إيران تصنع قطيعة بين أوروبا وأمريكا

تقرير مخابراتي يكشف تفاصيل «تحالف الشر» بين طهران وكوريا الشمالية النظام الإيراني يرتكز اقتصاديا على الصين ويستقوي بها ضد أمريكا الشركات اليابانية والكورية الجنوبية خافت على مصالحها وهربت خامنئي يدعم نظام مادورو ويحتفظ بعلاقات سرية مع الجيش في فنزويلا الأرجنتين لا تنسى التفجيرات الإرهابية للحرس الثوري وحزب الله الإرهابي
تقرير مخابراتي يكشف تفاصيل «تحالف الشر» بين طهران وكوريا الشمالية النظام الإيراني يرتكز اقتصاديا على الصين ويستقوي بها ضد أمريكا الشركات اليابانية والكورية الجنوبية خافت على مصالحها وهربت خامنئي يدعم نظام مادورو ويحتفظ بعلاقات سرية مع الجيش في فنزويلا الأرجنتين لا تنسى التفجيرات الإرهابية للحرس الثوري وحزب الله الإرهابي

الاثنين - 22 يونيو 2020

Mon - 22 Jun 2020

فيما يعمل النظام الإيراني بكل ما أوتي من قوة على صناعة قطيعة كبيرة بين دول أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، وتوسيع هوة الخلافات بينهما، فإنه يعتمد بشكل كبير على «حليف الشر» المتمثل في كوريا الشمالية، بعدما أدت رغبتهما المشتركة في الدمار والقتل وامتلاك الأسلحة النووية في شراكة استراتيجية تستفز العالم.

يكشف تقرير لجنة الدفاع الوطني للسنة المالية 2020 المقدم من مدير المخابرات الوطنية إلى الكونجرس، حول تمويل طهران للفصائل المسلحة الإقليمية والجماعات الإرهابية في العالم تفاصيل جديدة ومهمة، عن علاقات النظام الإيراني المشبوهة في دول شرق آسيا، وخصوصا الصين واليابان وكوريا الجنوبية، ويضع النقاط فوق الحروف في علاقة طهران مع أمريكا اللاتينية في ظل التقارب الكبير مع فنزويلا والعداء الشديد مع الأرجنتين، ويكشف محاولات التمديد الإيراني إلى بعض دول أفريقيا.

أوروبا

تركز السياسة الخارجية الإيرانية على محاولة توسيع هوة الخلافات بين الدول الأوروبية وإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، حيث تميل دول الاتحاد الأوروبي إلى الإبقاء على الصفقة النووية الإيرانية التي وقعت قبل 5 سنوات، والحفاظ على خطة العمل المشتركة من خلال تزويد طهران بالمنافع الاقتصادية للاتفاقية.

ورغم التوجه الرسمي للاتحاد الأوربي بالإبقاء على المساعدات الاقتصادية لطهران، إلا أن الشركات الأوروبية أوقفت إلى حد كبير المعاملات مع إيران حتى لا تتعرض أعمالها للخطر في ظل العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة.

وأثناء انتقاد تصرفات إيران الاستفزازية في الخليج والعراق وأماكن أخرى، يحث القادة الأوروبيون إدارة ترمب على البحث عن حل سياسي للتوترات بين الولايات المتحدة وإيران، لكنها انتقدت في الوقت نفسه تصرفت نظام الملالي، ومؤامراته المتواصلة داخل أراضيها.

وأدت الاغتيالات الإيرانية في أوروبا إلى تعطيل العلاقات بين إيران وأوروبا لفترة طويلة، خلال التسعينيات، لم يكن للولايات المتحدة حوار مع إيران على الإطلاق، في حين حافظت دول الاتحاد الأوروبي على سياسة «الحوار النقدي» ورفضت الانضمام إلى حظر التجارة والاستثمار الأمريكي لعام 1995 على إيران.

الصين

تتباين علاقات إيران مع دول شرق آسيا، فالصين تعد حليفا قويا لطهران، ترتكز عليها اقتصاديا، وتستقوي بها على أمريكا، فهي عضو دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وطرف في خطة العمل الشاملة المشتركة، وأكبر عميل للنفط ومستثمر مهم لطهران.

