سالم العنزي

الله لا يغير علينا.. لماذا يرفض الإنسان التغيير؟

الاحد - 26 يوليو 2020

Sun - 26 Jul 2020

يعلم الإنسان أن (دوام الحال من المحال) لكنه يؤمن أكثر أن (من شب على شيء شاب عليه) و(الطبع يغلب التطبع). يفضل الإنسان أن يبقى في دائرة الروتين نفسها ويقوم بالأعمال نفسها، ومع مرور الزمن يصل إلى مرحلة الرضا السلبي بالواقع، مما يجعله يخاف من التغيير ويرفض أي محاولة للمساس بالواقع الحالي.

التغيير - ببساطة - هو انتقال الشيء من حالة إلى حالة أخرى، فهو عملية شعورية إرادية عن وعي وقصد، ونتائج محسوبة ومتوقعة، بينما التغير هو عملية لا شعورية، تحدث بدون وعي أو قصد، ونتائج غير متوقعة أو مدروسة وتعتمد على مسببات التغير.

يقول تعالي ﴿إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم﴾، فالتغيير يبدأ من الإنسان نفسه، بنية صادقة وعمل جاد للوصول إلى النتيجة المرجوة من التغيير. ولكن عند البدء في التغيير يفاجأ الإنسان بمقاومة التغيير من بعض الجهات أو الأطراف التي ترتبط في التغيير، سواء كان التغيير كبيرا على مستوى المجتمع أو صغيرا على مستوى الفرد. يقول المثل (يستطيع الذئب تغيير جلده لا تغيير طبعه)، فالإنسان يقاوم التغيير لعدة عوامل نفسية وشخصية، من أهمها:

- الجهل بنتيجة التغيير - الإنسان عدو ما يجهل - أحد الأسباب الأكثر شيوعا لمقاومة التغيير هو الخوف من المجهول، لن يتخذ الناس خطوات فعالة للتغير إلا إذا كانوا يعتقدون بصدق أن مخاطر عدم التغيير أكبر من مخاطر التغيير نفسها. وفي أحيان كثيرة، يكون الجهل ناتجا عن عدم فهم متطلبات التغيير أو ماهية الحاجة إلى التغيير. يجب أن تصل الرسالة للجميع (مخاطر الوقوف أكبر من مخاطر الحركة) .

- عدم الكفاءة - نادرا ما يعترف الناس بذلك - ولكن في بعض الأحيان، يتطلب التغيير مهارات وأدوات خاصة لذلك يشعر بعض الأشخاص أنهم لن يتمكنوا من إتمام عملية التغيير أو أن الحاجة لهم بعد التغيير سوف تنتفي ويكون وجودهم غير مرحب به. فتكون ردة الفعل الطبيعية هي مقاومة وممانعة التغيير بكل طريقة ممكنة. عندما ترغب في تركيب نظام ري آلي لمزرعة ما، يجب عليك أن تتوقع الممانعة من المزارع المسؤول عن المزرعة، لأنه يعتقد أن الحاجة له سوف تنتفي بوجود الري الآلي.

- الارتباط بالوضع الحالي - في أحيان كثيرة يكون السبب عاطفيا أكثر من كونه عقلانيا. في المجمل الإنسان يحب الروتين لأنه يشعر بالأمان وأن الأمور تسير على ما يرام. مجرد الارتباط بالوضع الحالي يجعل الإنسان يتخوف من الوضع الجديد بعد التغيير. قد يتخيل البعض أن الروابط العاطفية سهلة ويمكن تغييرها بسرعة. ولكن الدراسات والأبحاث تثبت أن الروابط العاطفية من أهم أسباب ممانعة التغييرات في المنظمات التجارية حول العالم.

- مشكلة تواصل، وجود مشكلة في التواصل يجعل فريق العمل أو المهتمين في التغيير غير قادرين على التفاعل الإيجابي مع التغيير، بل وقد يكونون عائقا أمام التغيير نفسه. يجب أن تكون الخطة واضحة للجميع. والنتيجة المتوقعة معروفة ومفهومة من الجميع. أي سوء فهم أو غياب معلومة - في الغالب - سوف يؤدي إلى فشل التغيير.

في المرة المقبلة عندما تبدأ في تغيير ما، سواء كنت تنوي التسجيل في ناد رياضي لاكتساب اللياقة، أو كنت ترغب في كسر أحد التقاليد الاجتماعية القديمة، يجب عليك أن تكون جاهزا ومستعدا، سوف تواجه تحديات وعوائق وممانعة من جميع الأطراف (حتى من نفسك).