محللان أمريكيان للبنتاجون: لا تتركوا إردوغان يفلت

الولايات المتحدة تلوح بفرض عقوبات بعد استخدام المنظومة الروسية لتعقب مقاتلة يونانية
الولايات المتحدة تلوح بفرض عقوبات بعد استخدام المنظومة الروسية لتعقب مقاتلة يونانية

الاحد - 18 أكتوبر 2020

Sun - 18 Oct 2020








رجب طيب إردوغان
رجب طيب إردوغان
دعا محللان في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات الأمريكية، وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» إلى فرض عقوبات صارمة على نظام الرئيس التركي رجب طيب إردوغان وعدم تركه يفلت بأفعاله الهوجاء ضد بلدهم، مؤكدين أنه يعرض علاقته مع الولايات المتحدة الأمريكية إلى حافة الخطر.

وقال المدير البارز لمركز القوة العسكرية والسياسية في المؤسسة برادلي بومان، والمحلل العسكري الزائر شاين برايسووتر، إن التقارير تشير إلى استخدام تركيا رادار المنظومة الروسية لتعقب مقاتلة يونانية من طراز أف-16، وأكدا أن أنقرة أجرت اختبارا حيا لمنظومة أس-400 الصاروخية، وهو أمر يشكل علامة فارقة مقلقة في العلاقة المتدهورة باستمرار بين أنقرة من جهة وواشنطن وحلفائها الأطلسيين من جهة أخرى، يزيد هذا التطور احتمالات اتخاذ الولايات المتحدة إجراءات بحق تركيا بناء على قانون مواجهة أعداء أمريكا من خلال العقوبات، وفقا لموقع (24) الإماراتي.

طرد أنقرة

ورغم مناشدات الولايات المتحدة، فعلت تركيا منظومة أس-400 وأجرت اختبارا أوليا، لكن اختبار النيران الحية الذي أجرته أنقرة يظهر أن الأخيرة لا تنوي إخفاء هذا السلاح، بصرف النظر عن اعتراضات واشنطن أو بروكسل.

ورأى المحللان أن حصول تركيا على منظومة أس-400 وتفعيلها أمران إشكاليان لأسباب عدة أولا، إنهما يظهران بشكل ملموس استدارة تركيا نحو روسيا وهي واحدة من أبرز التطورات الجيو-استراتيجية خلال السنوات الأخيرة، وقالا «لهذا الانحراف مشكلة أساسية بالنظر إلى نشاطات موسكو في أوروبا والشرق الأوسط والتي تهدد صلب المصالح الأطلسية والأمريكية. وتزداد المشاكل مع كون تركيا نفسها عضوا في حلف شمال الأطلسي إضافة إلى موقعها الاستراتيجي».








منظومة الدفاع الروسية التي تسلمتها تركيا                                                        (مكة)
منظومة الدفاع الروسية التي تسلمتها تركيا (مكة)



وأكدا أن ما يثير القلق أيضا في تشغيل المنظومة الروسية هو قابليتها لتحديد وتعقب واستهداف مقاتلات أف-35. أما تطمينات أنقرة بأن هذه المعلومات لن تصل إلى موسكو فتبدو غير مقنعة، فمن المحتمل أن يمكن الموقع المشترك لـ أس-400 وأف-35 موسكو من الحصول على معلومات استخبارية قيمة تساعدها في إسقاط تلك المقاتلات التي يقودها الأمريكيون وحلفاؤهم. لهذا السبب، كانت واشنطن محقة في طرد أنقرة من مشروع تصنيع مقاتلات أف-35 العام الماضي.

طريقة عمياء

ووفقا للتقرير لن تسمح الولايات المتحدة لسلاح أس-400 بالحصول على إمكانات الوضعية-5 لأن القيام بذلك سيمكن روسيا من خرق رموز التعريف الخاصة بالناتو وتحديد الطائرة بسرعة، حيث كان حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة ينتقلان من نظام تحديد الطائرات بناء على «الوضعية-4» إلى الجيل التالي المشفر من «الوضعية-5». يسمح هذا النظام لبطاريات الدفاع والطائرات التابعة للحلف الأطلسي بمعرفة ما إذا كانت طائرة مجهولة صديقة أم عدوة.

وسيترك استثناء صواريخ أس-400 التابعة لتركيا من أنظمة الدفاع الأطلسية، أنقرة على الأرجح في حالة إطلاق الصواريخ بطريقة عمياء خلال أي نزاع، حين تتخذ قرارات الموت والحياة في ثوان، ووفقا لهذا السيناريو، ستعاني تركيا للتمييز بين طائرات أطلسية أو طائرات عدوة، سيجعل هذا الواقع تركيا حليفا أطلسيا ذا إمكانات أقل ويزيد المخاطر على الولايات المتحدة والطيارين الحلفاء الذين يعملون في أو بالقرب من المجال الجوي التركي.الرد بحزم

ويؤكد المحللان أن لهذا التطور تأثيرا مباشرا على ما إذا كانت واشنطن لا تزال تريد الاحتفاظ ببعض القوات والأنظمة في قاعدة إنجرليك. بغض النظر عن ذلك، وإذا استمر تصاعد التوتر، قد تطرد أنقرة القوات الأمريكية من القاعدة أو تفرض قيودا عدة على العمليات الأمريكية التي تنطلق منها، وأمل كل من بومان وبرايسووتر بأن تكون وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) قد حدثت وفصلت خططا لإعادة نشر محتملة للقوات الأمريكية من إنجرليك. وقد تؤمن اليونان بديلا محتملا.

وعلاوة على احتمال فرض عقوبات على تركيا، يرغب القادة في الكونجرس بطلب إحاطة سرية من البنتاجون حول تداعيات هذا التطور الأخير على الولايات المتحدة والعمليات العسكرية الحليفة والقواعد العاملة فيها، ففي نهاية المطاف، يجب على الحليف ألا يحصل على منظومة دفاعية متطورة ممن يشكل التهديد الأبرز على هذا الحلف.

وشدد الكاتبان على أن الإخفاق في الرد بحزم على إردوغان لعدم اهتمامه مرة أخرى بمخاوف الأمريكيين، قد يعطيه وآخرين انطباعا بإمكانية تجاهلهم واشنطن والإفلات بفعلتهم بتداعيات قليلة.