أحمد صالح حلبي

أبطال الحج والعمرة

الخميس - 09 أبريل 2020

Thu - 09 Apr 2020

إن كنا كسبنا أبطالا في الصحة، فقد كسبنا آخرين أيضا في قطاعات أمنية وتجارية وخدمية، ومن بين من كسبناهم كأبطال وقفوا متحدين ضد فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، منسوبو وزارة الحج والعمرة الذين لم يركنوا للخوف والقلق، فواصلوا عطاءهم ليلا نهار لتمكين المعتمرين الذين لم تساعدهم الظروف على مغادرة المملكة.

وترجموا توجيهات خادم الحرمين الشريفين وولي عهد الأمين - حفظهما الله - إلى واقع عملي، عاملين على تأمين احتياجات نحو 1200 معتمر لم يستطيعوا العودة إلى بلدانهم، وسعت الوزارة بالتعاون مع وزارة الصحة في عزل هؤلاء المعتمرين بفنادق خاصة مصنفة بالخمس نجوم، مع توفير الوجبات الغذائية والخدمات الصحية والرعاية الاجتماعية على نفقة المملكة طوال فترة بقائهم، ومتابعة حالاتهم الصحية والنفسية بشكل مستمر مع وزارة الصحة، حتى جاءت اللحظة التي بدأ البعض منهم في مغادرة المملكة، فغادر يوم الأحد الماضي نحو 366 معتمرا من الجنسية التركية أراضي المملكة العربية السعودية عبر مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، في عملية تمت من خلال لجنة متابعة مغادرة المعتمرين الموجودين في المملكة برئاسة وزارة الحج والعمرة، وعضوية كل من وزارة الداخلية ووزارة الخارجية ووزارة الصحة، والهيئة العامة للطيران المدني وإدارة مطار الملك عبدالعزيز الدولي، للتأكد من جاهزية القطاعات التشغيلية بالمطار وفي شركة «تسهيل» ولإنهاء إجراءات السفر وفق المعايير الصحية.

وبرز حرص قيادتنا الحكيمة بالمعتمرين، الذين تخلفوا عن مواعيد سفرهم فصدر الأمر السامي الكريم بإعفاء المعتمرين المنتهية تأشيراتهم والمتأخرين عن المغادرة إلى بلدانهم في المدة النظامية، المسجلين في المنصة الالكترونية لوزارة الحج والعمرة، من الآثار القانونية والغرامات المالية المقررة نظاما المترتبة على التأخير عن المغادرة، والإعفاء من وضعهم في قائمة المرحلين «بصمة مرحل»، وتأمين عودتهم إلى بلدانهم، وذلك بإشراف اللجنة المعنية بمغادرة المعتمرين المتأخرين والراغبين في السفر، والذين بلغ عدد المسجلين منهم بمنصة وزارة الحج والعمرة نحو 3500 شخص، وفقا لما أوضحه معالي نائب الوزير.

وإن كان فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) قد شغل العالم بمتابعته بعد أن أصبح جائحة، فوضعت الدول إمكاناتها لتوفير الخدمات الصحية لمواطنيها، فإن المملكة العربية السعودية وبتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين حفظهما الله، عملت على توفير وتجنيد كل إمكاناتها وخدماتها الصحية للمواطنين والمقيمين، حريصة على أن تكون خادمة للعرب والمسلمين، والإنسانية جمعاء، فتعمل على نشر الدعوة الإسلامية، وبناء المراكز الإسلامية والتعليمية، وتقدم المساعدات المادية والعينية دعما للمتضررين، ونصرة لقضايا المسلمين، ملتزمة بالنهج القويم الذي رسمه قادتها منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله إلى وقتنا الحاضر .

[email protected]