الحج لمن هم أقل من 65 عاما.. واستبعاد مصابي الأمراض المزمنة

خطط استثنائية تشمل حجرا صحيا للحجاج قبل وبعد أداء المناسك
خطط استثنائية تشمل حجرا صحيا للحجاج قبل وبعد أداء المناسك

الثلاثاء - 23 يونيو 2020

Tue - 23 Jun 2020

محمد بنتن متحدثا خلال المؤتمر الصحفي أمس               (مكة)
محمد بنتن متحدثا خلال المؤتمر الصحفي أمس (مكة)
يتاح أداء فريضة حج هذا العام لأعداد محدودة من مختلف الجنسيات المقيمة داخل المملكة لمن هم أقل من 65 عاما ويستبعد المصابون بالأمراض المزمنة، كما سيجري إخضاع جميع الحجاج للحجر المنزلي بعد انتهاء الحج.

وشددت وزارتا الحج والعمرة والصحة على اتخاذ إجراءات مشددة لمتابعة الحجاج، تبدأ من قبل وصولهم إلى المشاعر المقدسة، حيث ستؤخذ الفحوص لهم للتأكد من عدم إصابتهم بفيروس كورونا المستجد، وهذا يشمل جميع القائمين على خدمتهم من الممارسين الصحيين ورجال الأمن والعاملين في المشاعر.

وأكد وزير الحج والعمرة، الدكتور محمد بنتن، إعداد خطط تنفيذية استثنائية لتنظيم موسم حج هذا العام، مراعيا فيها المتطلبات الطبية، بدءا من العزل الصحي للحجاج قبل أدائهم مناسك الحج وبعده، وتوفير البيئة الصحية، والحيز المطلوب للتباعد الآمن لأماكن سكن الحجاج وأماكن وجودهم في المشاعر المقدسة.

وقال خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة أمس عبر تقنية الاتصال المرئي: المملكة تتشرف في كل عام بخدمة الملايين من ضيوف الرحمن، وتعمل على تسهيل وتيسير كل السبل والإجراءات لعموم المسلمين من مختلف الجنسيات لتمكينهم من أداء مناسك الحج والعمرة وتقديم أفضل الخدمات لهم تنظيميا وصحيا وأمنيا بمتابعة من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين لمسيرة الحج ومسيرة ضيوف الرحمن أثناء وجودهم في المشاعر.

تباعد اجتماعي

وأضاف بنتن «تشرفت المملكة باستضافة أكثر من 150 مليون حاج ومعتمر خلال السنوات العشر الماضية. وجميعنا يدرك ما يشهده العالم من تفش للفيروس بنحو 180 دولة على مستوى العالم. وأوضحت وزارة الصحة في المملكة أن أخطار هذه الجائحة لاتزال مستمرة نظرا لعدم توفر اللقاح والعلاج للمصابين بالفيروس حتى الآن».

واستطرد: إنه في ظل استمرار هذه الجائحة وارتفاع معدلات الإصابات عالميا وسهولة تفشي العدوى ولصعوبة التنقل بين دول العالم للوصول إلى المملكة وللحفاظ على الأمن الصحي العالمي فقد تقرر إقامة حج هذا العام 1441هـ لأعداد محدودة جدا لأداء مناسك الحج من مختلف الجنسيات الموجودين والمقيمين في المملكة، وتمكينهم من أداء الركن الخامس من أركان الإسلام بشكل آمن صحي، وبما يحقق التباعد الاجتماعي اللازم لضمان سلامة الإنسان وحمايته.

وأوضح أنه من منطلق حرص المملكة على سلامة النفس البشرية من هذه الجائحة التي تعد أحد المهددات والتحديات لتنظيم حج هذا العام وحفظ النفس البشرية هو العامل الأول الذي على ضوئه تم العمل على إعداد خطط تنفيذية استثنائية لتنظيم موسم الحج، مراعيا فيها المتطلبات الطبية، بدءا من العزل الصحي للحجاج قبل أدائهم مناسك الحج وبعده، وتوفير البيئة الصحية، والحيز المطلوب للتباعد الآمن لأماكن سكن الحجاج وأماكن وجودهم في المشاعر المقدسة، وإعداد خطط التفويج للمسجد الحرام، وجميع مراحل المناسك، بما يضمن الالتزام بالمعايير التي حددتها وزارة الصحة، إضافة إلى تطبيق أعلى المعايير العالمية الخاصة بالتغذية.

