عبدالله زايد

فيروس كورونا وكذبة أبريل!

الأربعاء - 11 مارس 2020

Wed - 11 Mar 2020

كما هو واضح فإن المعلومات عن وقف وعزل فيروس كورونا، تكون في بعض الأحيان متباينة ومختلفة، حتى على مستويات رسمية وعلمية، فضلا عن دخول الاجتهادات الشخصية والخرافات والوصفات الشعبية على الخط، والتي لا تستند على أي تجربة ولا أي خبرات سابقة. وأسباب مثل هذا التباين معروفة، تنحصر في قلة المعلومات والأبحاث والحقائق العملية حول هذا الفيروس.

أسوق مثالا حول ما تردد أن فيروس كورونا سيختفي خلال فصل الصيف الذي هو على الأبواب، أو سيكون مع دخول شهر أبريل المقبل، حيث سارع الدكتور مايك ريان، المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ الصحية في منظمة صحة العالمية، بالنفي في تصريح لوسائل الإعلام جاء فيه «على الجميع الافتراض أن الفيروس سيظل يتمتع بالقدرة على الانتشار، وأنه من الخطأ الاعتقاد أنه سيكون موسميا ويختفي في الصيف مثل الإنفلونزا».

هناك بعض العلماء وقف على الحياد، فلم يؤكد انحسار الفيروس في الصيف أو ينف ذلك، مثل عالم الأوبئة في جامعة كولومبيا الدكتور ستيفن مورس، الذي قال «إن تحديد أبريل المقبل كإطار زمني لاختفاء الفيروس ربما يكون أشبه بالأمل والتمني أن يتشابه مع فيروسات الإنفلونزا الأخرى التي تتراجع حدتها في الصيف وتكون ذروتها في الشتاء، ولكننا لا نعلم مدى صحة هذا الأمر إلا في أبريل المقبل وعدم التعامل مع الفيروس باعتبار تأثره بالحرارة أمرا واقعا».

وهناك من هو متحمس ويؤكد أن فيروس كورنا مثله مثل الفيروسات الأخرى، ستقضي عليه حرارة الصيف وتحد منه، وهذا الرأي تبناه عدد من العلماء مثل البروفيسورة لينزي مار من جامعة فرجينيا، التي قالت «إننا نعلم أن بعض الفيروسات المرتبطة بالجهاز التنفسي تفقد قدرتها على إصابة الخلايا في ظروف دافئة أو تمتاز بالرطوبة المعتدلة، ولكنها تنتعش في الأجواء الباردة والجافة».

ولا ننسى تغريده للرئيس الأمريكي دونالد ترمب، الذي قال فيها إن هذا الفيروس سيختفي في أبريل بسبب ارتفاع درجات الحرارة، ودعم هذا التوجه بعض العلماء والمختصين والباحثين، ومنهم اختصاصي الأمراض المعدية في مركز جونز هوبكنز للأمن الصحي، الدكتور أميش أدالجا، الذي قال «إن فيروسات كورونا تحمل طابعا موسميا، نحن نعلم أن بعض الظروف البيئية تفضل انتقال الفيروسات، وأن الطقس البارد والرطوبة يؤثران في كل ذلك، هناك سبب وجيه للاعتقاد بأن هذا الفيروس سيكون له تلك الخاصية الموسمية». وما نشرته صحيفة تشاينا توداي الصينية على لسان الباحثة في الجمعية الطبية الصينية الدكتورة تانج تشين، التي قالت «إن فيروس كورونا يفقد نشاطه بشكل أكبر مع ارتفاع درجات الحرارة، والفيروس يفقد قوته كلما ارتفعت الحرارة».

إذن مع جهود الوقاية من هذا الفيروس والبحث المستمر لإيجاد علاج ومصل لمكافحته، فإن الجميع ينتظرون شهر أبريل المقبل، والأمل بأن لا تكون هذه هي كذبة أبريل الشهيرة. يبقى المبشر الحقيقي والأمل الواعد للبشرية متمثلا في كل مؤشرات انحسار الفيروس وتوقف نشاطه وتمدده، كما هو ملاحظ حتى في المواقع الموبوءة، مما يؤشر لنجاح حملات التوعية والعزل والحجر الصحي التي تنفذ على نطاق واسع. والانتظار الحقيقي هو لإيجاد علاج ومصل وقائي، تماما كما حدث مع كثير من الفيروسات الأخطر التي أوقفتها الأمصال التي زادت فعالية مناعة الإنسان.

@abdullahzayed