فهد البتيري.. اللي اختشوا ماتوا!

السبت - 09 يوليو 2016

Sat - 09 Jul 2016

للمشاهير السعوديين في وسائل التواصل الاجتماعي وضعهم الخاص إن أوسع الشيطان لأنفسهم التسويل، فتجد ذلك الذي كان يدعو تلك (الكافرة) للإسلام بإسماعها آيات من الذكر الحكيم؛ يراود أخاها الأصغر عن نفسه بكلمات مبتذلة كانت للإسفاف عنوانا، فيخرج علينا اليوم الذي يليه وهو ينتحب بدمعه وأجفانه تشرق بعبراته، ويطلب غفران جمهوره كنجم فكري قد هوى، فيغفر له ذلك الجمهور ليعودوا من جديد حول حلقة (علمه)، ثم يعود لسقطه، فيعفو الجمهور عنه، لتدور قافلة الجهل بستر من أثوابهم.

لا يختلف عن المذكور آنفا، ذلك الداعية الذي جعل من الطرفة بابا لشهرته، ليدس العسل الدعوي «مشكورا» بين جنبات (الظرافة)، لكنه ما لبث حتى ثنى لسانه عنقَه إلى حد سيوف أعين الملأ على الطريقة (العريفية) إن صح التعبير، حين سجل فتى يافع مقطعا معه، فغمزه بحديث جنسي حاولت كتابته ومسحته مرارا ولم أجد له تحويرا حتى لا تتقذى عين القارئ، فتعذر علي التصريح بما نطق. ما كان مختلفا عن سابقه في هذا الشيخ أن دمعته لم تجر على الخد بعد أن لاحت تباشير صبيحة اليوم التالي ولم يغن لنجوى كرم (دمعة حلوة، دمعة مُرّة، دمعة ما تطلع لبرّا)، بل اعترف بخطئه أمام الملأ.

أما المُتفَق بين الحادثتين فأحصره في ثلاثة أمور، الأول: كلاهما طلبا المغفرة من الجمهور وتوسلا إليه، ونسيا أن يستغفرا الله أمام الجميع كما أخطآ في حق الله أمام الجميع. الثاني: كلاهما كانا على طريقة (الحب ينتصر) التي اجتاحت الولايات المتحدة لحقوق المثليين والتي كانا يناهضانها في يوم ما. الثالث: كلاهما انتهكا المادة رقم 34 في الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل والتي أقرتها الأمم المتحدة بانضمام سعودي ونصها كان بتعهد الدول الأطراف بحماية الطفل من جميع أشكال الاستغلال الجنسي، فضلا عن انتهاكهما لمبادئ الإسلام التي كانا يدعوان لها! فوارحمتاه لجمهورهما ومن ورائهم ضاربي الدف!

يحاول البعض إقحام اسم فهد البتيري في سلسلة مهازل التواصل الاجتماعي، بعد فيلمه السينمائي (من ألف إلى باء)، وذلك بعد أن وصفوا الفيلم (بالخليع)! الأمر الذي أجده نكاية به تبعت سيل تطفل جمهور الضد على حياته الشخصية هو وزوجته لجين الهذلول لمجرد أنهما سلكا طريقا لم يعتد عليه جمهور نصّب نفسه ربا عليهم وكأن فهدا عبدهم الصريح وزوجه خادمهم المشيح!

البتيري (فهد) كأي من الشخصيات العامة بالنسبة لي، فلست ممن يقبل الكل أو يرفضه تماما بل أجمع ما ينبت فكري وأصد عما لا يفقهه عقلي، أما عن المشهد الموصوم (بالخلاعة)، فلا أجده يخلع عين (من يبحث عن الأفلام) كعُرف سينمائي إن تطلب النص ذلك، ثم أن من تنفخت أوداجه حربا على البتيري هم نفس الثلة التي تشد الرحال للبحرين من أجل حضور فيلم سينمائي وهم على يقين أنه يحتوي على مشاهد أشد (خلاعة) كما يصفونها. سؤال عابر لكم: لماذا تنكرون على فهد والسينما المصرية تكتظ بالممثلين (المسلمين) الذين يقدمون ذات الشيء؟ أم أن النعرة المناطقية حجبت الدين عنكم؟