علي المطوع

السعودية قمة العشرين

الاحد - 29 مارس 2020

Sun - 29 Mar 2020

كورونا شكلت بمآسيها المؤلمة الظرف الحياتي الجديد الذي عم الكرة الأرضية، وبات هذا الوباء وفيروسه العدو الأكبر للوجود الإنساني، وفي وقمة العشرين الأخيرة كانت هذه الجائحة متنها وهامشها، مستحوذة على الجانب الأكبر من الأجندة والنقاشات وما رشح عنها من جوانب صحية واقتصادية واجتماعية.

كسعوديين يجب أن نفخر ونفاخر ببلدنا، فالسعودية تمارس دورا رياديا يساهم في إرساء قواعد السلام بين الشعوب، خاصة في المنعطفات الحرجة التي تتطلب وعيا بالمرحلة وظروفها ومتطلباتها.

عندما ألقى خادم الحرمين الشريفين خطابه في القمة العشرينية الأخيرة، لا بد أن يستذكر السعودي العوامل التي صنعت من بلده أحد أكبر الاقتصاديات في العالم، وكيف كانت هذه الأرض وكيف أصبحت.

إن التحديات التي تواجه السعودية لا تقتصر على الجوانب الاقتصادية فحسب، فالشرق الأوسط خاصة بعد الربيع العربي أصبح بؤرة توتر غير مسبوقة، في السابق كانت إسرائيل تمثل منتهى إشكالات المنطقة، وحالات التوتر التي صنعت عدة حروب بينها وبين العرب، واليوم وبعد ما يعرف بالربيع العربي، المنطقة بأكملها تمر بمخاض عسير ليس على المستوى الأمني فقط، وإنما على كل المستويات الحياتية الأخرى، بدءا بلقمة العيش وانتهاء بالحالة الفكرية والثقافية التي صاحبت هذه الأزمات وما أفضت إليه من أحداث.

هذا النسق من الأحداث والمتغيرات جعل بلادنا دائما في مرمى قذائف الحاقدين والمشككين، والذين ما زالوا يمارسون حملاتهم الإعلامية المغرضة تجاه السعودية إنسانا وحكومة وتاريخا، فلا غرابة أن ترى القنوات الإعلامية المغرضة تضبط مشاعر أحقادها على توقيت هذه القمة، فتمارس نوعا من التضليل لم يعد ينطلي على أحد سوى الموتورين الحاقدين الذين آمنوا بأن مشاريعهم لن تتم إلا بزوال هذا الكيان وانكسار وحدته التي كانت وما زالت الصورة المثلى للوحدة الواحدة، والتي عجز كثير من المشاريع الفكرية في المنطقة العربية عن إنجاز مثل يستطيع مضاهاتها في النقلات الإنسانية والحضارية التي أعادت لإنسان الجزيرة العربية حضوره الفاعل والمؤثر داخل نظافة العربي والدولي، بعد أن غيبته وراء الاستقطابات في المنطقة وخارجها مئات السنين، وكذلك العنصرية التي بنيت على تفوق الإنسان المقابل له، لا لشيء إلا لكونه وبحكم البوصلة هو الشمال والجزيرة العربية بتاريخها وحضارتها وإنسانها تظل الجنوب، وما يترتب على هذا التصنيف البغيض من رجعية هنا، وتفوق وازدراء ينبعث من هناك!

قمة العشرين شاهد على مكانة السعودية وقدرتها على صناعة تاريخ مجيد يتخطى حدود الإقليم والمنطقة، ليصل صداه العالم، خاصة في هذا الظرف الدقيق الذي يستوجب من الجميع حكومات وشعوبا التصدي لهذا الوباء الخطير وجعله الأولوية القصوى للخروج من مأزقه، والعودة بالإنسانية إلى إنسانيتها وتعاطفها وتعاونها كمشترك ينبغي للجميع الانضواء تحت لوائه، والعمل وفق ما يقتضيه هذا المفهوم وهذا الشعور من أقوال وأفعال.

@alaseery2