هل يسعى إردوغان إلى ابتلاع أذربيجان؟

محللون روس يتوقعون أن تكون جورجيا الضحية القادمة للرئيس التركي
محللون روس يتوقعون أن تكون جورجيا الضحية القادمة للرئيس التركي

السبت - 24 أكتوبر 2020

Sat - 24 Oct 2020








رجب طيب إردوغان
رجب طيب إردوغان
رجح المحلل العسكري الروسي سيرغي إيشينكو أن يكون هدف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان من الحرب في ناغورنو كرا باخ ابتلاع إذربيجان والوصول المباشر إلى بحر قزوين، وتعزيز تركيا لمواقعها في القوقاز.

ونقل موقع (24) الإماراتي عن إيشينكو في مقال نشرته صحيفة سفوبودنايا بريسا الروسية، أن فشل كل محاولات التهدئة بين طرفي النزاع في ناغورنو كرا باخ يؤكد بوضوح أنه بات من المستحيل على الأرمن والأذريين الاتفاق على أي شيء، إذ تواجه جيوش البلدين أهدافا مختلفة.

وقال إن باكو ترفض حتى التلميحات إلى أي تسوية سياسية، فبعد أن شعرت بتفوقها العسكري في منطقة الصراع، تريد أذربيجان الآن كل شيء دفعة واحدة، أي وضع كرا باخ تحت سيطرتها.

استثمار تركيوأكد أن تركيا أعدت للحرب مسبقا واستثمرت أموالا كثيرة في هذا النزاع، حيث يكرر الأتراك أن الحرب بدأت فجأة على يد الأرمن «الخائنين»، وأن ما يحدث في كرا باخ هو مجرد «هجوم مضاد» من جانب أذربيجان، لكن الحقائق تثبت خلاف ذلك، فالأذريون بدؤوا جنبا إلى جنب مع الأتراك الانتقال إلى مواقعهم منذ الصيف الماضي.

وأشار الكاتب إلى ما ذكرته مصادر دبلوماسية عسكرية أن تركيا كثفت رحلات طائرات النقل العسكرية إلى أذربيجان، وخلال الأسبوع الأول من أكتوبر نقل ما يصل إلى 1300 مرتزق سوري، وما لا يقل عن مجموعة واحدة من المرتزقة الليبيين من 150 شخصا إلى منطقة النزاع في ناغورنو كرا باخ.

وتساءل الكاتب: هل يمكن أن تركيا استثمرت بشكل كبير في هذه الحرب فقط لمساعدة أذربيجان على استعادة كرا باخ من أرمينيا؟ وقال «بالنسبة للاعب شطرنج جيوسياسي مثل إردوغان، لا بد أن لأنقرة أهدافا عالمية أكثر أهمية في هذه الحرب».

إحياء الإمبراطوريةويلفت المحلل الروسي النظر إلى تصريحات فاغارشاك هاروتيونيان، مستشار رئيس وزراء أرمينيا، حين قال «يجب أن نُدرك بوضوح أن هذه الحرب خططت لها تركيا التي تسعى إلى إحياء أفكار الإمبراطورية العثمانية الجديدة».

ويرى أن أهداف أنقرة هي تعزيز دورها في المنطقة، وابتلاع أذربيجان، وتحويل صيغة «أمة واحدة - دولتان» إلى صيغة «أمة واحدة - دولة واحدة».

وتساءل: هل يمكن القول إن الافتراضات عن احتواء تركيا الوشيك لأذربيجان هي مجرد تكهنات سياسية فارغة من القيادة الأرمنية؟

واستشهد الكاتب بما توصلت إليه مجموعة من نواب المجالس الأذرية في 2014، من مبادرة لتنفيذ صيغة «دولة واحدة - جيش واحد» مع أنقرة، «وعندما يتحدث السياسيون بجدية عن توحيد قواتهم المسلحة مع قوات أجنبية، فعادة ما يكون لديهم حرفيا خطوة واحدة لإنشاء دولة واحدة»، وفقا للكاتب.

