عبدالله المزهر

مختصر الأسبوع (10.4.20)

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الخميس - 09 أبريل 2020

Thu - 09 Apr 2020

أسبوع آخر من أسابيع كورونا، أتمنى أن أقول بأن ما تبقى أقل مما مضى، ولكني لست واثقا، مثلي في ذلك مثل بقية جيراني سكان الأرض، تجربة الحظر الكامل للتجول طوال الأربع وعشرين ساعة تجربة جديدة ومخيفة، أسأل الله أن تمر بسلام، وأن تعود الضحكات إلى الوجوه التي غادرتها.

ثم إن هذا ملخص ما كتبته في أسبوع مضى:

• هذه الفترة ستمضي حتما، وكنت سأقول لهؤلاء الذين لا يبالون بحياتهم ولا حياة الآخرين اجعلوا منها شيئا تذكرون في المستقبل أنكم ضحيتم من أجل تجاوزه، وأنكم شاركتم البشرية في كبح جماح هذا الوباء. لكني ترددت لأني وصلت إلى قناعة بأن هؤلاء قوم لا يكادون يفقهون حديثا.

• في الأزمات الكبرى والأوقات التي يحتاج فيها الناس إلى مد يد العون والمساعدة فرصة كبيرة للمشاركة ومساعدة الناس والحكومة والوطن. ومع أن هذه أصعب أزمة تمر علي منذ أن بدأت في ممارسة الحياة، إلا أن المشاركة المطلوبة مني هي أن أبقى في المنزل، تخيل أنك جندي في أكبر معركة يخوضها مجتمعك ووطنك والعالم ومهمتك الوحيدة التي يطلب منك تنفيذها هي أن تبقى في منزلك، تتنقل بين الصالة والمطبخ وغرفة النوم، مرتديا أكثر ملابسك راحة.

• إن ضاقت بك الدروب ووجدت نفسك عاجزا عن فعل شيء على أرض الواقع فاجتهد في إنشاء مجموعة ونصب نفسك واليا عليها وتلذذ بالسلطة التي لم تكن ستعرفها خارج هذا العالم الافتراضي. وأوصى الأعضاء أن يكتبوا «غادر المجموعة» على شاهد قبرك حين تموت وتنضم إلى المجموعة التي أصبحت تدرك حقيقة الحياة بكل وضوح.

• تنامى إلى علمي وجود مجموعات لدعم «التغريدات»، ينسق فيها للهجوم على أشخاص، أو لدعم آخرين. وهذا أكثر شيء وجدته لا يستساغ، لأني لازلت أستسخف ـ حتى هذه اللحظة ـ فكرة أن أكتب شيئا لمجرد أن أحدا طلب مني أن أفعل، أو أن أهاجم أو أدافع أو حتى البقاء في حراسة المرمى لمجرد أني فرد من القطيع الذي يجب عليه أن ينفذ تعليمات الراعي.

• لست متمسكا بفكرة أن الفن رسالة، يكفيني منه أن يكون ممتعا ويحترم عقلي كمشاهد، وإذا كانت فكرة هذا العمل (عيال صالح) هي عصابات تهريب وترويج المخدات، فإني مؤمن أن الفن الهابط له أيضا عصاباته التي تروجه وتؤذي به عقول الناس، تماما كما تفعل المخدرات، وكبار المنتجين في هذا المجال لا يقولون خطرا عن بابلو سكوبار شخصيا.

• مشكلة بعض المنتمين لعالم الفن الدرامي أنهم فيما يبدو أقل الناس متابعة لما يحدث في العالم وإلى أين وصل المخرجون والمنتجون، وأظن أنهم لا يتابعون سوى المسلسلات التي تعرضها القنوات التي تشتري أعمالهم. ولا يهمهم سوى سماع كلمة «بيعئد» ممن يبيعون عليه أعمالهم.

• بالنظر إلى نصف الكأس الخالي من الكورونا فإن الباعث على التفاؤل في هذه الأوقات هو أن منظمة الصحة كانت تكذب في بداية انتشار المرض، ومعلوماتها وتقاريرها كانت مضللة لكثير من دول العالم التي وثقت بها واتبعت إرشاداتها، ولذلك فلعل مبالغاتها الآن ـ بعد أن وقع الفيروس في الرأس ـ أيضا ليست حقيقية، وأن الوباء ليس بالشراسة التي تصورها هذه المنظمة الآن.

• بشكل عام، فإن العالم لو عاد كما كان بعد أن يتغلب على فايروس كورونا فإنه يستحق فيروسا أشد فتكا وأقوى تأثيرا، فايروسا يمكن أن ينتقل عبر التلفزيون ووسائل التواصل ويقتل مباشرة دون مقدمات. أما إن استفاد وتعلم وطهر نفسه من الشوائب فإنه سيكون مستحقا لحياة أفضل.

agrni@