حسين باصي

ليست فاتورة الكهرباء فحسب

الثلاثاء - 13 أكتوبر 2020

Tue - 13 Oct 2020

حلت علينا جائحة كورونا وأدخلت في حياتنا تغييرات اعتقد البعض أنها لم ولن تصلنا. لكن هذه إرادة الله ولا نملك إلا قول: الحمد لله على كل حال. من كان يتخيل أن يلبس كمامة طوال الوقت وهو خارج بيته أو حتى داخله؟! من كان يتصور أنه بمقدوره العمل في البيت ويتقاضى راتبه على هذا العمل؟! كم واحد منا حضر اجتماعا مهما يرتدي فيه ملابسه الرسمية ولكن للجزء العلوي من جسمه بينما يرتدي على الجزء السفلي البيجامة؟!

لنركز على جزء العمل في البيت، أسندنا مهام جديدة لهذا البيت بالإضافه لعمله مثل المكتب والمدرسة. هذا البيت ثلاثة في واحد - منزل ومدرسة ومكتب. المشكلة في هذا الوضع أن الاستهلاك الكهربائي عال جدا ومزعج للغاية لكن ما باليد حيلة. يؤسفني أن أبلغك بوجود مشكلة كهربائية جديدة هنا، وهي جودة الكهرباء.

في الوضع السابق (قبل كورونا) كانت التصميمات والتمديدات الكهربائية متوافقة مع الحسابات بوجود الأجهزة الكهربائية المكتبية وأجهزة التكييف في المبنى، أما الآن فقد انتقلت هذه الأجهزة (أي حاسوبك وطابعتك وغيرها) إلى منزلك. منزلك عزيزي القارئ مصمم للسكن بتوزيع أحمال كهربائية على نمط طبيعي. الآن هذا النمط في استهلاكنا للكهرباء قد تغير، وأصبح منزلك يتحمل استخدام أجهزة كهربائية (غير خطية) إضافية. في السابق هذه الأجهزة لا تؤثر كثيرا على جودة الكهرباء في منزلك لقلة فترة الاستخدام، أما الآن فجميع من يسكن المبنى يستخدم هذه الأجهزة في الوقت نفسه، مما قد يؤثر على جودة الكهرباء في العمارة بشكل عام وفي شقتك بشكل خاص.

إن تأثر جودة الكهرباء في منزلك قد يتسبب في تعطل الأجهزة الأخرى المتصلة بالكهرباء. يحدث ذلك عن طريق تشوه موجات الكهرباء في المنزل أو تغيير معامل القدرة، وبالتالي جميع الأجهزة التي تستهلك الكهرباء، حينها قد تحصل على موجات مشوهة وغير منتظمة. هذه الظاهرة قد لا تؤثر في أي جهاز إذا كانت بسيطة، لكنها قد تكون شديدة وقوية مما قد يتلف الأجهزة المتصلة تماما.

هنالك عدة أجهزة قد تؤثر على جودة الكهرباء مثل المكيفات التي تعمل على كفاءة عالية للطاقة، والحاسوب بأنواعه، والتلفاز، والإضاءة. هنالك حلول عدة لهذه الظاهرة، وهذا عنوان مقالنا المقبل بإذن الله.

HUSSAINBASSI@