رياضيون: تعريب أسماء اللاعبين صون للعربية وزيادة لانتشارها وسط الأجانب

السبت - 17 أكتوبر 2020

Sat - 17 Oct 2020

اتفق نقاد رياضيون على نجاح مبادرة عام الخط العربي من خلال الشراكة المبرمة بين وزارة الثقافة ووزارة الرياضة لتعريب الأسماء على قمصان لاعبي أندية دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين الـ16 خلال الموسم الحالي الذي انطلق أمس، مما ساهم في لفت انتباه الجمهور الرياضي نحو الأهمية الثقافية للخط العربي. كما اتفقوا على نجاح وزارة الثقافة في الانتقال بالمبادرة إلى حيز الفعل الملموس، المدرك لقيمة اللغة العربية، والساعي لإبرازها في المحافل الرياضية.

صون الخط العربي

أكد الناقد الرياضي فياض الشمري أن المبادرة تحمل في مضامينها الحرص على صون الخط العربي، وقال «يجب أن نعتز بالخط العربي ونتباهى به، ولا نقبل له أن يضعف ويندثر في ظل تنوع اللغات والغزو الحضاري الذي بات جليا عبر الفضاءات الكثيرة التي حاصرت العالم ووضعته في غرفة بجدر زجاجية مكشوفة للجميع»، مشددا على أهمية الخط العربي لحماية اللغة من الاندثار والتعبير عنها بجماليات أخاذة تأسر القلوب وتسر الناظرين.

وأشار الشمري إلى أن رؤية الشباب والصغار لنجوم كرة القدم وهم يشاركون بقمصان نسجت عليها أسماؤهم بالخط العربي، لها مضامين ودلالات مؤثرة وعميقة تأخذ بيد أحدهم وقلبه وشعوره إلى ما يقرب إليها، مثلا كتابتها وحبها والتعلق بها والمباهاة بلغة وهوية وطنه وأمته. وكذلك بالنسبة للاعب أيضا الذي لن يجد بدا من الاحتفاظ بنسخة من هذا القميص ضمن مقتنياته التي سيعود يوما ويتحدث عنها ويظهرها للإعلام عند توديع الملاعب».

وقدم الشمري شكره لوزارتي الثقافة والرياضة على هذه الشراكة المثمرة لنشر وتعزيز مبادرة الخط العربي، والتي يراها من أجمل المبادرات التي تؤدي لحفظ اللغة العربية، باعتبارها هوية دينية وتاريخية وثقافية واجتماعية.

صورة ذهنية

وصف الناقد الرياضي عبدالوهاب الوهيب المبادرة بالقيمة، لما تبديه من عناية بلغة الضاد التي تمثل الهوية الوطنية، ولما تظهره من تعزير لحضور الخط العربي ودوره المعرفي والتثقيفي، الذي تتبناه وزارة الثقافة.

وأشاد الوهيب بالتعاون بين وزارتي الثقافة والرياضة في هذا الجانب وقال «من الجميل هذا التعاون الكبير بين وزارتين حيويتين ترتبطان مباشرة بفئة عمرية مهمة جدا وتشكل أغلبية مجتمعنا الفتي وهم الشباب. وهما القطاعان اللذان يستحوذان على اهتمامات الشباب ومتابعتهم، ليتم من خلالهما الاحتفاء بلغتنا الخالدة ونشرها والعناية بها، وهذا يدل دلالة واضحة وجلية على حرص الدولة ودعمها للغة القرآن والدين والأمة وهوية الوطن وثقافة المواطن».

وأكد الوهيب أن تأثير وصدى المبادرة سيكون كبيرا «ولكن المسألة المهمة هي الصورة الذهنية التي ستحفر في أذهان المتابعين غير العرب لدوري المحترفين السعودي، ومدى إدراكهم لاحترام السعوديين للغتهم وهويتهم».

أهداف سامية

من جانبه أبدى الإعلامي الرياضي أحمد العجلان إعجابه بالمبادرة وأهدافها السامية، حيث قال «هذه المبادرة وما ترتب عليها من تفاعل كبير تدعو للفخر وتعكس عملا جادا وأهدافا مدروسة بعناية، لم تتركها وزارة الثقافة للصدفة، بل خططت وعملت ونفذت. وأتوقع أن اللغة العربية حصدت ثمار هذا الغراس الثقافي النبيل. ولعل التشارك بين قطاعات الدولة لخدمة اللغة العربية والخط العربي، والتي ترتكز عليها ثقافتنا وهويتنا، هدف يستحق الجهد، فاللغة العربية من أجمل اللغات في العالم، ويتحدث بها الملايين من الناس، ومن الواجب أن تأخذ حقها ونصيبها من الاحتفاء والانتشار».

وأضاف «الخط العربي فن من الفنون الجميلة التي استهوت الكثير من المستشرقين الذين أتوا بحثا عنه، وشاهدنا لاعبين وفنانين ومشاهير غربيين يكتبون أسماءهم أو أسماء زوجاتهم بالخط العربي».

ويرى العجلان أن الوسط الرياضي يستهوي السعوديين بمختلف أعمارهم، خصوصا كرة القدم، واستغلال هذا الولع والاهتمام بالرياضة في نشر اللغة العربية والخط العربي أمر جيد وفي محله، وكذلك استغلال وجود اللاعبين الأجانب والمدربين وربطهم باللغة العربية من خلال كتابة أسمائهم بالخط العربي على قمصانهم أثناء المباريات سيجعلهم يتعلقون بهذه اللغة وهذا الخط وينقلونهما إلى بلدانهم مستقبلا.