عبدالله المزهر

تشابهت الفايروسات علينا..!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الثلاثاء - 31 مارس 2020

Tue - 31 Mar 2020

الحوثي عدو، هذا أمر لا مراء فيه، وعدو غبي أيضا وهذا أمر أعتقد أيضا أن عبدالملك الحوثي شخصيا لن يختلف معي حوله، وهو عدو تابع لا يملك قرار نفسه، لأنه لا يستطيع أن يتخذ قرارا مهما في هذه الحرب حتى لو أراد.

والصواريخ التي يطلقها بين الفنية والأخرى يعلم هو قبل غيره أنها لن تغير شيئا في المعادلة، وأن الهدف منها هو التكسب الإعلامي وتخفيف الضغط على صاحب مصنع الجهل والطائفية والإرهاب الذي يعمل لديه ويوزع منتجاته.

ولكني مع كل هذا أجد احتفاله وفرحته وسعادته بوصول صواريخه إلى الأراضي السعودية أمرا متفهما ومقبولا، من الطبيعي أن يحتفل لأنه من أطلق تلك الصواريخ، أو من يراد له أن يظهر وكأنه من أطلقها، وأتفهم محاولاته التشبث بأي شيء، وأن يكذب حول قدرة صواريخه، وأن يبالغ في الحديث عن الأثر الذي أحدثته أو حتى اختراع أثر لم يحدث من الأساس.

هذه طبيعة الأعداء وهذه ثقافة الحرب، في كل زمان ومكان، لكني أجد نفسي حائرا أمام احتفالات بعض الأشقاء بمثل هذه الأحداث، خاصة تلك الزغاريد التي تنطلق من العاصمة الحبيبة الدوحة مع كل صاروخ يتجه إلى السعودية، أشعر أن بعض المغردين المحسوبين على الدوحة يتعاملون مع تلك الصواريخ كما يتعامل ملاك الخيول مع خيولهم في السباقات، تكاد تسمع صراخهم التحفيزي من خلال كلماتهم أو تعليقاتهم أو حتى تغريداتهم في وسائل التواصل - اضطررت إلى استخدام ملاك الخيول كمثال لأني لم أسمع بعد بسباقات للحمير - وحين يفشل الصاروخ الحوثي - كالعادة - في إصابة أي هدف، تكاد ترى الحسرة بين أحرفهم، حتى وإن أخفوها، وكأنها حسرة مشجع أضاع فريقة ضربة جزاء في الوقت الضائع من المباراة النهائية.

العدو الصريح مهما كان خسيسا ونذلا إلا أنه موجود في ميدان القتال، يقاتل ويقتل ويتلقى الضربات ويحاول أن يردها، ويخدع ويفعل كل ما في وسعه، لكن الاحتفالات الطفولية التي تمارسها الشقيقة الصغرى من خلال أذرعها الإعلامية والمحسوبين عليها مثيرة للشفقة أكثر من أي شيء آخر.

وعلى أي حال..

في زمن كورونا لم أتوقع أني سأكتب عن أي شيء آخر، لأنه من يتحكم في كل الكوكب هذه الأيام التي نسأل الله أن يعجل برحيلها، ولكن الفايروسات تشابهت علينا ووجدت أني لم أبتعد كثيرا، فالفايروسات ملة واحدة، والحديث عن أي منهم يكفي لأن «الطارف سديد» كما يقال في الأمثال.

agrni@