أحمد صالح حلبي

الخدمات الصحية للحجاج

الخميس - 23 يوليو 2020

Thu - 23 Jul 2020

برز الاهتمام بالخدمات الصحية للحجاج منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود رحمه الله، فكانت أولى الخطوات تأسيس مصلحة الصحة العامة عام 1343هـ في مكة المكرمة، ثم تحويلها لمديرية عرفت باسم مديرية الصحة العامة والإسعاف عام 1344هـ، تلا ذلك وفي العام نفسه توقيع اتفاقية صحية دولية لأنظمة الحجر، تضمنت إيجاد محجري «الطور» و«كمران» في البحر الأحمر كمركزين رئيسيين لتنفيذ الأنظمة الصحية التي عرفت لاحقا بالكرنتينات، وكانت منطقة الحجر الصحي بجوار ميناء جدة، حيث يحجر الحجاج القادمون من خارج المملكة عبر البحر.

وفي عام 1345هـ تم تأسيس محاجر صحية في كل من ينبع والوجه، باعتبارها مناطق قدوم للحجاج، وافتتاح قسم خاص بالجراثيم في المستشفى الحكومي بباب مكة في مدينة جدة في العام نفسه.

وحينما انتشر وباء الجدري عام 1368هـ، اتخذ الملك عبدالعزيز رحمه الله عدة إجراءات صحية لمواجهته، ومنها التعاقد مع خبراء أوروبيين لتطوير المحاجر الصحية الموجودة، وتأسيس محاجر صحية أخرى على الساحلين الشرقي والغربي.

وخلال الفترة من 1360 إلى 1370هـ تمت إضافة 30 سريرا، لمستشفى أجياد الذي يعد أول مستشفى أنشئ بمكة المكرمة، كما تمت إضافة 80 سريرا في عام 1380هـ، ليصبح إجمالي الأسرة 180 سريرا، وزودت الغرف والعنابر لأول مرة بالمراوح، وفي سنة 1384هـ وصل عدد الأسرة إلى 200 سرير.

ونتيجة للتصدعات والتشققات التي سجلت على مبنى مستشفى أجياد فقد تم إغلاقه بعد 130 عاما من إنشائه، وافتتاح مستشفى أجياد للطوارئ بمبنى مجاور للحرم المكي الشريف لتوفير الرعاية الصحية والطبية العلاجية للمصلين والحجاج والمعتمرين، على مدار اليوم بسعة سريرية تبلغ 32 سريرا للطوارئ، و20 سريرا للتنويم و12 سريرا للعناية المركزة العامة، و8 أسرة للعناية المركزة الخاصة بمرضى القلب، إضافة إلى قسمي الأشعة والمختبر والصيدلية.

ويأتي مستشفى الملك عبدالعزيز بالزاهر كواحد من أقدم المستشفيات في مكة المكرمة، حيث افتتح عام 1372هـ، وكان يستقبل الحالات المحولة له من مستشفى أجياد، وكان عدد الأسرة به عام 1979م 150 سريرا، وفي عام 1980 أصبح المستشفى يسع 400 سرير.

وتم افتتاح مستشفى النور التخصصي عام 1403هـ لخدمة المواطنين والمقيمين والحجاج ليكون قريبا من قلب المدينة، وبالقرب من المشاعر المقدسة التي لا تفصله عنها سوى كيلوا مترات قلائل، وتضم عياداته الخارجية 21 تخصصا، إضافة إلى خدمات الحوادث والطوارئ، والغسيل الكلوي، ورعاية مرضى السكري، ومكافحة العدوى والتعقيم المركزي، وأمراض الروماتيزم والتأهيل، وغيرها من التخصصات الطبية.

ويعمل مستشفى الملك فيصل في مكة المكرمة بسعته التي تبلغ 228 سريرا، لاستقبال حجاج بيت الله الحرام خلال موسم الحج، وتقديم كل الخدمات العلاجية اللازمة لهم.

وفي المشاعر المقدسة تعمل كل قطاعات وزارة الصحة، لخدمة ضيوف الرحمن وتقديم الخدمات الصحية لهم، من خلال ثمانية مستشفيات موسمية؛ أربعة منها بمشعر منى، وهي: مستشفى منى الطوارئ، ومستشفى منى الجسر، ومستشفى منى الوادي، ومستشفى منى الشارع الجديد، إضافة إلى أربعة أخرى بمشعر عرفات (بسعة سريرة تبلغ 1316 سريرا)، وهي: مستشفى الرحمة، ومستشفى عرفات العام، ومستشفى نمرة، ومستشفى شرق عرفات، ويبلغ عدد المراكز الصحية بالمشاعر المقدسة 93 مركزا صحيا، منها 46 في عرفات، و22 في منى، و16 على جسر الجمرات، و6 في طريق المشاة بمزدلفة.

وفي موسم حج هذا العام عملت وزارة الصحة على تطوير «البروتوكولات الطبية المخصصة لموسم الحج»، لتتوافق مع الإجراءات الصحية الخاصة بالوقاية من فيروس كورونا المستجد «كوفيد-19»، حفاظا على صحة الحجاج.