الحويطي.. المهمة الأخيرة لـ"سفير العروبة"

الثلاثاء - 26 مايو 2020

Tue - 26 May 2020

لم يكن السفير السعودي حمود بن سمران الحويطي، والذي وافته المنية قبل أيام في العاصمة الصومالية مقديشو، استثناء في قيمه وأخلاقه التي أشاد بها مسؤولو وشعب الصومال، وهم ينعونه عبر حساباتهم في تويتر، إذ إن هذه الصفات النبيلة هي سمة الدبلوماسية السعودية ورجالها حول العالم.




الحويطي الذي وصل إلى مقديشو 2017م، في مهمته التي قدر أن تكون الأخيرة في حياته الحافلة بالعطاء، كان السعودي الأول الذي يرأس بعثة لجامعة الدول العربية في القارة الإفريقية، متوليا مهمة عروبية أصيلة مع الأشقاء في الصومال لإنجاز أول نسخة عربية للدستور الصومالي، والذي دشن في مارس 2019 بعد جهد كبير لمكتب جامعة الدول العربية في مقديشو، والذي يرأسه الحويطي.




ونعى أمين عام جامعة الدول العربية أحمدأبو الغيط الفقيد الحويطي، عبر بيان صدر عن الجامعة العربية أول أمس، معربا عن خالص تعازيه إلى أسرة الفقيد، وإلى الدبلوماسية السعودية التي كان ينتمي إليها الراحل قبل الحاقه للعمل بالجامعة العربية، واصفاً الفقيد بأنه "كان مثالا طيبا للدبلوماسي العربي النشيط المؤمن بقضايا أمته، حيث خدم بكل جهد وإخلاص منذ تعيينه في الصومال سواء لدعم جهود التنمية أو تحقيق مبادرة تعريب الدستور الصومالي الانتقالي، أو الإشراف على الأشكال المختلفة للدعم العربي الإنساني إلى الجهات المعنية في الصومال".




من جانبة عبر رئيس الوزراء في جمهورية الصومال الفيدرالية حسن علي خيري عن حزنه لفقدان الراحل، والذي وصفه بـ "السفير العروبي الوحدي" وقال: أقدم نيابة عن الشعب الصومالي وحكومته خالص التعازي لعائلة وأصدقاء الراحل السفير حمود بن سمران الحويطي، رئيس بعثة الجامعة العربية لدى الصومال، والذي وافته المنية في مقديشو. ونتقاسم الحزن مع مؤسسة الجامعة العربية لفقدان سفير عروبي وحدوي قدم خدمات جليلة للصومال وللجامعة.




وحملت منصة تويتر عشرات التغريدات التي تشيد بالفقيد، عبر حسابات مسؤولين ومواطنين صوماليين، واصفين الحويطي بأنه كان قريبا من الشعب ومتفاعلا مع قضاياه، مشيدين بأخلاقة وحسن تعامله مع الجميع.




الحويطي الذي ولد في الرياض عام 1964، ويحمل درجة البكالوريوس في القانون من جامعة الملك سعود، تدرج في العمل الدبلوماسي حتى وصل إلى مرتبة وزير مفوض، وعاصر خلال عمله في دول عدة الكثير من الأحداث، ومن بينها حوادث الاعتداء على السفارة السعودية في تركيا، والتي كتب له الله النجاة منها، فيما أودت بحياة أحد زملائه الدبلوماسيين.




توج السفير الحويطي حياته الحافلة بالعطاء الدبلوماسي بتلك المهمة العروبية الأصيلة، وهو يشارك أشقاءه أبناء الصومال هم الانتماء لأمتهم، ويعمل معهم على تحقيق الحلم الوحدوي، وينجح في إنجاز تلك المهمة العظيمة، قبل أن يودع الحياة في ذات المكان، وكأنه يجسد بروحه رابط الانتماء العربي للصومال.