سامي الغامدي

الدائرة الذهبية في التعليم

الاحد - 26 يوليو 2020

Sun - 26 Jul 2020

ابتكر المفكر والكاتب في مجال القيادة (سيمون سينك) أنموذج الدائرة الذهبية التي كانت عنوان أحد فصول كتابه الرائع (Start With Why) الذي نُشر عام 2009. وباختصار يهدف هذا الأنموذج إلى حث القادة على تحديد نقطة الانطلاق في أعمالهم من الدائرة الداخلية Why (لماذا). مرورا بالدائرة الوسطى (كيف) وصولا إلى الدائرة الخارجية (ماذا). تعالوا نتعرف سويا على هذا الأنموذج.

يتكون هذا الأنموذج من ثلاث دوائر تمثل التوجهات المختلفة للقادة في مجال الأعمال والشركات بشكل عام، حيث إن معظم الشركات تنتج منتجاتها منطلقة من التساؤل (ماذا نصنع؟)، فيما بعض الشركات تركز على جودة المنتجات بالتركيز على التساؤل (كيف نصنع؟)، أما النوع الثالث وهو عدد قليل جدا من الشركات يركز على الغرض من صناعة المنتج، وماذا يستهدفون من ذلك المنتج منطلقين من التساؤل (لماذا نصنع؟).

وفيما يلي إيضاح لهذه الدوائر الثلاث كما شرحها سيمون سينك:

  • الدائرة الخارجية (ماذا): معظم الشركات تعرف ماذا تنتج أو ما هي الخدمات التي تقدمها للمستهلكين.

  • الدائرة الوسطى (كيف): بعض الشركات تعرف جيدا كيف تصنع منتجاتها بجودة عالية.

  • الدائرة الداخلية (لماذا): قلة قليلة من الشركات تعرف لماذا تصنع منتجاتها وما هي الدوافع التي أدت إلى تقديم المنتج بتلك الصورة.




لذا ومن وجهة نظر الكاتب يرى أنه من الضروري أن تنطلق الشركات من الأسباب التي تجعلها تقدم منتجاتها قبل التفكير في «ماذا ستقدم».

كيف يمكن تطبيق هذه الدائرة في مجال التعليم؟

حاولت تطبيق هذا الأنموذج على التعليم من خلال طرح تلك التساؤلات حول التعليم، حيث إنه باعتقادي إذا ما أردنا تجويد العملية التعليمية والارتقاء بالمخرجات وتحسين نواتج التعلم، ينبغي لنا أن نتساءل أولا لماذا نقدم العملية التعليمية؟ وما هي أهداف العملية التعليمية أو ما هو الغرض من التعليم؟ وهذه التساؤلات هي التي يجب أن تقود العملية التعليمية. ومن هذا المنطلق يتوجب علينا البحث ومراجعة الأهداف التعليمية الموضوعة ومعاييرها، ومن أبرز تلك المعايير:

  1. أن تتواكب الأهداف مع متطلبات المرحلة من الجانبين الاجتماعي والاقتصادي للمملكة العربية السعودية.

  2. أن تكون شاملة لجميع نتائج العملية التعليمية المتوقعة لتحقيق النمو المتكامل للطالب.

  3. أن تستند على أحدث النظريات التربوية والاجتماعية.




ثم ننتقل بعد ذلك إلى الدائرة الوسطى (كيف) والتي تركز على كيفية تقديم العملية التعليمية وما هي الطرائق والأساليب الأمثل لعمليتي التعليم والتعلم والتي تضمن تحقيق الأهداف الموضوعة. مثل طرق وأساليب التدريس المتنوعة، والوسائل التعليمية، وكيفية جعل المتعلمين أكثر فضولية ولديهم حب استطلاع وكيفية إثارة الدافعية لديهم نحو التعلم المستمر.

إلى أن نصل إلى الدائرة الخارجية (ماذا) والتي تتضمن كل الخدمات المقدمة من خلال العملية التعليمية مثل المنهج والمهارات والمعارف، وهي بصورة أخرى تمثل الإجابة عن التساؤل الوارد في الدائرة الداخلية (لماذا). فعلى سبيل المثال عندما يكتسب المتعلم إحدى المهارات العقلية يكون هذا الاكتساب قد حقق أحد الأهداف التعليمية.