سهام هلال

يدا بيد بالحب ندعم بعضنا ونتجاوز الأزمة

الثلاثاء - 07 أبريل 2020

Tue - 07 Apr 2020

رسالة وصلتني عبر سناب شات: (هذه الوردة لك يا سهام تشبه جمالك) مع صورة مرفقة، من صديقتي آلاء تلك الروح الداعمة التي ساندتني في الغربة، وأحببت مشاركة ما جال في خاطري إثرها.

العزل المنزلي قد يؤدي إلى العزلة الجسدية عن الآخرين، لكن لنتذكر أن التواصل مع الأحباب من الأهل والأصدقاء من خلال الهاتف والرسائل مطلب مهم خلال هذا الأزمة. فلا نعلم من يمر من أحبتنا بحالة ضيق أو قلق أو بوادر اكتئاب؛ قد يخفى علينا ذلك لأننا انعزلنا في منازلنا.

الدعم النفسي من خلال الفضفضة للأحبة، وتبادل الأحاديث الداعمة تعد من الحلول النفسية الفعالة للصحة النفسية. إدخال السرور على أحبتنا برسائل الود والتعبير عن الاشتياق فيها تجديد للمحبة وتخفيف من شعور الرتابة. العون بما يتضمنه من العون النفسي من الأهل والإخوة والأصدقاء يساند في تخفيف حدة الأزمة، وقد سأل الله موسى عليه السلام العون في قوله تعالى "واجعل لي وزيرا من أهلي، هارون أخي، اشدد به أزري، وأشركه في أمري، كي نسبحك كثيرا، ونذكرك كثيرا" سورة طه.

وقد أشار عالم النفس التحليلي إريك فروم إلى وجود حاجة أساسية يسعى البشر جميعا إلى إشباعها، وتعد مطلبا ضروريا وحتميا لبناء حياة صحية، وهي حاجة الإنسان إلى الاتصال بالبشر ممثلة كل طرق التعاون والحب والاهتمام، فهي القوة الكامنة خلف جميع مظاهر العلاقات الودية وكل ألوان المحبة.

انبثقت هذه الحاجة من شعور الإنسان بالوحدة والانفصال، وحيث إنه لا يقوى على البقاء كذلك لذا فهو يسعى باحثا عن روابط تربطه بالبشر من حوله.

إن المشاركة الإيجابية مع الآخرين تسمح للإنسان بتجاوز ذاته، فيشعر أنه يمتلك القوى الإيجابية التي تمكنه من المحبة المنتجة.

يستوجب الحب المنتج الاهتمام الطبيعي من خلال الأخذ والعطاء والمسؤولية والمعرفة لرغبات وعواطف الآخرين والاحترام لحقهم في النمو والتطور بما يكفل بقاء الاستقلالية لكافة الأطراف.

في الحب بصوره المتعددة يشعر الإنسان بإنسانيته ويجد الأمن الاجتماعي، حيث يقهر عجزه ووحدته معبرا عن قدراته العاطفية والعقلية. وقد أكدت دراسة لومبارد ومايو أن الأسماء الواردة في قوائم الغياب والشغب في مصانع الطائرات بكاليفورنيا كانت لأفراد فشلوا في إيجاد القبول والإحساس بالانتماء لجماعة داخل المصنع.

ولذا إيمانا بالحب المنتج المتضمن المسؤولية والانتماء للوطن والأحبة، حافظوا على العزل المنزلي مع إبقاء التواصل مع أحبتكم وتلمس حاجاتهم العاطفية والنفسية. وأبقوا حبال الود والانتماء داعمة.

بالحب المنتج تجاه أوطاننا وأحبتنا نتجاوز كل الأزمات وننطلق بإذن الله إلى الريادة. أذكركم أولا وأخيرا بتوثيق حبل الود مع خالق الكون جل في علاه.