سامية عاطي الطويرقي

أطفالنا حراس الصحة

الخميس - 26 مارس 2020

Thu - 26 Mar 2020

ما أشغلنا خلال الأيام الماضية وما زال يشغلنا هو كيف نشعر الأطفال بالأمان؟ في ظل أجواء مليئة بالتوتر والقلق حول فايروس كورونا وطرق الوقاية والعلاج، وكيف يمثل الإحساس بالطمأنينة الأساس في مقاومة أي مرض وعارض؟ إضافة إلى مجموعة من التوجيهات فيما يخص النظافة الشخصية وعدم مخالطة الآخرين، وهو ما يمكن أن يجده الطفل مربكا ومحيرا حتى يقوم الوالدان أو مقدمو الرعاية للأطفال بشرحه وتفسيره.

ووسط كل ذلك تأتي أهمية الحديث عن مدى حصانة الأطفال ضد فايروس كورونا، بحسب ما أظهرته آخر الأبحاث التي ما زالت تصدر كل يوم مستجدات، حيث أظهرت بعض الدراسات التي أجرتها المراكز الصينية لمكافحة الوباء، وبحسب دراسة شملت 44 ألف شخص أن نسبة الوفيات لدى الأطفال والمراهقين لم تزد على 0.2 %، مقابل 15 % لدى كبار السن ممن تخطوا الثمانين عاما، حسبما نشر في موقع بي سي سي في 9 مارس آذار 2020، كما نشرت لاحقا دراسات عدة تؤكد قلة أعداد الأطفال المصابين بفايروس كورونا، وقدرة أجهزتهم المناعية على مقاومة الفايروسات، وهو ما أكدته كذلك المحاضرة في كلية لندن الجامعية ناتالي ماكديرموت، التي تقول «إن للأطفال الذين تتجاوز أعمارهم 5 سنوات وللمراهقين أجهزة مناعة محفزة لمقاومة الفيروسات. فقد يصاب هؤلاء بالعدوى، ولكن المرض سيكون لديهم أخف وطأة أو قد لا تظهر عليهم أي أعراض البتة».

مما يعني أن أجسادهم الصغيرة تعمل بنظام مقاومة معين، وتشكل حماية إلى حد ما من الإصابة بالفايروس، وليس من نقل الفايروس، وهنا تكمن الخطورة.

المحافظة على سلامة جميع أفراد العائلة، فمنهم الكبير والمريض، مسؤولية كبيرة، ويوجب ذلك فرض بعض الطرق الملائمة للتعامل مع الأطفال، وهنا يأتي السؤال: كيف يمكن أن نشعر الأطفال بالأمان ونكون أيضا حذرين لعدم السماح للفايروس بالانتقال إلينا من خلالهم؟

ما رأيك لو منحت طفلك منصب (حارس الصحة في المنزل)، وتبدأ في إعطاء الطفل مجموعة من القوانين التي تنظم التعاملات داخل الأسرة، ليكون هو من يقوم بالمراقبة والمتابعة لجميع الموجودين بالمنزل، بمن فيهم الطفل نفسه، وهذا ما سيشعره بالسعادة ويحميه ويحمي أفراد الأسرة، دون أن يشعره بالعزلة أو الاستبعاد.

نعطى الطفل هذا الدور لكي نشعره بالأمان، ونساعد على تدريبه على تحمل بعض المسؤوليات، مما يساعد في بناء شخصية طفل مرن متفاعل مع كل ما يستجد في عالمه كفرد من المجتمع، إضافة إلى مساعدة أنفسنا على تخطي بعض المواقف بذكاء وحكمة، والاستفادة من كل محنة لتكون منحة، نتعلم ونعلم أطفالنا من خلالها، ودمتم بصحة وعافية.