وأشار إلى الاعتماد على الأدوات والحلول التقنية لدعم تطبيق الإجراءات الاحترازية بشكل مقنن ومتقن، وسيعمل على تنفيذ هذه الخطط كوادر بشرية مؤهلة ومدربة من الجهات الحكومية المشاركة كافة، وفي مقدمتها وزارتا الداخلية والصحة.

وأكد أن حكومة خادم الحرمين الشريفين تتشرف بخدمة ملايين الحجاج والمعتمرين، مبينا أن قرار إقامة حج هذا العام بأعداد محدودة يأتي من حرص المملكة الدائم على قاصدي الحرمين الشريفين، سائلا الله أن يحمي دول العالم من هذه الجائحة، وأن يحفظ الإنسانية من كل مكروه.

صحة الحجاج أولا

من جانبه أكد وزير الصحة أن الله وهب هذه البلاد نعمة وجود الحرمين الشريفين، وما تحمله حكومة خادم الحرمين الشريفين من أمانة للمحافظة على أمن وسلامة قاصدي بيت الله الحرام جعل قرار حج هذا العام بأعداد محدودة أمرا لا بد منه، انطلاقا من الواجب الشرعي والإنساني، مبينا أن الجميع يعلم أن فيروس كورونا الذي ابتليت به البشرية في جميع أنحاء العالم ما زال يسجل أرقاما مرتفعة في عدد من الدول، حيث وصل مجموع الأشخاص المسجلة إصابتهم به إلى 8 ملايين شخص في 188 دولة.

توفيق الربيعة خلال المؤتمر الصحفي المشترك   (مكة)
توفيق الربيعة خلال المؤتمر الصحفي المشترك (مكة)



وأوضح أنه على الرغم من الجهود الدولية المتسارعة لإيجاد لقاح أو علاج ما زالت بدون نتيجة حتى الآن، والدراسات التي وصلت إلى مراحل متقدمة للقاح تحتاج إلى أشهر عدة لحين إنتاج هذا اللقاح وتوزيعه على العالم، فيما ما زال يصنف على أنه «جائحة عالمية»، وبسبب ذلك شدد كثير من الدول الاحترازات الصحية، وبناء على ذلك وحرصا من المملكة على سلامة المسلمين حول العالم، وبناء على الخبرات المتراكمة التي علمتنا أن أكبر تحد هو مواجهة مرض معد يشوبه الغموض، وليس له علاج أو لقاح، فقد قرر اتخاذ هذا القرار.

الحج بأمان

وجدد الربيعة التأكيد على أن المملكة التي وضعت صحة الإنسان أولا وعملت على ذلك ستواصل جهودها المبنية منذ سنوات طويلة على المحافظة على الأمن الصحي العالمي.

وأكد وزير الحج في معرض رده على أسئلة الصحفيين «عن بعد» أن المملكة تولي اهتماما بحجاج بيت الله الحرام، وأن قرار إقامة حج هذا العام بأعداد محدودة لمختلف الجنسيات من الموجودين داخل المملكة جاء نظرا لما يشهده العالم من تفش الفيروس.

وقال «الحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام، وشرف الله المملكة بخدمة ضيوف الرحمن والعناية بهم، وعمارة الحرمين الشريفين، وتهيئة المشاعر المقدسة بغية تمكين المسلمين من مختلف أنحاء العام من أداء هذه الشعيرة».

وبين بنتن أنه جرى تحديد الإجراءات الاحترازية والوقائية والضوابط المطلوب اتباعها لتنظيم حج آمن. وجرى العمل على وضع الخطط التنفيذية من خلال لجنة الحج العليا التي استوفت مختلف المتطلبات، بما يسمح بأداء فريضة الحج بأمان وسلامة.

