فاتن محمد حسين

الحج.. من القرار إلى الهوية

الأربعاء - 22 يوليو 2020

Wed - 22 Jul 2020

أصدر مركز التواصل الحكومي (الاثنين 22/11/1441هـ) للعمل الإعلامي المشترك في وزارة الإعلام الهوية الإعلامية البصرية واللفظية الموحدة لموسم حج 1441هـ امتدادا لهوية العامين الماضيين مع تغييرات طفيفة ووضع الآية الكريمة (بِسَلَامٍ آمِنِينَ) لتكون شعارا لفظيا جديدا.

وحقيقة أبدع فريق العمل في إبراز مقومات حج هذا العام الذي يتطلب (السلامة والأمن) وهما كلمتان تترددان يوميا عند التحدث عن الحج والبروتوكولات الصحية اللازمة.

كما أن استخدام الألوان له رمزية جميلة فالأخضر رمز السلام والصحة، والأبيض يشير للتباعد أثناء أداء الشعائر، والخطوط المرنة هي كلمة (حج) وتشير للإجراءات الاحترازية لحج هذا العام. وأما النقطة لكلمة حج فهي الكعبة المشرفة وهي مركز العالم وقبلة المسلمين.

إن وزارة الإعلام ومنذ تكليف الوزير ماجد القصبي في نهاية فبراير 2020 وهي تسابق الزمن لإيصال صوتنا للعالم بمحتوى إعلامي متميز يبرز إنجازاتنا ومكتسباتنا الوطنية وحضارتنا الإنسانية. ولن أسرد إنجازات الوزارة في هذه الفترة واجتماعاتها المكثفة مع هيئة الإعلام المرئي والمسموع، ووكالة الأنباء السعودية، ومع القيادات الفاعلة في الوزارة، وقبل فترة اجتماع معاليه مع بعض من كتاب الرأي لوضع تصور استراتيجي لما ينبغي أن يتناوله الكتاب من الإصلاحات والمتغيرات التي تشهدها المملكة وتشكيل فرق عمل تشاركية للعمل على مسارات مختلفة.

لم يكن إصدار الهوية إلا بعد قرارات هامة اتخذتها الدولة ومنذ قرار مجلس الوزراء في جلسته الثلاثاء 2 ذو القعدة 1441هـ الذي تقررت فيه إقامة حج هذا العام بأعداد محدودة لأداء مناسك الحج لمختلف الجنسيات من المقيمين الموجودين داخل المملكة، وبعض فئات من المواطنين.

ويأتي ذلك حرصا على إقامة فريضة الحج وفق أعلى المعايير الصحية، وقد كانت هناك خطط مشددة لمرحلة ما قبل، وأثناء، وما بعد أداء الحج تراعي المتطلبات الصحية بدءا من العزل الصحي للحجاج قبل أدائهم للمناسك وبعده، وتوفير البيئة الصحية والحيز للتباعد الآمن لمساكن الحجاج، وفي المشاعر المقدسة، وفي الحرم المكي الشريف حيث أُعلن لاحقا عن بروتوكولات صحية عالية فمن حيث الحافلات تحديد حافلة لكل مجموعة ورقم مقعد مخصص للحاج نفسه طوال رحلة الحج كاملة.

وكذلك قصر الطعام في المشاعر المقدسة على المغلف والمعد مسبقا، وتوفير مياه الشرب وزمزم بعبوات مخصصة ذات استخدام الواحد، وأن يكون عدد الحجاج لا يزيد على 10 حجاج لكل 50م2 مع الحفاظ على متر ونصف المتر على الأقل بين كل حاج والآخر، إضافة إلى بروتوكولات رمي الجمرات، ومراكز الحلاقة الرجالية، وفي الحرم المكي الشريف حيث يمنع لمس الكعبة المشرفة أو الحجر الأسود، وتطهير الكراسي والعربات المستخدمة بعد كل استخدام، إضافة إلى خدمات المراقبة والإبلاغ في المداخل للحرم المكي وفي المساكن.

بل ضرورة أن يوفر مقدمو الخدمات كل الإجراءات الصحية للعمالة والموظفين وعلى أعلى مستوى مثل: توفير أدوات الوقاية الشخصية ولبس الكمامات وغطاء الرأس واللباس الواقي.

أضف إلى ذلك الخدمات الصحية في المستشفيات في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، وخدمات أمن الطرق والمرور، ومحاذير صارمة لمنع دخول من ليس لديهم تصريح للمشاعر المقدسة بغرامة تصل إلى 10 آلاف ريال، وعمل الخطط لإدارة سير الحافلات، حيث أكد الأمير عبدالعزيز بن سعود وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا خلال اجتماعه مع قيادات القطاعات الأمنية وقادة الحج ما صدر من توجيهات كريمة من خادم الحرميين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، باتخاذ كل الإجراءات الاحترازية للمحافظة على سلامة الحجاج وتيسير أدائهم للمناسك بأمن وأمان.

وعلى الرغم من عدم الإعلان عن الجهة المنظمة لحج هذا العام 1441هـ هل هي مؤسسات الطوافة ممثلة في الهيئة التنسيقية لمؤسسات أرباب الطوائف فتحظى جميعها بشرف الخدمة أم هي مؤسسة استثنائية واحدة أم المجلس التنسيقي لحجاج الداخل وشركاته؛ على اعتبار أن المعنيين هم حجاج الداخل - خاصة أن خدماتهم عادة خدمات VIP - وهو ما يتطلبه حج هذا العام ببرتوكولات صحية دقيقة؛ إلا أن الأكثر أهمية هو ثقتنا الكبيرة بمعالي وزير الحج والعمرة الكتور محمد صالح بنتن ومعاضدة معالي النائب الدكتور عبدالفتاح مشاط، والتنسيق والتكامل مع كل القطاعات المعنية بخدمة حجاج بيت الله الحرام لإنجاح حج هذا العام وبخطوات وشعار (بِسَلَامٍ آمِنِينَ).