الفقي: إردوغان بهلوان يحيط نفسه بأوهام عبثية

قال إن الرئيس التركي يملك سجلا كبيرا من الأطماع في الأراضي العربية
قال إن الرئيس التركي يملك سجلا كبيرا من الأطماع في الأراضي العربية

الأربعاء - 26 أغسطس 2020

Wed - 26 Aug 2020








رجب طيب إردوغان
رجب طيب إردوغان
وصف المفكر السياسي المصري ورئيس مكتبة الإسكندرية الدكتور مصطفى الفقي، الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بـ«البهلوان» وقال إنه يحيط نفسه بأوهام عبثية ويعيش بشخصية مزدوجة.

وقال الفقي الذي شارك في صناعة القرار خلال فترة الرئيس المصري السابق حسني مبارك وتولى منصب «سكرتير الرئيس للمعلومات» إن إردوغان شخصية مثيرة للجدل، تحيط بها أوهام عبثية وأفكار عفا عليها الزمان، مع حالة من حالات ازدواج الشخصية التي لا نكاد نعرف لها مثيلا.

وفي مقال نشرته «الأهرام» المصرية أمس بعنوان «إردوغان وإسرائيل.. لغز معقد».. قال الفقي «لقد رأيت لإردوغان ثلاث لقطات تليفزيونية تدعو إلى الدهشة؛ أولاها في زيارة لإسرائيل منذ عدة سنوات محاطا بالقيادات الصهيونية داخل الدولة العبرية، ورأيت له لقطة أخرى في حوار مع شيمون بيريز حضره عمرو موسى أمين عام جامعة الدول العربية وقتها، ومعهم أمين عام الأمم المتحدة حينذاك، وفوجئنا برجب طيب إردوغان يترك اللقاء منفعلا ويوجه حديثا عنيفا بصوت مرتفع لشيمون بيريز، بصورة توحي بأن إردوغان هو حامي حمى الحرمين، والحافظ الأول للقضية الفلسطينية، والحريص الأشد على حقوق الشعب الفلسطيني، ثم رأيناه في مشهد ثالث يوفد مركبا تركيا في محاولة للوصول إلى أبناء غزة المحاصرين فتضرب إسرائيل المركب وتقتل عددا من أفراده في جريمة مروعة شهدها العالم كله، ويمتطي إردوغان صهوة جواد عثماني ويهدد إسرائيل بتجميد العلاقات وبعقوبات ما لم تحقق له شروطا ثلاثة، كان من بينها دفع تعويضات لأسر الضحايا، والثاني تقديم اعتذار رسمي للدولة التركية، والثالث تحسين أوضاع الفلسطينيين في غزة، والطريف أن الأمور عادت إلى مجاريها بين إسرائيل وتركيا بزعامة السيد إردوغان دون أن تحقق له إسرائيل أيا من الشروط الثلاثة التي ذكرها باستثناء اعتذار هزيل».

اللعب على الحبل

ويكمل الفقي شهادته في إردوغان فيقول «وجدنا الرجل يلعب بصورة بهلوانية على حبل رفيع، حتى رأينا مشهده الآخر ينتقد بشدة دولة الإمارات، لأنها اتفقت مع إسرائيل برعاية أمريكية على إقامة علاقات بين البلدين، ونسي هو تاريخه الشخصي وتاريخ بلاده في العلاقات القوية مع إسرائيل سياسيا واقتصاديا وعسكريا، وبدأ يسكب الدموع حزنا على الشعب الفلسطيني؛ ولكنها دموع التماسيح عندما تنحسر عنها المياه».

وأضاف «كل ذلك لا يمنع إردوغان من ارتداء عباءة السلطان العثماني عند اللزوم ويضع عمامة الخلافة على رأسه ضاربا بأفكار أتاتورك عرض الحائط، ومحاولا التدخل في كل الدول التي خضعت للسلطنة العثمانية في قرون الظلم والظلام بدءا من البلقان مرورا بالصومال، ثم عودة إلى لبنان الجريح لكى يقدم عروضه المشبوهة، كما أنه يريد أن يجعل من الدولة الليبية مسرحا للإرهاب ومأوى للمتطرفين، فيضرب عدة عصافير بحجر واحد، أولها اغتصاب الثروة الليبية واستخدام ساحلها الطويل على البحر الأبيض في مغامراته المتتالية، إلى جانب وضع برميل بارود ضخم على حدود مصر، فهي التي قصمت ظهره وتحرك شعبها في تلقائية يوم 30 يونيو 2013 ليغير الخريطة ويبدل الأوضاع، فضرب المصريون مخططا ضخما كان يتوهم به إردوغان أنه يستعيد الخلافة ويجلس على كرسي السلطان مرة أخرى، مستمدا الشرعية من جماعة الإخوان المسلمين التي نشأت بعد سقوط الخلافة العثمانية بأربع سنوات فقط، وتوهم أنه سوف يحكم الأقطار والأمصار ويعيد سياسة القهر التركي إلى المنطقة، ولقد ناصب مصر العداء وعدها الجائزة الكبرى لأطماعه هو ومن يقفون وراءه».

تدليل أمريكي

وأشار الفقي إلى أن إردوغان يتمتع بشيء من التدليل من جانب الولايات المتحدة الأمريكية وبعض دول الاتحاد الأوروبي باعتبار بلاده عضوا في حلف الأطلسي، «فضلا عما أوهم به إردوغان تلك الدول من أنه حائط الصد، والحامي لهم من الإرهاب، وأنه أيضا القادر على حل مشكلة الهجرة من جنوب المتوسط إلى شماله، وابتلعت دول كثيرة في الغرب الطعم الإردوغاني فسكتوا على جرائمه، وتحملوا مؤامراته، وقبلوا تصرفاته الشاذة والتي كان آخرها تحويل متحف آيا صوفيا إلى مسجد مرة أخرى، متصورا أنه يشتري بذلك التصرف ولاء العالم الإسلامي ومباركته برغم أنه تصرف يوقظ الفتنة ويعيد إلى الأذهان عصورا لم يعد لها مكان في عالمنا».

ولفت الفقي إلى «سجل أطماع إردوغان الكبيرة في الأراضي العربية، سواء السورية أو العراقية فضلا عن التحرك الجديد في جنوب المتوسط وفي غرب ليبيا تحديدا إلى جانب أطماعه في أفريقيا العربية، بدءا من سواكن والصومال بل والسودان أيضا، وهو يريد أن يوزع القواعد العسكرية لكى تحيط بمصر وتطوقها، بحيث تكون محصورة بين قوى داعش و الإرهاب التركي في الغرب و الجماعات التكفيرية في سيناء الذين يحاولون استنزاف طاقات الجيش المصري».