حمزة الدباغ.. وجيه الداخل والخارج
الأربعاء - 16 سبتمبر 2020
Wed - 16 Sep 2020
أظهرت لي تلك الرسائل والاتصالات مكانة هذه الشخصية العظيمة بشكل أكبر، ومما أسعدني أنني أبلغت بوجود أعمال توثيقية قائمة حاليا عن السيد حمزة، سعدت بهذا الخبر تحديدا لأنني وبكل تأكيد لن أستطيع أن أختزل سيرة هذا الرجل العظيم في مقالين، وحسبي ومرادي منهما أن يكونا سببا في نزول الرحمات عليه عندما يتذكره أحبابه ومن تعرف عليه من خلال المقالين.
ومن القصص التي تدل أيضا على مكانته العالمية، أنه اختير رحمه الله كي يلقي كلمة أمام الخريجين في إحدى الجامعات، لكن أي جامعة!!، إنها جامعة جنوب كاليفورنيا العريقة، الجامعة التي تخرج منها أول إنسان خطا على القمر، الجامعة التي درس فيها معالي الدكتور غازي القصيبي، الجامعة المعروفة بمكانتها العالمية المتميزة. ألقى السيد حمزة كلمته أمام 3000 متخرج، كان يحفزهم على المستقبل واضعا من خبرته أمامهم في المقارنة ما بين حياة التعليم وحياة العمل. وهذه إحدى القصص التي تثبت للعالم أن الإنسان السعودي يتأثر ويؤثر.
السيد حمزة كانت له فلسفة فريدة في موضوع «السعودة»، وقد ذكر هو شخصيا أن الخطوط السعودية هي من خلقت مفهوم وتعبير «السعودة» في بداية السبعينيات الميلادية!. السيد حمزة يرى أن السعودة لا بد أن تبدأ من رأس الهرم، وذلك بأن تعطى الأولوية لسعودة الوظائف القيادية، بهدف سعودة القرار وليس فقط سعودة الوظيفة! (كلام كبير والله). كان لا يرى مبررا للتسرع في سعودة وظائف كثيرة - من الكاتب إلى وظيفة الطيار- ويقترح بدلا عن ذلك سعودة الوظائف الإدارية في المراكز القيادية التي لها أهمية بالغة في تحديد مسار المؤسسة، بسبب القرارات الاستراتيجية التي تتخذ فيها، وما يكون لها من أثر على مستقبل الوطن.
وللتاريخ ... لقد ترك السيد حمزة رحمه الله بجانب إنجازاته كتابا يعد - من وجهة نظري الشخصية - المرجع الأول لتاريخ الطيران في المنطقة، كتاب «من الجمل إلى الطائرة» الذي أظهر لي حنكة الملك المؤسس ومعاناة الرعيل الأول في قطاع الطيران، كتاب كان دليلا على سخاء الدولة في كل مراحلها بخصوص أي أمر يتعلق بالاستثمار في جيل الشباب. إن ما يحتويه الكتاب يعد « قوة ناعمة» للمملكة، وإني لأتمنى أن يترجم وأن تتم إعادة طباعته وتوزيعه على المهتمين.
رحم الله السيد حمزة بن محمد علي الدباغ، وأسأله سبحانه أن يكثر من أمثاله.
ALSHAHRANI_1400@