وخلال مداولات مجلس الأمن الدولي بشأن إيران في الفترة 2006-2013، عارضت الصين فرض العقوبات على إيران، لكنها امتثلت في النهاية للعقوبات الأمريكية، وعارضت من جديد انسحاب أمريكا من خطة العمل المشتركة، واستمرت في شراء النفط الإيراني، وأصبحت مستثمرا رئيسيا في إيران تماشيا مع رؤية الرئيس الصيني شي جين بينغ لممر للطاقة والنقل يمتد في جميع أنحاء أوراسيا.

وتورطت الصين بتزويد إيران بأسلحة تقليدية متطورة، بما في ذلك زوارق دورية سريعة مسلحة بقذائف كروز يستخدمها الحرس الثوري الإيراني في الخليج العرب، وصواريخ مضادة للسفن، وأنظمة توجيه الصواريخ الباليستية، وغيرها من التقنيات المتعلقة بأسلحة الدمار الشامل، وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على عدد من الكيانات التي تتخذ من الصين مقرا لها بزعم أنها تزود إيران بصواريخ وبرامج أسلحة نووية وتقليدية.

اليابان وكوريا الجنوبية

ظل الاهتمام الأساسي لإيران باليابان وكوريا الجنوبية يتركز على الاستمرار في بيع النفط ومنتجات الطاقة الأخرى لكلا البلدين، ورغم ذلك فإن الشركات اليابانية والكورية الجنوبية لم تكن مستعدة للمخاطرة بمواقعها في السوق الأمريكية من خلال انتهاك أي عقوبات على طهران، وغادرت السوق الإيرانية بعد إعادة فرض العقوبات الثانوية الأمريكية عام 2018.

توقف كلا البلدين عن استيراد النفط الإيراني بعد أن قررت أمريكا تصفير واردات النفط الإيراني، وزار رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي طهران في أواخر يونيو 2019، وسط تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وإيران، وسعت الزيارة التي تعد الأولى من نوعها لزعيم ياباني، إلى تخفيف التوترات بين الولايات المتحدة وطهران، لكن لم يتم الإعلان عن أي تقدم، وأعقب ذلك زيارة إلى اليابان قام بها الرئيس الإيراني روحاني في أواخر ديسمبر 2019، لكنها فشلت مرة أخرى في الحد من التوترات بمنطقة الخليج.

وقام رئيس كوريا الجنوبية آنذاك جيون هاي بارك بزيارة إلى طهران في مايو 2016، بعد أشهر قليلة من بدء تطبيق خطة العمل الشاملة المشتركة، في أول جولة لإيران يقوم بها رئيس كوري جنوبي منذ عام 1962.

وقع الجانبان على عدد من الاتفاقيات في مجالات النفط والغاز والسكك الحديدية والسياحة والتكنولوجيا، واتفقت على إعادة الرحلات الجوية المباشرة بين طهران وسيول. لكن تم تعليق هذه المشاريع الاقتصادية عندما انسحبت إدارة ترمب من خطة العمل المشتركة وأعادت فرض جميع العقوبات الأمريكية على إيران في 2018.

كوريا الشمالية

تتشابه إيران مع كوريا الشمالية في أشياء كثيرة، وينظر المجتمع الدولي للاثنين بشكل مستمر على أن هناك «مواءمة» بينهما كدولتين مارقتين، تخضعان لعقوبات دولية واسعة النطاق.

وتعد كوريا الشمالية واحدة من الدول القليلة التي تربط إيران علاقات عسكرية رسمية معها، ويتعاون البلدان في مجموعة واسعة من المشاريع العسكرية والمتعلقة بأسلحة الدمار الشامل، وخاصة تطوير تكنولوجيا الصواريخ الباليستية، وأكدت الوثائق أن كوريا زودت طهران بغواصات صغيرة وأسلحة تقليدية أخرى.

ولم تتعهد كوريا الشمالية في أي وقت بالالتزام بالعقوبات الدولية ضد إيران، لكن اقتصادها صغير للغاية بحيث لا يمكنه مساعدة النظام الإيراني بشكل كبير.

فنزويلا

أقامت إيران علاقات مع العديد من القادة في أمريكا اللاتينية، وخاصة أولئك الذين لديهم علاقات متوترة مع الولايات المتحدة، وهناك عناصر من الحرس الثوري الإيراني وأعضاء من حزب الله الإرهابي في أمريكا اللاتينية يمكن أن يشنوا هجمات إرهابية هناك، حيث أكد بعض المسؤولين الأمريكيين أن أنشطة طهران ووكلاءها في أمريكا اللاتينية تشمل غسيل الأموال والاتجار بالمخدرات والسلع المقلدة.

اقرأ المزيد

الأكثر قراءة