أحمد صالح حلبي

رعاية الملك عبدالعزيز للمطوفين

الخميس - 30 يوليو 2020

Thu - 30 Jul 2020

استوقفني كتاب «الجوانب الإنسانية في رعاية الملك عبدالعزيز للمطوفين»، للدكتورة جوزي بنت محمد الفهد السبيعي، الصادر عن مركز الملك سلمان لدراسات تاريخ الجزيرة العربية وحضارتها بجامعة الملك سعود بالرياض، أمام مجموعة من المعلومات التي أكدت الوقفات الإنسانية للملك عبدالعزيز ـ يرحمه الله، والتي ستظل حاضرة بكل محفل وزمان، كما أشار إلى ذلك الأستاذ الدكتور عبدالله ناصر السبيعي، في مقدمته للكتاب بقوله «ستظل سيرة المؤسس - رحمه الله - وتضحياته ومنجزاته دائما منبعا للدراسة ومنهلا لاستخلاص العبر والدروس من سجله الخالد وسيرته الفريدة التي ميزته قائدا عظيما ومؤسسا فريدا لوطن موحد على أسس غير مسبوقة في التاريخ العربي المعاصر».

وبالعودة للكتاب ومحتوياته نجد حرص المؤلفة على الإشارة لأوضاع المطوفين قبل العهد السعودي، إذ أوضحت أنه «في أواخر العهد العثماني الأول على الحجاز 1218 هـ / 1803 م، فرض أمراء مكة الضرائب على أصحاب المهن، ومنهم المطوفون، وعملوا على بيع حقوق العمل بالتطويف بموجب تصاريح «تقارير»، على المطوفين...».

وقارنت المؤلفة ما حدث للمطوفين في أواخر العهد العثماني مع ما قام به الملك عبدالعزيز حينما عمل «على أمنهم الوظيفي واستمراريتهم عبر بلاغه الشهير عندما دخل الحجاز في 15 / 5 / 1343 هـ»، وبينت ما حظيت به «طائفة المطوفين بمكانة مرموقة، كان من النادر أن تحظى بها في تاريخها، فقد أصبحت طائفة لها مكانتها، وتبوأ كثير منهم أعلى المناصب في ذلك الوقت، ومنها مجلس الشورى».

وتطرقت المؤلفة لدعم الملك عبدالعزيز للمطوفين ماديا ومعنويا عند الكوارث والأزمات قائلة «ولم يتوقف عطاؤه عند هذا الحد، وهو يشعر بمعاناة شعبه ويتلمس حاجتهم، فأثناء الحرب العالمية الثانية 1358 - 1365 هـ / 1939 - 1945 م، التي ألقت بظلالها على العالم أجمع والأزمة الاقتصادية العالمية 1348 هـ / 1929 م، ولم تكن بلاد المسلمين بمعزل عن تأثيرها، مما أثر على وارد قدوم الحجاج فتقلص عدد الحجاج إلى حد كبير، فوصل في عام 1360 هـ / 1941 م، إلى 9.664 حاجا، وهو عدد غير مسبوق في تدنيه بالمقارنة مع أعداد الحجاج في الأعوام التي سبقت هذا التاريخ وتراوحت ما بين 63 ألف حاج وحاجة و67 ألفا من حجاج الخارج».

وقد استشعر الملك عبدالعزيز حجم هذه المعاناة وأدرك الأضرار التي ستصيب المطوفين جراء ذلك «فأمر وزير ماليته عبدالله السليمان باقتراض مبلغ من التجار تحت كفالة وزير المالية للمطوفين يبلغ مقداره 90.000 ريال سعودي، وزعت تحت إشراف وزير المالية وشيخ طائفة المطوفين على النحو التالي: 35000 لمشايخ الجاوى ووكلائهم، 30000 لمطوفي العرب والأجناس الأخرى، 15000 لمطوفي الهنود، 1000 للزمازمة.

وخلصت المؤلفة إلى نتائج عدة، أبرزها «يعتبر عهد الملك عبدالعزيز عهد ازدهار هذه الطائفة والمنتسبين لها، قياسا بالعهود السابقة، ابتكر الملك عبدالعزيز طرقا حديثة لتنمية عمل المطوف مثل تخصيص إدارات حكومية مستقلة للدعاية لعمل المطوف، عايش الملك عبدالعزيز أوضاع المطوفين، خلال الأزمات والحروب وعمل على حلها سواء ماديا بتقديم القروض لهم، أو عمليا بإيجاد بدائل كالموانئ ووسائل النقل، بروز طائفة المطوفين في عهد الملك عبدالعزيز، وأصبحت فئة لها شأن في البلاد وتشغل أعلى المناصب، بفضل الملك عبدالعزيز أصبحت طائفة المطوفين تؤدي عملها على علم ودراسة، وليس بالاعتماد على الموروث فحسب».

[email protected]أ