عبدالله المزهر

مختصر الأسبوع (28/2/20)

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الخميس - 27 فبراير 2020

Thu - 27 Feb 2020

هذا الأسبوع هو أسبوع المرحلة الثانية من كورونا، حيث وصل إلى واحدة من أفشل الدول في هذا الكوكب البائس، وهذا يعني أنه أصبح تقريبا خارج السيطرة، أحداث كثيرة في هذا الأسبوع أوضحت أن الفيروسات ليست أخطر شيء يمكن أن يواجهه الإنسان، وأن الغباء هو السلاح الأكثر فتكا بالبشرية.

ثم إن هذا ملخص أسبوع مضى:

- الجميع سيعرف الحقيقة يوما ما حين تخرج هذه الروح المهملة من الجسد، وسيعرفون أنها لم تكن مجرد «اسم» لشيء لا وجود له، لكن حتى ذلك الحين فإنه من الضروري أن نصرخ بأعلى صوتنا ونقول إن الحياة ليست مجرد ماديات فقط، وإن الإنسان لديه احتياجات كثيرة ومهمة لا يمكن الحصول عليها من تطبيق تسوق، أو من على رفوف المحلات، الصراخ في حد ذاته علاج جيد للتكيف مع الوضع والتأقلم حتى وإن لم يسمعنا أحد.

- يقلقني الفساد الروحي الذي يجتاح العالم، ليس لأني حريص على أن يكون الإنسان إنسانا، وأن يساعده علمه في بناء روحه، كل ما في الأمر أني أخاف أن يؤدي هذا الفساد المتسارع إلى انهيار كوكب الأرض قبل أن تتحقق أحلامي، والغريب فعلا أن أحلامي في مجملها تتعلق بالمادة. وكلها تدور في فلك أشياء أريد أن ألمسها بيدي، أو أجدها في حسابي البنكي.

- لكي تكون تنويريا فالأمر لا يحتاج أن تقرأ أي شيء، يمكن أن تكون كل ثقافتك وعلمك هي مفضلتك في تويتر، وأنا لا أحتاج سوى فتح حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، ثم أكرر كالببغاء كلمات مثل (التراث، القطيع، المرأة، الإنسان) وأضعها في جمل مفيدة ـ أو حتى غير مفيدةـ، ولا ضير في التشكيك في كل ما يعتقد الآخرون أنه من الثوابت، يمكن أن أتحدث عن الصلاة بالإيماء، أو أصر على أن المقصود بالصيام هو الامتناع عن تسديد الأقساط. سأبدأ من الأعلى وسأترك الأمور المستهلكة كالحجاب وما شابهه لصغار التنويريين

- الفيروس وإن كان ابتلاء ووباء فإنه فرصة أيضا حتى تسوق بعض الدول لنفسها وسمعتها بأنها تحترم حياة الإنسان وتعتبره الأهم، وكل إجراء يتم في هذا الأمر يتناقله العالم في ذات اللحظة، ولهذا فإني لا أفهم لماذا تصر بعض الدول على أن تثبت للعالم أنها متخلفة همجية لا تهمها حياة البشر. هذا بالإضافة إلى أنه فشل إداري في التعامل مع مثل هذه الأوضاع فهو أنه أيضا فشل سياسي في تحسين صورة الدول سيئة السمعة.

- الزوج العظيم ـ من أمثالي وأضرابي وأشباهي ـ هو الذي حين تسأله زوجته عن ثيابها أو زينتها أو ملامحها فإنه يصر أن وجودها في حياته يقوي إيمانه، لأنه يجعله يدرك عظمة خالق الجمال جل شأنه، وأنه لم ير قط في حياته منظرا أبهى ولا أجمل من منظرها، وإن زاد على ذلك بأنه لا يتوقع أن يرى في المستقبل أيضا فهو لا شك من كبار المسلكين الذين يعيشون في سعادة وهناء وحبور.

- التسليك أيها الفضلاء والفواضل ليس أمرا محمودا على الدوام، ففي بعض الأحيان يكون ضارا مؤذيا، هو سلوك حسن في « أوقات السعة « لكن حين تواجه وضعا صعبا أو تقع في مشكلة أو ترتكب حماقة ما فإن التسليك هو آخر ما تحتاجه من أصدقائك. في هذه الحالة يكون التسليك أليق بالأعداء والكارهين الذين يريدون أن «تغرق» أكثر.

agrni@