أحمد صالح حلبي

لنفرح بالعيد

الخميس - 21 مايو 2020

Thu - 21 May 2020

اعتدنا مع نهاية شهر رمضان المبارك وقدوم عيد الفطر، أن نقلب بعضا من صفحات الماضي لنستقرئ ما تحمله من جمل وعبارات تذكرنا بمواقف وأحداث جميلة، منها بيت شعر لأبي الطيب المتنبي يقول فيه: عيد بأية حال عدت يا عيد / بما مضى أم بأمر فيك تجديد. ليذكرنا بقدوم العيد وفرحته.

ولم يكن أبوالطيب وحده من يجذبنا نحو العيد وأفراحه بشعره، فقد اعتدنا سماع كوكب الشرق أم كلثوم وهي تشدو بصوتها الشجي عبر الإذاعة والتلفزيون بأغنيتها الشهيرة:

يا ليلة العيد آنستينا/ وجددتي الأمل فينا. هلالك هل لعنينا/ فرحنا له وغينينا. وقلنا السعد حيجينا/ على قدومك يا ليلة العيد.

التي كتب كلماتها أحمد رامي، ولحنها رياض السنباطي، لتكون أغنية خالدة في الأذهان على مدى السنين والأزمان.

أما اليوم فإن عيدنا يبدو أنه قد جاء محملا بالألم نتيجة لجائحة كورونا التي أبعدتنا عن بعضنا، وجعلت من فرقتنا سلامة لنا، فأعادت لأذهاننا قصيدة «أي عيد هذا؟!!» لنزار قباني، التي يقول فيها «أي عيد هذا والحياة ما عادت كما كانت»، ليطرح علامات القسوة التي أصابتنا، ويوضح الفرق بين ما كنا وما أصبحنا عليه.

وبين قول المتنبي ونزار، نجد أن الإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا، المفروضة على التحركات خلال عيد الفطر المبارك هذا العام، وإن كانت تمثل صعوبة على البعض، خاصة أولئك الذين اعتادوا التجمع العائلي في هذه المناسبة السنوية، إلا أنها تمثل ضمانا آمنا للأسر والأفراد والمجتمع، وحصنا منيعا ضد انتشار الجائحة.

وقبل أن نتحدث عن المطالبة بتخفيف تلك القيود، علينا النظر نحو نتائجها المستقبلية، فهل ستكون إيجابية تحمي المجتمع، أم ستشكل ضررا عليه؟ خاصة أن هناك دولا قررت تخفيف إجراءاتها الاحترازية، لكنها اضطرت مرة أخرى لاتخاذ إجراءات جديدة، بعد أن رصدت زيادات في أعداد المرضى وحالات الوفاة، وهو ما حذر منه مدير منظمة الصحة العالمية لمنطقة أوروبا هانز كلوغ بقوله «ليس مناسبا تخفيف الإجراءات، بل هو وقت مضاعفة جهودنا الجماعية بمرتين أو ثلاث للتحرك باتجاه مكافحة الوباء بدعم كامل من المجتمع».

ومن يرى أن العيد مرتبط بالملابس الجديدة، وزيارة الأهل والأقارب، والتجول في الأسواق والحدائق فقد أخطأ، فعيد الفطر جاء بعد أداء فريضة الصوم وفيه فرضت زكاة الفطر، التي يجد فيها الفقير ما يوسع به على أهله من المأكل والمشرب في يوم العيد، وعلينا أن ندرك هذا، ونضع الصور الحقيقية للعيد، ولعل أجملها تلك المتمثلة في بر الوالدين بالدعاء لهما، والعمل على إدخال السرور عليهما بكلمة جميلة عبر اتصال هاتفي لمن كانوا بعيدين عنهما، امتثالا لقول الحق تبارك وتعالى «واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا».

ولا نتعجل الأحداث فالجميل قادم بإذن الله، وسنلتقي ونحتفل سويا بانتصارنا على هذه الجائحة.

[email protected]