يونس شلبي رحمه الله - بأن يظهر بشخصية مختلفة وجديدة (يكون كِرييتف)، ليؤدي دور المخبر مراقبا والده، غاب عاطف برهة من الزمن ليعود بجاكيت أسود طويل (بالطو) وقبعة سوداء وغليون، حجم التغيير والاختلاف في مظهره أحدث عاصفة من الضحك من قبل إخوته «الممثلين في المسرحية» والجمهور، مشهد كوميدي رائع أضحك الجميع.. ولي عودة لعبارة «أضحك الجميع».

حلقت الطائرة بوينج 737 للمرة الأولى عام 1967. طائرة عظيمة لعبت دورا مهما في قطاع الطيران وتطوره، واختراع ساهم في الربط بين المدن وحل فعال في قطع المسافات المتوسطة، ومفهوم جديد «مرن» في طائرات كبار الشخصيات BBJ. حتى أصبحت بوينج 737 جزءا أساسيا في أسطول أغلب شركات الطيران في فترة السبيعنات والثمانينات. نجاح باهر فتح شهية المنافسين لإنتاج طائرة شبيهة للـ 737، ظهرت المنافسة ايرباص A320، وما هي إلا سنوات وانطبق عليها المثل (جاء يطل .. غلب الكل). لكن ماذا بعد؟! عقود من الزمن وشركة بوينج تُصر على وضع جاكيت عاطف الأسود الطويل سنة، وتغيير المحرك في سنة أخرى، إلى أن قررت (تجيب العيد) في أهم منتج لها.

وفي مجال آخر وفي عام 2007 بالتحديد أبهرت شركة أبل العالم بإصدار الجيل الأول من iphone، اختراع عظيم نقل البشرية إلى عصر جديد في عالم الاتصالات، جهاز صنع مفهوما جديدا للتقنية، كان سببا في خلق سوق جديد مواز يدعى «عالم التطبيقات»، التطبيقات التي صنعت - بدورها - بُعدا آخر جديدا «عالم الـ Big Data»، كل هذا وغيره كان نتيجة الايفون، الجهاز المعجزة الذي دفع بالمنافسين إلى إنتاج أجهزة شبيهة به،. شركات هي الأخرى (جاءت تطل.. غلبت الكل). لكن ماذا بعد ؟! سنوات وشركة أبل تصر على ارتداء قبعة عاطف السوداء سنة، وزيادة عدد الكاميرات ودقة الشاشة في سنة أخرى، إلى أن قررت العودة إلى الإصدار الخامس كدليل على الإفلاس.

إن إصرار الشركات على أسلوب عاطف في الابتكار والإبداع سوف يحدث مسرحية كوميدية، تصبح الشركة بسببها أضحوكة، رغم إعجاب وتصفيق حاضري المؤتمرات والصف الأول من التنفيذيين، مسرحية سوف تُظهر شيخوخة وإفلاس الشركة، عنوانها لن يكون «العيال كبرت» بل «الإدارة كبرت».

@ALSHAHRANI_1400