هل يستمر الطب افتراضيا في زمن ما بعد كورونا؟

الثلاثاء - 15 سبتمبر 2020

Tue - 15 Sep 2020

صحيفة مكة
صحيفة مكة
عندما أصيب «إلروي»، الشخصية الكارتونية في مسلسل الكارتون الأمريكي «ذا جتسونز» والذي عرض في عام 1962 وكان يتنبأ بعالم المستقبل، بفيروس «فينوس»، أسرعت والدته بالاتصال بالطبيب، الذي سرعان ما ظهر على شاشة الفيديو الموجودة في غرفة المعيشة.

وفي هذا الوقت، كان الطب عن بعد في بداياته الأولى، ولكن الواقع الحقيقي ارتبط تقريبا مع هذه الرؤية. وحتى وقت قريب، كان تأثيره محدودا بسبب المخاوف المتعلقة بالسلامة والدقة والخصوصية.

ولكن معدل اللجوء له ارتفع اليوم إلى عنان السماء في ظل تفشي وباء كورونا، حيث يتحاشي الناس الذهاب إلى عيادات الأطباء خشية التعرض للإصابة بالفيروس المستجد.

وعندما بدأ تفشي الوباء، لجأ ممارسو الطب في تكثيف عروضهم الافتراضية، عبر شبكة الإنترنت، خاصة من خلال تطبيقات الفيديو مثل «فيس تايم» و»زووم»، كسبيل لتوفير الرعاية الصحية للمرضى، وأيضا لكي تستمر أعمالهم. وفي نفس الوقت، خففت الجهات الرقابية القواعد التي كانت تقيد ممارسة الطب عن بعد. ففي الولايات المتحدة، على سبيل المثال، خفف المسؤولون تطبيق «قانون يتعلق بالتأمين الصحي، والذي يتضمن معايير صارمة تتعلق بالخصوصية.

وقامت برامج التأمين الصحي الحكومية، مثل «ميديكير» و»ميديسيد»، بتوسيع نطاق الخدمات التي تغطيها وبدأت في دفع مقابل الزيارات الافتراضية بنفس نسبة مقابل الزيارات المباشرة. وخلص تقرير لشركة «ماكنزي وشركاه» الأمريكية للاستشارات الإدارية، في يونيو الماضي إلى أن 46% من المرضى في الولايات المتحدة يستخدمون الطب عن بعد، مقارنة بـ 11% فقط قبل عام.

وبحسب تقرير لوكالة بلومبيرج للأنباء، يتوقع محللون في هذا المجال استمرار التوجه نحو قبول الطب عن بعد، فقد يستمر فيروس كورونا كتهديد للصحة لعدة أعوام قادمة، حتى تنتشر المناعة التي توفرها اللقاحات في أنحاء البلاد. وبحلول هذه اللحظة، ربما يكون التطبيب عن بعد جزءا لا يتجزأ من النظام الإيكولوجي (الحيوي) للرعاية الصحية.

وبحسب تقديرات «ماكنزي وشركاه»، فإنه في ظل تغيرات مثل الاستغناء عن 20% من زيارات غرف الطوارئ و25 % من زيارات العيادات الطبية، يمكن للطب عن بعد أن يشكل في نهاية المطاف نحو خمس إجمالي إنفاق برنامجي «ميديكير» و»ميديسيد»، والتأمين التجاري، على العيادات الخارجية وعلى الرعاية الصحية، سواء في العيادات أو بالمنزل.