فواز عزيز

ما بعد تجربة التعليم «عن بعد»

السبت - 18 أبريل 2020

Sat - 18 Apr 2020

• جاء قرار وزارة التعليم بترحيل الطلاب إلى الصفوف التي تلي صفوفهم الحالية، كحل طارئ لأمر استثنائي، وكما قالت متحدثة التعليم العام بوزارة التعليم بأن: جائحة كورونا فرضت ظروفا استثنائية في اتخاذ القرارات التي تراعي المصلحة الوطنية، وبناء عليه تقرر نقل جميع الطلاب والطالبات إلى الصفوف التي تلي صفوفهم الحالية.

• انتهت مشكلة التعليم العام مع أزمة «كورونا» هذا العام، ولم يبق إلا أن تعكف وزارة التعليم على دراسة تجربة «التعليم الالكتروني» أو «التعليم عن بعد» بنجاحاتها وتحدياتها وإخفاقاتها، لنستفيد منها مستقبلا، رغم أنها تجربة استثنائية جاءت بلا تخطيط أو دراسة، لظرف عالمي لم يكن متوقعا أن يكون سببا في تغيير ملامح الحياة بكل تفاصيلها وفي كل مكان على هذا الكوكب، وأن يصيب الكرة الأرضية بشلل تام، ويعزل البشر عن بعضهم ليسلموا من هذا الوباء.

• في رأيي الشخصي، تجربة التعليم «عن بعد» أثمرت نجاحات جيدة وإخفاقات عديدة أو كشفت معوقات، وكلها مكاسب لقادم الأيام لتأسيس وتكوين قواعد وأسس قوية للتعليم الالكتروني، لتكون داعما إضافيا للتعليم وتطورا تقنيا للتعلم، وتبقى خطة جاهزة للأزمات الأخرى لا سمح الله بحدوثها.

• أين نجحت تجربة التعليم «عن بعد»؟

  1. لم تتوقف الدروس والحصص الدراسية رغم التعليق.

  2. تنوع قنوات تقديم الدروس من «افتراضية» و»فضائية»، فكان الوصول إليها سهلا لأغلب الطلاب.

  3. تقديم خدمات الكترونية عديدة في منظومة التعليم الموحد.

  4. المحتوى التعليمي كان متوفرا في قنوات «عين» منذ بداية الأزمة وتعليق الدراسة، بل وقبل ذلك.

  5. زيادة المحتوى التعليمي في قنوات «عين» بجهود المعلمين.


• أين أخفقت تجربة التعليم «عن بعد»؟


  1. ضبط الحضور الالكتروني كان ضعيفا أو معدوما، فاستمرار الدروس والحصص لا يعني حضور الطلاب الكترونيا.

  2. لم يكن لدى أغلب الطلاب خلفية عن قنوات «عين» وما فيها من محتوى تعليمي.

  3. الطالب لم يكن يعرف التعامل مع نظام «نور» المركزي الذي يفترض أنه موقع مهم للطالب وولي أمره والمعلم ومدرسته.

  4. كان الظاهر للعيان أن أغلب إدارات التعليم حرصت على تسجيل الحضور الالكتروني للمعلمين، أكثر من حرصها على إثراء المحتوى والتفاعل بين الطالب والمعلم.

  5. المحتوى التعليمي تقليدي لا يختلف عن أسلوب الفصل الدراسي «الممل» بالنسبة للطالب، فلم تكن الفصول بيئة جاذبة، ولن يكون التعليم الالكتروني جاذبا إذا كان نسخة عن الفصل الدراسي.

  6. أهم الحلقات المفقودة في التعليم الالكتروني كانت «القدرة على إقناع الطالب» بالحضور طواعية ورغبة منه، وهذا الأمر الذي لم تجد وزارة التعليم حلا له.

  7. لم تستطع وزارة التعليم إجراء الاختبارات «عن بعد»، مما يعني سهولة الإرسال إلى الطالب وصعوبة الاستقبال منه، وانعدام التفاعل بين المدرسة الالكترونية والطالب.

  8. لم تستطع وزارة التعليم معالجة الفوارق الفردية بين الطلاب بخصوص «توفر التقنية» وخدمة الانترنت.


(بين قوسين)

• وزارة التعليم نجحت في استخدام التعليم الالكتروني لتقدم الدروس، لكنها لم تتعامل معه كـ «تعليم عن بعد»، وتحتاج الوزارة أن تقتنع بذلك، لكي تعمل على بناء منظومة تعليمية الكترونية للسنوات المقبلة.

• ليس عيبا أن يعتري تجربة التعليم «عن بعد» بعض القصور والنقص والمعوقات، لأنها تجربة استثنائية في ظروف صعبة، لكن العيب أن نغض الطرف عن القصور والعيوب ونعتبرها ناجحة بكل المقاييس.

fwz14@