أحمد صالح حلبي

الصحة بين كورونا ومرضى القلب

الخميس - 11 يونيو 2020

Thu - 11 Jun 2020

حينما أعلنت وزارة الصحة عن تسجيل أول حالة إصابة بفيروس كورونا لمواطن سعودي قادم من إيران عبر البحرين، تساءل البعض عن الكيفية التي سيكون عليها الوضع الصحي بالمملكة، خاصة أن الفيروس قد أثار قلق كثيرين في دول العالم منذ ظهوره أواخر العام الماضي في مدينة ووهان الصينية.

وخلال المؤتمر الصحفي الذي عقد في الرياض يوم 21 رجب 1441هـ، طمأن وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة الجميع بتأكيده أن «المملكة تتمتع بخبرات متراكمة وتجارب مميزة في التصدي للأوبئة والأمراض خلال مواسم الحج والعمرة»، مشيرا إلى أن الخدمات الصحية مستمرة في المستشفيات والمراكز الصحية ومتوفرة على مدار الساعة، لافتا إلى جاهزية كل المنشآت الصحية للتعامل مع أي تطورات للفيروس.

ونوه بتناغم وتكامل جهود كل القطاعات الحكومية ذات العلاقة للتصدي للفيروس، ليمحو بهذا ما كان يخشاه البعض من أن يؤدي التركيز على الفيروس ومتابعة حالاته ومكافحته إلى تقليص الخدمات داخل المستشفيات وتحول المرضى من المستشفيات الحكومية للخاصة.

وبرز تأكيد الربيعة بشكل فاعل في مكة المكرمة كإحدى المدن التي سجلت فيها حالات مرتفعة للفيروس، إلا أن خدماتها الصحية ظلت تسير بشكل اعتيادي، وهذا ما برز بوضوح داخل أروقة مركز القلب بمدينة الملك عبدالله الطبية، الذي يعتبر واحدا من أكبر مراكز القلب وأكثرها خبرة بالمملكة، إذ واصل تقديم خدماته بوجود كوادره الطبية وهيئته التمريضية، ليؤكد أن التميز الذي ناله بتقديم خدماته للمرضى من مختلف مناطق المملكة، وقاصدي البيت الحرام من معتمرين وحجاج.

ويزداد تميزا بمواصلة العمل في المحن والأزمات، فلم نسمع أو نقرأ عن تأجيل عملية قلب حتى انتهاء جائحة كورونا، لإيمان العاملين بأن هناك حالات لا يمكن تأجيلها، وليبقى سجلا مميزا بحالاته التي سجلت خلال موسم حج العام الماضي 1440 هـ، التي حملت إجراء 42 عملية قلب مفتوح و745 عملية قسطرة قلبية للحجاج.

وإن كانت الوزارة قد استطاعت أداء رسالتها المتمثلة في توفير خدماتها الصحية للجميع بقطاعاتها المختلفة، فإن هذه الخدمات لن تصل بشكل جيد ما لم يكن هناك التزام بالإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية المتخذة، ولنجعل شعار «خليك بالبيت» سلاحا قويا في القضاء على الفيروس والحد من انتشاره.

وليكن شعار «نعود بحذر» فعلا نؤديه لا قولا نردده، وليكن سلاحنا القوي التباعد الاجتماعي، فقد أظهرت الدراسات أن انتشار الفيروس من شخص لآخر يكون من خلال المخالطة اللصيقة، كما ينتشر عن طريق الرذاذ التنفسي المنطلق عندما يسعل المصاب بالفيروس أو يعطس أو يتحدث.

ونفعل مفهوم القدوة الأسرية للأبناء، متذكرين أن هناك إخوة لنا يعانون من أمراض مزمنة وأخرى طارئة تستلزم المعالجة السريعة والمتابعة الدائمة، وهم بحاجة لتعاون الجميع ليتمكنوا من استعادة صحتهم بشكل جيد، ولا يكون التعاون بشعارات تطلق بل بعمل يقدم، فصحة المجتمع وأفراده مسؤوليتنا جميعا.

[email protected]