خالد الحبشان

الدوري السعودي بين الإلغاء والاستمرار

الاثنين - 04 مايو 2020

Mon - 04 May 2020

في ظل جائحة كورونا وتأثيرها على جميع مرافق الحياة في جميع دول العالم والنشاطات بمختلف مجالاتها، ومنها المجال الرياضي، وحيث إن هذا الوباء لا يزال متسيدا المشهد العالمي، لسرعة انتشاره وما خلفه من أضرار صحية واقتصادية، أضرت بجميع الدول وخلقت أزمات مالية وخسائر فادحة في جميع الأسواق المالية، وإفلاس عديد من الشركات. ومعظم دول العالم في منع تجول، لتخفيف عدد الضحايا حتى أصبحت الحياة في معظم الدول أشبه بمدن أشباح بسبب توقف الحياة اليومية.

وكان للرياضة نصيب منها، فلقد تم تأجيل الدوري الإيطالي، والدوري الإسباني والفرنسي والألماني والإنجليزي، وبطولات أوروبا لكرة القدم ودوري أبطال أوروبا، والدوري الأوروبي، والتي أدت إلى تأجيل يورو 2020، والذي كان مزمعا عقده الصيف الحالي، مما حدا بالقائمين على البطولة لتأجيلها حتى عام 2021.

وتتكرر هذه السيناريوهات في جميع القارات، ويضع أمام مسؤوليها تحديات كبيرة مالية ولوجستية، أن هذه التأجيلات تحتم إعادة ترتيب جداول البطولات القارية، ويلقي هذا الخيار كابوسا لدى المنظمين الذين يسعون لمواءمة المباريات لأندية كرة القدم.

ونظرا للظروف القاهرة التي تمر بها جميع الدول، وبسبب تأجيل دورياتها وما قد يؤثر على مشاركاتها الأوروبية والتداخل الزمني بينها، وما قد ينتهي إليه الأمر أصبح لزاما على كل دولة دراسة الظروف والأوضاع وإصدار قرار بهذا الشأن.

لقد أعلنت رابطة المحترفين الفرنسيين في وقت سابق تتويج (باريس سان جريمان) ببطولة الدوري وتأهيل (مرسيليا) إلي دوري أبطال أوروبا مع (سان جيرمان)، بصفته صاحب المركز الثاني.

وعلى النقيض في الدوري الإسباني أعلن اتحاد كرة القدم عن تأجيل كل مباريات (الليجا) بسبب الأحدات إلى أجل غير مسمى بسبب انتشار وباء كورونا، ويسعى المسؤولون في الدوري الإسباني في استكمال مسابقة الدوري حتى لا تتعرض الأندية لخسائر فادحة بسبب إلغاء الموسم.

أما الحال في الدوري السعودي، فليس بمنأى عن هذه الأحداث العالمية، حيث أوقف الدوري حتى إشعار آخر.

وبلمحة تاريخية، فلقد تم إيقاف الدوري السعودي مرات عديدة تصل إلى سبع مرات، لأحداث مختلفة ما بين إلغاء واستنئاف. فالمرة الأولى كانت خلال نكسة 1967م، والتوقف الثاني بسبب تحسين أوضاع الأندية عام 1968، والثالث كان بسبب إعداد المنتخب السعودي للمشاركة في كأس الخليج لعام 1969، والتوقف الرابع عام 1976 لإعداد المنتخب السعودي للمشاركة في البطولات القارية، والخامس بسبب أحداث الحرم المكي عام 1980، والسادس بسبب حرب الخليج الثانية عام 1991.

وحيث عرفت القوة القاهرة في لائحة المسابقات بأنها أي حدث طارئ غير متوقع وخارج على الإرادة ويؤدي إلى إيقاف أو منع تعليق مباراة أو مسابقة. وحيث يعتبر الوضع الرهن في مثل هذا الحكم، وحيث نصت المادة 56 من لائحة المسابقات "بأنه يحق للاتحاد عدم إقامة أية مسابقة أو بطولة معتمدة في هذه اللائحة لأسباب يراها ضرورية ومقنعة مع المصلحة العامة".

وحيث لا يزال الوضع معلقا ما بين استئناف الدوري وإيقافه وتحديد ماهية البطل ووصيفه والاستعداد للعام المقبل، وحيث إن الدعم المالي للأندية من قبل وزارة الرياضة، إلا أن هناك بعض الالتزامات التعاقدية على الأندية من عقود رعاية ونقل بالإمكان معالجتها بعدة طرق قانونية مع الشركات المتعاقدة مع الأندية، كتمديد العقد تعويضا عن الموسم الحالي أو الوصول إلى تسوية مرضية بالأخذ بعين الاعتبار الظروف القاهرة.

ويمكن النظر في تتويج من حاز المراكز الأولى ببطولة الدوري لمختلف الدرجات، والاستعداد للدوري للموسم المقبل. فاستئناف الدوري يصبح صعبا في ظل التوقف والظروف الحالية، وسفر معظم محترفي الأندية لأوطانهم، مما يصبح معه استمرار الدوري يشكل صعوبة كبيرة، ناهيك عن الإجراءات الاحترازية التي تتبع قرار رفع منع التجول الجزئي أو الكلي.

وعدم التأخير في إصدار هذا القرار لكي تبدأ الأندية بإغلاق حساباتها الختامية، والاستعداد للموسم المقبل والبطولات الخارجية.