غدير مليباري

ببساطة.. أنت أرقى!

الاحد - 26 يوليو 2020

Sun - 26 Jul 2020

طالما كان بناء الرأي العام في أي مجتمع أو بلد مرتكزا على مبادئ ينشرها أفراده فيما بينهم ويتناقلونها حتى تصير سمة لهم لا تفارقهم، وفي هذه الأيام كثرت بين الناس شعارات هي إلى تخريب المجتمعات أقرب منها إلى إصلاحها، كقولهم: (المعاملة بالمثل عدالة إنسانية)، أو (المعاملة بالمثل أجمل من العتاب)!

فصار كثير من الناس يعلمها أطفاله، بل ويدعو إلى التعامل بها، ويمارس ذلك بنفسه مع عماله وأصدقائه والناس من حوله، وهذا هدم وتخريب وفساد!

هو هدم يلغي قيمة كل فرد وإحسانه وكرم نفسه ومعدنه، يؤذي فيه نفسه فيحملها التعامل بما لم تجبل عليه فهو في أصله كريم لكنه يسيء ويؤذي لأن الناس أساؤوا! ولا يدري أنه أول المتضررين من ذلك قبل الناس.

ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم «لا تكونوا إمعة؛ تقولون: إن أحسن الناس أحسنا، وإن ظلموا ظلمنا، ولكن وطنوا أنفسكم: إن أحسن الناس أن تحسنوا، وإن أساؤوا ألا تظلموا».

وكيف نريد لأطفالنا ولأنفسنا والناس حولنا حياة اجتماعية سعيدة ونحن نهدم علاقاتنا بهذه الشعارات؟ أكلما أساء لنا أحد أسأنا إليه؟! ومن الكامل منا؟ وكيف إذن تقوم العلاقات؟ أبالتعاتب في كل ذنب أم برد الكيل بالكيل؟

هذا تخريب وفساد، وإنهاء لعلاقات الناس، فلا تقوم بينهم علاقة أصلها المودة أو الإحسان، إنما هي المصالح والشهوات فحسب!

لا تعامل بالمثل في السوء، إن أحسن الناس إليك فأحسن وزد، وإن أساؤوا فلا تسئ أنت، لا تنقص قيمة نفسك، اصنع المعروف إلى من هو أهله، وإلى من ليس أهله، فإن لم يصب أهله فأنت أهله، وعلم من حولك ذلك، فنحن عندما نعلمه أطفالنا وننشره بين الناس نحقق سمو نفوسنا ورقيها، ونحميها من النزول في درك المصالح ووحلها، واضعين بذلك اللبنة الأولى في رقي مبادئنا وحضارتنا.

أنت أرقى من الإساءة ومن المعاملة بالمثل، أنت ببساطة أرقى!

الأكثر قراءة

جميلة عادل فته

رجال الأمن.. رجال