تحذير روسياويؤكد الكاتب أن مكافأة إردوغان ستكون الوصول المباشر إلى بحر قزوين الذي لا يزال يتعذر الوصول إليه بثرواته النفطية وخطوط الأنابيب ذات الأهمية الجيوسياسية، والظهور المفاجئ لقاعدة أو أكثر من القواعد العسكرية التركية على شواطئ قزوين.

وحذر الرئيس السابق للاستخبارات الإسرائيلية، ياكوف كيدمي، موسكو من مثل هذا التحول في الأحداث، معتبرا أن وجود قواعد تركية تابعة لحلف شمال الأطلسي في بحر قزوين، كأنه يعني أن «روسيا تطلق رصاصة الرحمة على نفسها».

وعلى الأرجح فإن السؤال الذي يشغل موسكو بالدرجة الأولى هو: كيف تصل تركيا إلى ساحل بحر قزوين؟ حيث يؤكد الكاتب أن «سلطاتنا لم تحسم أمرها في هذا الشأن، ويبدو أن هذه هي مصيبتنا الرئيسة في هذه الحرب».

جورجيا الضحيةمن جهته اعتبر الأستاذ المشارك في قسم العلوم السياسية في الجامعة المالية التابعة للحكومة الروسية، جيفورغ ميرزايان، أن جورجيا إحدى الدول التي يعتمد مستقبلها بشكل مباشر على حل النزاع في ناغورنو كرا باخ، وستكون الضحية التالية للتوسع التركي في القوقاز، لكنها غير قادرة على فعل شيء لمنع ذلك.

وقال «الطريقة الأفضل لتبيليسي للمضي قدما تطوير العلاقات مع بلد اقتطع جزء من أراضيه، أو أن يقع في قبضة تركيا، التي ستسيطر على جميع الأراضي الجورجية الأخرى، ولحماية شعبها تحتاج جورجيا إلى ما سبق وتخلت عنه في السابق وهي السيادة».

انقسامات داخليةوفي تحليل في صحيفة فيزغلاد الروسية، قال ميرزايان، «على الصعيد الرسمي لا تتدخل تبليسي في الحرب الأرمنية الأذرية بسبب كرا باخ، بل تقدم نفسها وسيطا لتحقيق السلام». ويؤكد مالخاز ماتسابريدزه، مدير معهد العلوم السياسية في جامعة تبيليسي أن «الحفاظ على الحياد في صراع الجيران أمر حيوي لتنمية جورجيا المستقبلية، إذ إن البلاد تضم مجتمعات عدة من الأرمن، جافاخيتي، والأذر، كفيمو كارتلي، كما أن تبليسي وباكو لم تحلا الإشكال بينهما على مجمع دير الأرثوذكس ديفيد غاريجي».

ومع اندلاع نزاع كرا باخ انقسمت الجاليات في جورجيا بشكل يُهدد الاستقرار فيها، إذ يتوق الأذر الجورجيون للقتال إلى جانب باكو، بينما يحول الأرمن الجورجيون الأموال لمساعدة كرا باخ، ومع ذلك فإن التهديد الرئيسي لجورجيا ومستقبلها يكمن في سياسة القيادة الجورجية نفسها. وخلافا لما قاله مالخاز ماتسابريدزه، لا تتخذ جورجيا سياسة الحياد الصارم.

1) تعد أذربيجان محطة إنتاج ونقل الطاقة الرئيسة في جنوب القوقاز.

2) تمر فوق أراضيها كل خطوط الطاقة المنتجة في روسيا إلى تركيا.

3) تحصل أنقرة على الغاز من أذربيجان بسعر رخيص.

4) ترتبط تركيا مع أذربيجان بمشروع أنبوب الغاز الطبيعي الذي يضخ الغاز من حقل شاه دنيز 2 الأذربيجاني إلى تركيا.

5) ترتبط تركيا مع أذربيجان وجورجيا بخط أنابيب النفط باكو- تفليس - جيهان، وكذلك خط الغاز باكو - تفليس - أرضروم.

6) تمتلك عددا من المشاريع في أذربيجان بمليارات الدولارات.

7) تعتبره ممرا للوصول إلى بحر قزوين وتعزيز موقعها في القوقاز.

أهداف إردوغان الخفية في أذربيجان: