خليل الشريف

افعل الخير تلق الخير

الاثنين - 13 يوليو 2020

Mon - 13 Jul 2020

مما لا شك فيه أن الحياة تقوم على قوانين ومبادئ عديدة، من أهمها أن الحياة تعطيك دائما ما تقدمه، فالحياة في غالب أحيانها دين ورد، ما تأخذه سوف سيؤخذ منك يوما ما، وما تقدمه سوف يرد إليك.

كل تصرف تقدم عليه وكل قرار تتخذه وكل شيء تفعله يؤثر تأثيرا مباشرا عليك وعلى من حولك، وسوف تحصده لا محالة.

إن كنت أنانيا مستغلا فسوف يرتد هذا عليك سلبا، أما إن كنت بصفة عامة محبا ومعنيا بالآخرين فسوف تحصل على أجرك ليس في الآخرة فحسب بل هنا والآن. وكما يقول جون سي ماكسويل «لا يمكن أن تنير طريق أحدهم دون أن تنير طريقك في الوقت نفسه». عالم السخي يكبر ويكبر، وعالم الشحيح يصغر ويصغر، وفي الحقيقة تصدق الحكمة التي تقول «قيمة المرء لا تقدر بما يتلقاه، ولكن بما يقدم ويبذل».

قد يظن البعض أن عليه أن يفيد الآخرين بأشياء قيمة وكبيرة، وهذا اعتقاد خاطئ يجعل البعض يتقاعس عن تقديم أمور لا حصر لها مما يجعل الناس أكثر بهجة وأكثر ثقة في أنفسهم. يكفي أن تقدم عبارة طيبة، أو أن تعزز قيمة نبيلة في إنسان، أو تشيد بمهارة لفرد، يكفي أن تدخل السرور لقلب مهموم، أو تربت على كتف مصاب، يكفي أن تبتسم في وجه زميلك عند الصباح، يكفي هذا كله أو بعضه حتى تكون إنسانا معنيا بالآخرين.

لقد أدرك هذه الحقيقة مارتن لوثر كينج حين قال «كل إنسان يستطيع أن يكون عظيما لأن كل إنسان يستطيع خدمة الآخرين، ليس عليك أن تكون صاحب درجة جامعية لتتمكن من خدمة الآخرين، ليس عليك أن تعرف أحدث النظريات الفيزيائية لتتمكن من خدمة الآخرين، إنك بحاجة فقط لقلب مليء بالفضيلة والرحمة وروح تشع بالحب».

سنكون على حق إذا قلنا إن حياتنا ستكون مليئة بالخير إذا فعلنا دوما الخير للآخرين، وفي الختام تذكر دائما الحكمة التي تقول «لا شيء يخلصنا من المصائب كالخير الذي نفعله».