متابعة يومية

من جانبه أوضح الربيعة أن الإجراءات الصحية التي اتبعت لضمان سلامة موسم الحج هذا العام تعود إلى مقتضيات الوضع الصحي على مستوى العالم، كذلك الخبرات المتراكمة لقطاعات الدولة صحيا وأمنيا وتنظيميا مع الحشود خلال المواسم المتتالية، مشيرا إلى أن الصحة بفضل تجاربها مع جموع الحجيج حققت نجاحات في حماية الحجاج من الأوبئة والأمراض.

وقال «في هذا العام نحن أمام تحد جديد، لذا اتبعنا مجموعة من الإجراءات الصحية المهمة، أولها فحص جميع الحجاج لضمان سلامتهم قبل بداية الحج مباشرة، وكذلك فحص العاملين الذين سيشرفون على صحتهم وأمنهم، كذلك خلال فترة الحج سيتابعون صحيا بشكل يومي، وستطبق جميع إجراءات التباعد الاجتماعي، والاحترازات التي تضمن سلامتهم وسلامة جميع العاملين، كما ستكون المنشآت الصحية المجهزة في خدمتهم على مدار الساعة، وبعد انتهاء الحج مباشرة سوف يحجر على جميع الحجاج حجرا منزليا لضمان سلامتهم وعدم انتشار أي وباء.

خطط وإجراءات

وفيما يتعلق بالخطط والإجراءات التي تطبقها وزارة الحج مع الجهات الصحية في المملكة لضمان سلامة ضيوف الرحمن، أكد بنتن أن الخطط التنفيذية الاستثنائية لحج هذا العام شارك على تنفيذها الجهات الحكومية المعنية بتفاصيل دقيقة لما قبل وصول الحجاج للتأكد من الاشتراطات التى حددتها وزارة الصحة، وعند وصولهم، وأخرى خاصة بمراحل التفويج، سواء في المسجد الحرام أو في المشاعر المقدسة خلال مراحل أداء النسك، مع الالتزام الكامل بالاشتراطات والضوابط الصحية التى حددتها الصحة، وهي خطة تنفيذية دقيقة، واصفا إياها بـ»برنامج مخصص لكل حاج سيؤدي فريضة الحج هذا العام».

وعن إمكانية منح بعض الاستثناءات لحجاج بعض الدول، قال وزير الحج» لن يكون هناك حجاج من خارج المملكة».

وقال «نعرف أخطار الفيروس، ومعظم دول العالم مغلقة الآن، وحتى فترة الحج، وسيتاح الحج وفق ما حددته وزارة الصحة من معايير لضمان سلامة الحج والحجاج».

وتوقع أن تكون أعداد الحجاج وفق ما تقرر قليلة ومحددة جدا لضمان سلامة ضيوف الرحمن، وأن المحدد لذلك هو الشروط الصحية والإجراءات الواجب اتباعها، مشيرا إلى أن تحديد العدد سيكون على ضوء التعاون المستمر مع البعثات الدبلوماسية في المملكة ومكاتب شؤون الحجاج لمعرفة أعداد الإخوة المقيمين في المملكة ممن تنطبق عليهم الشروط المحددة من وزارة الصحة.

أبرز مضامين المؤتمر الصحفي:


  • إعداد خطط التفويج للمسجد الحرام، وجميع مراحل المناسك، بما يضمن الالتزام بمعايير الصحة

  • تطبيق أعلى المعايير العالمية الخاصة بالتغذية

  • تجهيز طواقم طبية ترافق الحجاج في جميع مناسكهم

  • سيارات إسعاف بطواقم إسعافية

  • تخصيص مستشفى بكامل أقسامه تحسبا لأي طارئ، ومركز صحي في مشعر عرفات

  • حلول تقنية لدعم تطبيق الإجراءات الاحترازية بشكل مقنن ومتقن

  • لا استثناءات لحجاج من خارج المملكة

  • تطوير ضوابط صحية تطبق للمرة الأولى في موسم الحج