عبدالحليم البراك

مع كورونا.. (اعمل معروف)!

الثلاثاء - 24 مارس 2020

Tue - 24 Mar 2020

من خلال انتشار الفيروس (كورونا) هل يمكننا أن نقول إنه حان الوقت لاختبار الوعي لدى الناس؟ ومن هذه الأبجدية هل نطلب من الناس أن (تعمل معروف) هذه الأيام؟

- تعلم أن تأخذ المعلومة من مصدر موثوق، لا لأنه ليس لك رأي، بل حتى يكون رأيك ذا مستند: موقع الوزارة أو موقع جامعة مرموقة عالميا، أو موقع عالمي محل مسؤولية، ومحل تقدير.

- (اعمل معروف) لا تروج للخرافيين الذي يستندون لظنيات، مثل مفيد فوزي الذي يقول إن مصر والهند لم تصابا بالفيروس، لأنهم هناك يضعون في الأكل الكركم الذي توجد فيه مادة الكورمنيوم، وأخيرا ما أكثر الإصابات في مصر، وتفشى الداء في الهند أيضا!

- لا تتضايق من الناس وهي تتبادل المعلومات عن هذا المرض بدعوى أنك عقلاني أو الملل من هذه الأخبار، فالناس تبحث عن الطمأنينة، وأفضل ما تقدمه للناس هي الطمأنينة، خاصة إن كان من يروج للمعلومة يذكرها بمصدرها، ويتحرى الحقيقة.

- إن أفضل ما يجب أن يحدث الآن هو الجمع بين الإيمان والعلم، فالعلم وحده لا يكفي لأن حقائق العلم قد تزرع القلق بسبب سيل الافتراضات والتوقعات المنطقية العلمية المحتملة، والإيمان وحده لا يكفي لأن الإيمان يعالج حالات القلب والإيمان والطمأنينة ولا يعالج ما يحدث في المختبرات.

- إن العقل وحده هو ما يجب يكون حاضرا هنا، فالعقل كفيل بترتيب الأمور الأخرى، وإبعاد الكذب والشائعات والهلع، كما أن التعقل أيضا (التعقل اصطناع العقل بالتأني والتفكير والتأمل، وعدم العجلة)، يقل من الحماقات وارتكاب الأخطاء القاتلة بحق الإنسان، ونشر الشائعات وسيادة الظن واختفاء اليقين.

- تحمل المسؤولية، فالمتاجر ذات الازدحام ولو لم تكن مما طلب منها الإغلاق، عليها مسؤولية التوعية والالتزام، ووضع ما يكفل حماية صحة الناس، وعدم رفع الأسعار، فما أسوأ مالا تكسبه من جيب مضطر، وخائف وقلق ومريض.

- أولئك المرابطون في الحدود والصحة والأمن وكل قطاعات الدولة والقطاع الخاص، محل تقديرنا نحن القابعين في بيوتنا نخاف المرض وهم يضحون من أجلنا، فالدعاء لا يكفي وما عند الله خير مما عندنا وأبقى.

أخيرا، ستبقى القيادة الحكيمة قائدة للتغيير والأزمة، وأفضل من يدير الأمور بحكمة وعقلانية وهدوء، فنسأل الله أن يكتب الأجر لكل من عمل على خير البلاد والعباد.