نور عادل حكيم

الصيام لدى الفتيات والسيدات!

السبت - 09 مايو 2020

Sat - 09 May 2020

تخص هذه المقالة شريحة معينة من القراء كالفتيات والسيدات، وربما تفيد الآباء لزيادة وعيهم تجاه فتياتهم العزيزات، ومراعاة احتياجهن وتشجيعهن على تناول وجباتهن بانتظام في فترة الدورة الشهرية خلال شهر رمضان الكريم.

بسبب اختلاطي بالفتيات الجامعيات، شد انتباهي خجل كثير منهن في موضوع تناول الطعام في نهار رمضان في فترة دورتهن الشهرية، وإن كان من الآداب الإسلامية إخفاء تناول الطعام في الأماكن العامة، ولكن لا يمنع ذلك من التجاوب مع احتياج الجسم خلال هذه الفترة، بما أن الله عز وجل قد أجاز وأحل إفطار النساء أثناء الدورة الشهرية خلال شهر رمضان، وهو شرع رباني لا يدعو إلى الخجل أو العيب، وها هو العلم الآن يثبت ضرورة تغذية الجسم ومدّه بالسعرات المطلوبة خلال هذه الفترة ليتوافق مع أمر الله عز وجل.

تثبت الدراسات الحديثة أن جسم المرأة خلال الدورة الشهرية في أشد الحاجة للطاقة والمواد الغذائية، بل إن معدل الأيض أثناء الراحة يرتفع بنسبة تصل إلى 10%، مما يجعلها تحتاج إلى سعرات أكثر من المعتاد، والتي تتراوح ما بين 100 - 400 سعرة يوميا لتعويض الجسم.

بالإضافة إلى زيادة العمليات الحيوية والتوتر والتفاعل مع الآلام التي تواجهها المرأة خلال هذه الفترة، وبالتالي ضرورة استمرار تناول الوجبات الغذائية على مدار الساعة.

جسم الإنسان بارع وسريع التكيف والتجاوب مع العوامل الفيزيولوجية، فقد فسر بعض العلماء أن سبب ارتفاع الشهية لدى النساء، إنما هو تجاوب جسم المرأة لهذه الاحتياجات خلال هذه الفترة، أو بسبب تغيير مستوى الهرمونات التي من الممكن أن تبدأ من الفترة ما قبل الدورة الشهرية بأيام، والتي تحفز إفراز هرمون الشهية.

وقد لوحظ أن نسبة هذا الهرمون أعلى بكثير لدى السيدات اللاتي يعانين من اضطرابات ما قبل الطمث الاكتئابي، مما يؤدي إلى زيادة تناول الدهون والسكريات، وبالتالي يعرضهن لزيادة الوزن. ولكن عندما تمد المرأة جسمها بالماء والغذاء باعتدال وانتظام تستمر عملية الهضم وحركة الأمعاء بسهولة، ويستطيع الجسم التخلص من السموم بطريقة سلسة ويزيد سرعة تدفق الدم وتنشيط الدورة الدموية.

أما إذا منع الجسم من الطعام والماء لساعات طويلة وهذا ما يحدث لدى كثير من الفتيات الصغيرات، خاصة ذوات الأوزان الأقل من الطبيعي، فهذا يعرضهن لاضطرابات في الدورة. فقد أثبتت الدراسات السريرية أن النساء اللاتي يعانين من اضطرابات في الدورة الشهرية وانقطاع الطمث المرتبطة بممارسة الرياضة يعود سببها إلى انخفاض شديد في تناولهن للأطعمة والمشروبات في أوقاتها المناسبة، وحتى في حال عدم ممارسة الرياضة أو المجهود الجسدي لا يزال الجسم بحاجة إلى السوائل والسعرات الحرارية، ولا سيما وقت الاستذكار أو فترة زيادة التوتر والقلق, علما أن الدراسة أثبتت انخفاض الاضطرابات لدى السيدات عند تناولهن أغذية معتدلة، وإن كانت ذات سعرات حرارية منخفضة كالخضروات والمشروبات قليلة السعرات، مثبتة أن استمرار تناول الطعام والشراب أثناء الدورة الشهرية ولو بسعرات منخفضة لا يتعارض مع أهداف تخفيف الوزن.

لذا فإن سلوك بعض الفتيات أو السيدات في الامتناع عن تناول الطعام والشراب أثناء دورتهن الشهرية خجلا أو تماشيا مع نمط العائلة خلال أيام رمضان، قد يعرضهن للمضاعفات والآلام الشديدة - لا سمح الله.

ولتكن التغذية خلال هذه الفترة صحية ولو بوجبات بسيطة ذات سعرات حرارية غنية بالفيتامينات والمواد المضادة للأكسدة، كالمكسرات غير المملحة والتمر والألبان والفواكه الطازجة أو المجففة والشكولاته الداكنة، والابتعاد قدر الإمكان عن المنبهات والأغذية الغنية بالملح والزيت كالبطاطس الشيبس والمقليات، لمنع احتباس الأملاح والدهون في الجسم، التي تزيد حاجه الجسم للماء، والتي يمكن أن يصعب تغطية احتياجها.

وبهذا أدعوكن لتقبل هذه الظروف الاستثنائية التي نمر بها جميعا، وأن نأخذ برخصتنا الشرعية التي رخصها الله لنا، وأن نحافظ على صحتنا وصحة أجسادنا فهي أمانة لدينا.

DrNoorHakim@