صندوق النقد: انتشار كورونا يعرقل تعافي الاقتصاد العالمي

مسودة لاجتماع العشرين بالرياض غدا: نمو متواضع في 2020 و2021
مسودة لاجتماع العشرين بالرياض غدا: نمو متواضع في 2020 و2021

الخميس - 20 فبراير 2020

Thu - 20 Feb 2020

حذر صندوق النقد الدولي من أن فيروس كورونا أعاق بالفعل النمو الاقتصادي في الصين، وقال في مذكرة لوزراء مالية مجموعة العشرين إن مزيدا من الانتشار إلى دول أخرى قد يعرقل تعافيا متوقعا، لكنه بالغ «الهشاشة» للاقتصاد العالمي في عام 2020.

وقدم الصندوق في المذكرة المعدة لوزراء مالية العشرين ومسؤولي بنوكها المركزية المزمع اجتماعهم في الرياض، تصورا لمجموعة كبيرة من المخاطر التي تواجه الاقتصاد العالمي، بما في ذلك الانتشار السريع لفيروس كورونا وتصاعد التوتر التجاري الأمريكي الصيني من جديد، إلى جانب كوارث طبيعية مرتبطة بالمناخ.

ويجتمع وزراء مالية دول العشرين ومحافظو بنوكها المركزية غدا السبت ولمدة يومين في الرياض لمناقشة الاقتصاد العالمي، في الوقت الذي تصارع فيه الصين فيروسا أودى بحياة أكثر من ألفي شخص وتسبب في فرض قيود صارمة على السفر والتجارة.

توقعات قاتمة

وقال صندوق النقد في مذكرته «إن توقعاته في يناير لنمو 3.3% للاقتصاد العالمي هذا العام ما زالت قائمة، وهي التوقعات التي تنطوي على زيادة من 2.9% في 2019 والتي خضعت بالفعل لتعديل بالخفض بواقع 0.1 نقطة مئوية عن توقعات أكتوبر»، لكنه أوضح أن التعافي سيكون محدودا، وأن مخاطر التراجع الاقتصادي تظل هي الأرجح.

مواصلة الدعم

وأضاف الصندوق «إن التعافي العالمي على المدى القصير قد تعرقله الهجمات الالكترونية أو تصاعد التوتر الجيوسياسي في الشرق الأوسط أو انهيار في مفاوضات التجارة بين الصين والولايات المتحدة».

وناشد الصندوق صناع السياسات بمواصلة الدعم المالي والنقدي، وقال إن هبوط التضخم يقتضي أن تظل السياسة النقدية تيسيرية في أغلب الاقتصادات.

حالة عدم يقين

من جهتها حثت مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا وزراء مالية دول مجموعة العشرين ومسؤولي البنوك المركزية على اتخاذ إجراءات للحد من المخاطر الأخرى المرتبطة بالتجارة وتغير المناخ وعدم المساواة.

وقالت مديرة الصندوق إن تفشي فيروس كورونا في الصين يعد أكثر أوجه عدم اليقين إلحاحا أمام الاقتصاد العالمي، مضيفة أن صندوق النقد يتوقع أن يتعافى الاقتصاد الصيني قريبا إذا انتهت الاضطرابات الناجمة عن تفشي كورونا بسرعة.

وحذرت من أن فيروس «كورونا» المتفشي في الصين هو بمثابة حالة عدم اليقين الأكثر إلحاحا في مواجهة الاقتصاد العالمي في الوقت الراهن.

تراجع حاد للصين

وقالت جورجيفا «حالة الطوارئ الصحية الدولية التي لم نتوقعها في يناير أصبحت تهدد الآن بعرقلة النمو الاقتصادي العالمي الذي كان تحت ضغط في الأساس من الحرب التجارية العالمية والبريكست»، مضيفة «ما حدث هو بمثابة تهديد ناتج عن الأحداث غير المتوقعة للتعافي الهش من الأساس».

ومع ذلك، أشارت «جورجيفا» إلى أنه في حالة انتهاء الاضطرابات الناتجة عن الفيروس بشكل سريع، فإن الاقتصاد الصيني سيتعافى قريبا، وتابعت «ومع ذلك فمن المتوقع تراجع الناتج المحلي الإجمالي الصيني بشكل حاد في الربع الأول، أما التداعيات على الدول الأخرى فستكون طفيفة نسبيا وقصيرة الأجل».

صعود متواضع

في المقابل أفادت مسودة بيان معدة لاجتماع وزراء مالية دول العشرين ومحافظي بنوكها المركزية، يومي 22 و23 فبراير، بأنهم يتوقعون صعودا متواضعا للنمو العالمي في العامين الحالي والمقبل، لكنهم يرون في وباء فيروس كورونا خطرا نزوليا.

وقالت المسودة التي اطلعت عليها رويترز «بعد مؤشرات على الاستقرار في نهاية 2019، من المتوقع أن يزيد النمو الاقتصادي العالمي بشكل متواضع في 2020 و2021. التعافي يدعمه استمرار أوضاع مالية مواتية وبعض المؤشرات على انحسار التوتر التجاري».

وأضافت المسودة التي قد تشهد تغييرات قبل إقرار النسخة النهائية الأحد المقبل «لكن النمو الاقتصادي العالمي يظل بطيئا، والمخاطر النزولية للنظرة المستقبلية مستمرة، بما في ذلك تلك النابعة من تأثير تفشي فيروس كورونا الجديد والتوتر الجيوسياسي وضبابية السياسات».