شركة مقاولات تطمس مجرى عين زبيدة التاريخي

السبت - 24 أكتوبر 2020

Sat - 24 Oct 2020

لم يشفع العمق التاريخي لعين زبيدة والمتأصل منذ 1200 عام في إزالة مجراها بشرائع العاصمة المقدسة من قبل إحدى شركات المقاولات، حيث ساوته بالأرض، ولم يتبق منه أي أثر.

وأكد مدير مركز تاريخ مكة المكرمة الدكتور فواز الدهاس لـ»مكة « ضرورة المحافظة على الآثار التاريخية بمكة المكرمة، وتواصل الجهات ذات العلاقة مع المركز لمعرفة المناطق التي ترتبط بمواقع التاريخ الإسلامي في مكة المكرمة لما لها من سجل حافل بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم حتى وقتنا الحاضر، فسهولها وجبالها كلها تاريخ لعصور مليئة بالقصص التاريخية.

وأضاف بأن على الجهات الرسمية مخاطبة مركز تاريخ مكة في حال تنفيذ أي مشروع يذكر، باعتبار المركز وعاء وثائقي لتاريخ مكة المكرمة، ورافدا معلوماتيا من روافد دارة الملك عبدالعزيز للمحافظة على تاريخ مكة وآثارها.

ولفت الدهاس إلى أن «عين حنين» هو المشروع الأول للسيدة زبيدة، حيث اشترت المزارع والبساتين الموجودة في «حنين» وحولت مياهها من خلال العمال والمهندسين، عبر قنوات وبرك منها عين المشاش وعين الشرائع وعين ميمون وعين الزعفران وعين البرود وعين الطارقي، لتوصلها إلى مكة المكرمة. وقال «لما تبين للسيدة زبيدة أن الماء الذي سحب من عين «حنين» لا يكفي حاجة مكة، فكرت في مشروع آخر فعمدت من خلال مهندسيها إلى إجراء الماء من جبال الطائف حتى مكة المكرمة من الشرق إلى الغرب وصولا لعرفة، وكان المهندسون يتبعون أثناء تنفيذهم المشروع انسيابية الأرض.

وأردف بأن زبيدة بنت أبي الفضل جعفر المنصور هي زوجة هارون الرشيد وأم الأمين والمأمون خلفاء بني عباس، ولها مآثر عظيمة كمشروعها في إجراء الماء إلى مكة المكرمة، لسقيا الحجاج وأهالي مكة في تلك الحقبة، رغم العوائق الطبيعة التي اعترضت المشروع.