أفنان حياة

من يقود الرأي في وسائل التواصل الاجتماعي؟‬

الخميس - 17 سبتمبر 2020

Thu - 17 Sep 2020

بعكس نظرية الإبرة تحت الجلد أو الرصاصة التي تفرض بأن المتلقي خامل وأن الرسالة الإعلامية تؤثر تأثيرا مباشرا على الأفراد، تقترح نظرية تدفق المعلومات على مرحلتين أن المعلومات لا تصل إلى الأفراد كالحقنة، ولكن هناك أفراد هم الأكثر تعرضا للوسائل الإعلامية، وقد أطلق عليهم لازار سلفيد عالم الاجتماع الأمريكي أثناء بحثه في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر 1940 «قادة الرأي» بجانب إليهو كاتز الذي قدم مزيدا من الأدلة حول هذه النظرية.

وعلى الرغم من أن المدة الزمنية الفارقة بين نظرية لازار سفيلد واليوم في عصر وسائل التواصل الاجتماعي والانترنت كبير، وحيث يعتقد معظم الناس أن لهم الحرية في التعرض للمعلومات واتخاذ الرأي المناسب، هل يمكن أن تكون هذه النظرية صحيحة؟ وهل من الممكن أن نتأثر بقادة الرأي؟

تظهر معظم الأرقام عن زيادة مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي مع تضاؤل المشتركين بالأعداد الورقية للصحف، حتى إن معظم القنوات الإعلامية أصبحت تمتلك قنوات بهذه المنصات والتطبيقات للوصول إلى المتلقي، ولكن في تفحص سريع للحسابات ستجد أن بعض الحسابات الشخصية تمتلك أعدادا كبيرة من المتابعين وأحيانا تفوق الحسابات الإخبارية أو الإعلامية، وهذا عائد إلى التغيير في مركزية الاتصال، حيث أصبح الاتصال أكثر تشعبية مع وجود هذه الوسائل وامتلك الفرد العادي «المستخدم» غير المنتمي إلى الوسائل الإعلامية التقليدية القدرة على إنتاج المواد ونشرها والتفاعل مع الجمهور العريض بشكل مباشر.

يطلق على هؤلاء الأشخاص الذين يحظون بمتابعات عالية مسميات عدة، منها: المؤثر والمشهور وصانع محتوى ..إلخ، وهؤلاء يقومون بدور «قادة الرأي» من توجيه الرأي العام، فمع أي حدث أو خبر تجد أن التفاعل يبدأ من تفاعلهم مع الأحداث، وأن معظم الأفراد الآخرين غالبا ما يتعرضون للرسالة من خلالهم حتى يتخذوا الرأي تجاه الحدث، سواء بالتأييد أو الاعتراض، بناء على توجهاتهم، هذا الأمر الذي دفع معظم المؤسسات والشركات سواء الحكومية أو غيرها إلى نشر أخبارها من خلال هؤلاء المؤثرين أو المشاهير رغبة منهم بالوصول إلى أكبر عدد من الجمهور، إضافة إلى التأثير من خلالهم لفرض توجه معين.

من أبرز الأمثلة التي حققت نجاحا في التأثير على الجمهور العريض حساب الممثل «فايز المالكي»، وقد اتخذ المالكي من حسابه منصة لتفعيل الدور الاجتماعي للأفراد لتقديم المساعدات، وفي السياق نفسه أدى التفاعل الكبير أيضا من المشاهير في موضوع «فرجت من أبشر» إلى التأثير في الجمهور، ومن ثم دفعهم للتفاعل مع البرنامج، وقد ساهم هذا الحراك في الإفراج عن عدد كبير من المساجين، وغيرها من القضايا التي حظيت باهتمام بالغ من الجمهور بعد تفاعل المؤثرين والمشاهير.

الإشكالية اليوم ليست في من يقود الإعلام، ولكن في من يقود الرأي، وهذا الأهم، الرسالة قد تصل من الوسائل الإعلامية لكنها غير مؤثرة، وهنا يأتي دور الأفراد لنقل الرسالة والتأثير، فالاستثمار الأمثل والمعرفة يقودنا لتفعيل دور «قادة الرأي الرقميين» بإيجابية.

@afnan_hayat